اهتمت الصحف العربية بما ارتكبتة قوات الاحتلال الاسرائيلي لمجزرة دامية فى جريمة قرصنة مكتملة الأركان شهد عليها العالم راح ضحيتها 19 شهيداً وعشرات الجرحى من بين نحو 700 ناشط من 40 دولة كانت تقلهم سفن «أسطول الحرية» فى طريقها إلى قطاع غزة لفك الحصار المفروض على شعبه منذ 4 سنوات وتقديم 10 آلاف طن من المساعدات الإنسانية إليهم. وكتبت جريدة دار الخليج الاماراتية توصف ما حدث بانها جريمة حرب ضد الإنسانية بامتياز إرهاب مارسته عصابة خارجة على القانون أمام العالم هي لم تعتدِ فقط على مجموعة من النشطاء الذين حملوا هموم الإنسانية وأبحروا بها في عرض البحر ليؤكدوا حق الإنسان في الحياة والحرية والكرامة انما اعتدت على العالم أجمع بكل قيمه ومبادئه وقوانينه، وأرادت أن تقول له إنها أقوى منه، وهي قادرة على استباحة كل المحرمات رغماً عنه وعلى مرمى بصره . العصابة لم تنتصر على هؤلاء الأحرار هم الذين انتصروا عليها لأنهم تمكنوا من كشف القناع مجدداً عن وجهها الهمجي العنصري عن حقيقتها كوحش كاسر يهدد البشرية جمعاء . ولعل ما كشفته هذه المذبحة في عرض البحر الأبيض المتوسط هو أن هذه العصابة لم يكن بإمكانها ارتكاب ما ارتكبته لولا دعم بلا حدود وحماية مطلقة من أربابها الذين يتسيدون العالم بقوتهم الباطشة ونزعتهم العدوانية ضد شعوب الأرض ولم يكن بمقدور هذه العصابة الفاجرة أن ترتكب جريمتها لولا يقينها بأن الموقف العربي هزيل ومستكين ومستغرق في غيبوبة إنها معركة جديدة بين القوة بما تمثل من شر وحقد وكراهية للإنسان وبين حفنة من أصحاب الضمائر الحية المدججين بالحق والقيم الإنسانية النبيلة انتصر فيهم الدم على السيف إنه سقوط جديد للأسطورة التي لا تقهر . . وهذه المرة في مياه البحر المتوسط وفي جريدة الثورة التي تصدر باليمن التي نشرت كشف الكيان الصهيوني بعمليته الإرهابية الهمجية البشعة التي استهدفت نشطاء حقوق الإنسان المشاركين في "قافلة الحرية" التي كانت متجهة لكسر الحصار الجائر المفروض على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من جديد حقيقة الوجه البشع لهذا الكيان العنصري والفاشي والذي وصلت به غطرسته حد استهداف نشطاء عزل حملوا على عواتقهم رسالة إنسانية محضة تنادي بالعدالة والحرية والسلام وإنقاذ أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني من جور الظلم الماحق الذي يتعرضون له جراء الحصار المفروض عليهم من هذا الكيان الغاشم منذ أكثر من أربعة أعوام على مرأى ومسمع المجتمع الدولي وهيئة الأممالمتحدة ومجلس الأمن وكافة المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان. والفارق في الجريمة الأخيرة التي كان ضحاياها نشطاء من كل جنسيات العالم أنها أظهرت أن المجتمعات الإنسانية كلها صارت مستهدفة من الإرهاب الصهيوني ولم تكن الجريمة التي اقترفت بحق أولئك النشطاء سوى إشارة واضحة إلى أن هذا الكيان الإرهابي على استعداد لإحراق المنطقة بأكملها وتدمير المصالح الدولية فيها. ورغم بشاعة العملية الإرهابية والبلطجة والقرصنة السافرة التي مارستها إسرائيل بحق "قافلة الحرية" في عرض المياه الدولية للبحر الأبيض المتوسط، أن تقابل بذلك التراخي والنفاق المعهودين من دوائر صنع القرار في العواصم الدولية الكبرى دون استقراء ما يمكن أن تفضي إليه هذه السياسة على صعيد الصراع في المنطقة خاصة وأن هذه الجريمة تؤكد أن إسرائيل ماضية في محاصرة الشعب الفلسطيني والتوسع في احتلال الأراضي الفلسطينية. ولذلك فلا أحد يطالب المجتمع الدولي بإلغاء اعترافه بهذا الكيان اللقيط ولا بإرسال جيوشهم لمعاقبة هذا الكيان على جريمته وإنما المطلوب فقط هو تطبيق الفصل السابع من قانون الأممالمتحدة على هذا الكيان ولما من شأنه إرغامه على فك الحصار عن أبناء الشعب الفلسطيني الذين يكسو الحزن ملامحهم وهم القابعون داخل سجن كبير اسمه "قطاع غزة" ينتظرون لحظة أمل وقطعة خبز وشربة ماء وحبة دواء تقيهم وأولادهم من الموت. وفي جريدة الوطن العمانية قالت مرة أخرى يثبت الكيان الإسرائيلي حقيقته العدوانية والعنصرية كاشفًا عنها للملأ بطريقته غير الحضارية المعهودة بأنه كيان غاصب محتل وحشي لا يعرف الرحمة ولا للإنسانية أي معنى ولا للقيم والمبادئ أي فهم ولا يقيم للقوانين والأعراف الدولية والدبلوماسية أي وزن. العرب طالما كانوا المعنيين بنصرة أشقائهم المحاصرين في قطاع غزة المكتظ بالسكان والمغلوب على أمرهم والمنقول إليهم الموت بحرًا وجوًّا وبرًّا ولو كان مجرم الحرب الإسرائيلي قادرًا على منع الهواء لفعل وقد فعل بتلويثه كما لوث الماء ومثلما قطع الكهرباء والغذاء والدواء. إنها فرصة تاريخية خاصة وأن الكيان الإسرائيلي قد خسر المعركة الدبلوماسية والإعلامية على الرغم من أنه يحاول بشتى صنوف الكذب المكشوفة والمفضوحة بالادعاء بأن المتضامنين قاموا بمهاجمة قراصنة جيش الاحتلال الإسرائيلي بالسكاكين والسواطير في حين الحقيقة المؤكدة أن المتضامنين لم يكونوا مسلحين وتم إرهابهم واستهدافهم بالنار والقذائف من قبل المروحيات والسفن الحربية قبل أن تتم عملية الإنزال الجوي. كما أنها فرصة لأن ثمة دولًا أوروبية كأسبانيا وإيطاليا اليونان والنرويج والسويد بالإضافة إلى تركيا تم اغتيال وإصابة رعاياها المدنيين ظلمًا وعدوانًا ما يعطي الموقف العربي قوة لانتزاع الإدانة والمطالبة بفك الحصار فورًا وإحراج واشنطن إذا حاولت استخدام حق الفيتو. اما راي جريدة الجزيرة السعودية فتقول تؤكد إسرائيل من جديد تمردها على الشرعية الدولية وخرقها للنواميس الإنسانية والأخلاقية؛ فالجريمة التي ارتكبتها البحرية الإسرائيلية فجر يوم الاثنين حدثت حينما شن المارينز الإسرائيلي هجوماً دموياً تحت جنح الظلام في المياه الدولية ضد مدنيين لا يحملون سوى أفكار ومواقف تعمل من أجل رفع الظلم المفروض على أهل غزة المحاصرين والمحرومين من الغذاء والدواء القابعين في سجن جماعي مفروض على شعب أعزل منذ أعوام. هذا الفعل المنتظر وحده الذي يرد الصفعة للكيان الإسرائيلي ويستعيد المجتمع الدولي هيبته وكرامته اللتين مرغتهما إسرائيل كعادتها وكتبت جريدة البيان في رايها تتسائل هل يكون هذا العدوان فرصة أخرى لتعزيز الموقف العربي ان ارتكاب المجازر والجرائم ضد الإنسانية ماركة مسجلة باسم إسرائيل بلً تجعل من الدولة العبرية صاحبة الرقم القياسي بالعربدة الدموية القرصنة بالمقارنة مع ما فعلته تبدو باهتة وبررت “إسرائيل” جريمتها الجديدة بأن المتضامنين هم الذين بدأوا ب “العنف” وادعت أن قطاع غزة لا يعاني من أزمة إنسانية ولا من نقص الغذاء والدواء وأن وصول المساعدات الدولية يفتح الطريق أمام “الإرهاب” وزعم رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أن ما قامت به اسرائيل دفاع عن النفس كيف لقافلة مدنية لا تحمل أي سلاح أن تستفز أسطولها الحربي المدجج بآخر ما توصلت له التقنيات العسكرية؟ لكن تل أبيب اعتادت على الاستخفاف بالعالم وقدرته على فهم الأمور وحقائقها لا تأبه بردود فعله ولا تقيم لها وزناً.