المانيا .. أدنى معدلات للمواليد في أوروبا

الازمة الاقتصادية احد اهم اسبابها

اعلنت ألمانيا الاسبوع الماضي ان معدلات المواليد لديها قد وصلت الى ادنى مستوياتها التاريخية. وهذا لا يبشر بالخير لأكبر اقتصاد في أوروبا فى الوقت الذى تناضل فيه من أجل دعم السكان المسنين.
وقد انخفض عدد المواليد 30،000 في العام الماضي هذا و يعد جزء من التحدي على المدى الطويل بالنسبة لألمانيا كونها تعانى من أدنى معدلات للمواليد في أوروبا ( و إيطاليا تقف قريبا منها ) كذلك على النطاق العالمي بين البلدان التي لديها أكثر من 40 مليون من السكان حيث تعد اليابان الوحيدة ألاقل من المانيا فى معدلات المواليد .
أسباب كثيرة تثبيط رغبة الالمان ليصبحوا أحد الوالدين بما في ذلك الظروف الاقتصادية العصيبة مثل هذه التى تمر الان ولكن بعض الأسباب يبدو تحديا من نوع خاص في ألمانيا.. وهي اسباب لم تحل في السنوات الفاصلة.
و لقد قسمت هذه الأسباب إلى فئتين : واحدة لها علاقة بطبيعة وهيكل المجتمع الألماني فالاطفال يتركون المدارس في وقت مبكر اكثر مما في بلدان أوروبية أخرى لذا يجب على الام و الاب ان يكونا بالمنزل لطهي وجبة منتصف النهار الرئيسية.
ثم متابعة أنشطة الطفل بعد ظهر اليوم وهذا يجعل من الصعب جدا لأحد الوالدين ممارسة العمل بدوام كامل مما يؤدى الى الاختيار بين الأبوة و الوظيفة بدوام كامل.
و آخر عقبة كبيرة هيكلية : وهى الرعاية النهارية المحدودة في ألمانيا و اكيد قد سمعت شكاوى مريرة من النساء العاملات في ألمانيا الشرقية عندما تم جمع الشمل بين الالمانيتين و الذى ادى لاغلاق العديد من مراكز الرعاية النهارية التي كانت تديرها الدولة (فى المانيا الشرقية ) .
بينما كانت الرعاية النهارية في ألمانيا الغربية في ذلك الوقت لم يسمع عنها تقريبا والرعاية النهارية هى آخر قاعدة هيكلية تجبر أحد الوالدين على الاختيار بين العمل وإنجاب طفل.
و لكن المواقف و الاتجاهات الشخصية تلعب أيضا دورا فى هذه الازمة والألمان أنفسهم يعترفون أنهم يمكن أن يكونوا أكثر ملائمة و مودة مع الأطفال.. فاعز صديقاتي الألمانية اخبرتنى انها حينما كانت طفلة زجرت بعيدا عندما حاول اللعب في باحة مبنى شقتها.
وعندما جاء مراسل صحيفة كريستيان منتور فى باريس مع عائلته لزيارتنا ذهبنا الى الغداء في النادي الاميركي. فالمطاعم الألمانية لا تقدم الطعام للأطفال.
لانهم يحدثون ضوضاء صاخبة جدا. وقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في العام الماضي ان القضايا المتعلقة بالضوضاء والشكاوى كانت وراء اغلاق مراكز الرعاية النهارية الألمانية.
لذا ما الذي يمكن عمله لتحفيز المرأة الألمانية لانجاب المزيد من الاطفال؟ وهنا نجد ان الدول الأوروبية التى تتكاثر و اصبحت قريبة من مستوى الإحلال لسكانها (بلدان مثل فرنسا وهولندا) وفرت إجازة الأبوة ورواتب سخية الأم ونظم لرعاية الرضع مع ارتفاع المساواة بين الجنسين (و التى تقاس بمستوى الدخل والوضع الاجتماعي).
سيدة المانيا الاولى المستشارة انجيلا ميركل عملت على أن تضيف هذه الأسس حيث قامت بزيادة رواتب الإجازة الابوية (الآن 1 من كل 5 آباء الألمانيين يبقون في المنزل).
كما تعهدت بزيادة الرعاية النهارية التي تدعمها الدولة بحيث يمكن أن تخدم واحد من كل ثلاثة أطفال دون الثالثة بحلول عام 2013.
لكن ألمانيا لديها طريق طويل يتعين عليها قطعه لدفع المساواة بين الجنسين (المرأة الألمانية تكسب 24 في المئة أقل من الرجال) ، وكذلك العمل بشان المواقف و الاتجاهات حول الأطفال والأمهات الذين يختارون للعمل. وهذا امرا ليس كثيرا على السيدة ميركل لكى تقوم بتشريعه