اهتمت الصحف العربية بانتهاء جولة جورج ميتشل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط التي لم تسفرعن نتائج ايجابية ولذلك فانه يعتزم العودة لمحاولة تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ويبدو من سياق جولة ميتشل أن إسرائيل لاتزال تصر علي مواقفها الاستفزازية التي تعرقل جهود احياء السلام في المنطقة وأبرز هذه المواقف الاستمرار في مخطط تهويد القدسالشرقية والاعلان عن استئناف بناء المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة. وكانت إسرائيل قبل بدء جولة ميتشل قد كشفت عن خطة جديدة لطرد آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية بدعوي أنهم متسللون وهي ترمي من وراء ذلك إلي مواصلة تنفيذ طرد الفلسطينيين من أرضهم والذي تباشره منذ اقامتها, ونطلق عليه مصطلح الترانسفير وهو ضرب من ضروب التطهير العرقي للفلسطينيين. والمثير للدهشة أن إسرائيل تقف بصلافة خلف متاريس هذه الافكار والخطط الاستفزازية وتتحدث حديثا وهميا عن السلام. ومن ثم فإن الادارة الأمريكية عليها أن توضح موقفها بجلاء من هذه الافكار وتلك الخطط الاسرائيلية التي تعرقل السلام حتي يتسني لجورج ميتشل أن يحقق اختراقا يفضي إلي امكان إجراء مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبدون أن تحدد الإدارة الأمريكية موقفها من مراوغة إسرائيل وعرقلتها للسلام فإن جولات ميتشل يتعذر أن تحقق أية نتائج ايجابية. وفي جريدة الراي الاردنية اذا ما صحت الأنباء التي تحدثت عن عودة وشيكة للمبعوث الرئاسي الاميركي جورج ميتشيل الى المنطقة فإننا نكون بالفعل أمام احتمالات عديدة أقلها بدء محادثات التقارب التي كانت ادارة اوباما اقترحتها لتجاوز الانسداد في عملية السلام والذي تتحمل اسرائيل مسؤوليته الذي قد يقود الى اوضاع متدهورة اذا ما واصلت حكومة اليمين الفاشي العنصري مواقفها الرافضة لانهاء الاحتلال والبدء في مفاوضات الحل النهائي لطرح كافة قضايا وملفات الوضع النهائي على الطاولة بما في ذلك القدس واللاجئين والحدود وقبل كل شيء وقف الاستيطان على اراضي الضفة الغربيةوالقدسالشرقيةالمحتلة.. عودة السناتور ميتشيل يجب ان تحدث اختراقاً حقيقياً في وضع الجمود الراهن الذي تواصل منذ وصول نتنياهو وائتلافه الفاشي الى الحكم رغم كل ما يتسرب من اسرائيل من انباء تتحدث عن رفض نتنياهو التعهد بتجميد الاستيطان في القدس وانه سيقوم بلفتات تجاه السلطة الفلسطينية كاطلاق الف اسير فلسطيني وتخفيف حواجز الاذلال والاعاقة التي تضعها قوات الاحتلال بين قرى ومدن ومخيمات الضفة المحتلة. ولم يعد بمقدور احد الان الزعم بان الفلسطينيين هم الذين صعدوا الى شجرة عالية أو ان العرب الذين طرحوا مبادرة السلام العربية يضعون عقبات أمام عودة الطرفين الى طاولة المفاوضات بعد ان كانوا قد محضوا السلطة الفلسطينية موافقتهم بالذهاب الى محادثات التقارب لمدة اربعة اشهر ثم جاء قرار ما يسمى ببلدية القدس طرح بناء 1800 وحدة استيطانية في الحي الاستيطاني رامات شلومو، ليدخل الجميع في نفق مسدود ما تزال الجهود تبذل للخروج منه لكن نتنياهو يواصل صلفه وعربدته ويدير ظهره - حد الازدراء - لكل المساعي المبذولة لمنع تدهور الاوضاع الى ما هو اسوأ.. تفاصيل المشهد على اعلى درجات الوضوح ودور اميركي جاد وفاعل هو الوحيد القادر على جعل نتنياهو يترك الموقف الذي سار فية مع المتطرفين وانصار ارض اسرائيل الكاملة على قضم المزيد من الاراضي الفلسطينية وتهويد القدس وترحيل الفلسطينيين الى قطاع غزة وتكثيف الاستيطان والمناورة بطرح الفكرة المرفوضة فلسطينياً وعربياً باقامة دولة فلسطينية مؤقتة يراد من ورائها شراء المزيد من الوقت وفرض الأمر الواقع على الجميع هي خطوة لا تتسم بالحكمة أو بُعد النظر بل وصفة جاهزة لاغراق المنطقة في بحور من الدماء والعنف والحروب.