نسمع ونري هذه الأيام أغنيات ركيكة تافهة.. الكلام هايف واللحن أكثر هيافة.. أما الصوت فأمره عجب.. ولابد أن نندهش جدا لهذه الإهانة التي يتلقاها المستمع كل يوم وعبر كل قناة. لقد ذهب زمان الشعراء العظام: أحمد رامي ومرسي جميل عزيز, وحسين السيد, والأبنودي, وعبدالوهاب محمد وغيرهم.. ونعيش في زمن الكلام الفارغ واللحن الأكثر فراغا. ومنذ أيام استمعت إلي مطربة لا صوت لها.. ولا أعرف كيف أقنعوها بأنها مطربة.. وكيف أن الدولة المصرية بكل أجهزتها قررت أنها مطربة ولها صوت ولها حضور؟! وأذكر زمان أنني استمعت إلي أغنية للمطربة اللبنانية الكبيرة صباح.. وكان اللحن من تأليف الموسيقار الكبير فريد الأطرش.. ولم يعجبني اللحن, فقلت استمعت إلي أغنية لصباح لحن فريد الأطرش ولحم صباح.. أي أنني استمعت لها لأنها صباح, ولم يعجبني لا الكلام ولا اللحن.. وكنت ظالما.. ولكننا قد اعتدنا مع أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم أن نسمع أجمل الألحان وأرقي الكلام وعظيم الأداء. أما الآن.. فالأغاني شتائم وإهانات فجة للمحبوبة التي يتغني بها.. واحد يقول لها: أشوف فيك يوم.. والثاني يقول: روحي لأمك.. والثالث يقول لها: كان يوم أسود يوم ماقابلتك.. إنها نوع من الردح.. ولم يبق في مجال الغناء إلا اللحم اللبناني واللحن والكلام المصري.. ولم يعد الصوت يهم.. يكفي أن نري اللحم الشيك.. وأما الصوت فليس له صدي! إذن هناك من يريد من المستمع المصري أن يتعود علي سخيف الكلام وركيك الألحان, وينسي روائعنا القديمة التي لا نزال نستمع إليها.. دليلا علي جمالها وسخافة ما نسمعه الان. نقلا عن صحيفة الاهرام*