بعد اعلان الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي إلغاء نظام الانتساب بالجامعات واتاحة الفرصة أمام الطلاب للالتحاق بالتعليم المفتوح والالكتروني شهدت الأوساط الجامعية جدلا حادا حول مدي ملاءمة الأنظمة البديلة ونجاحها خاصة أنها لم تمر بمرحلة تجريبية. جريدة"الجمهورية" استطاعت آراء رؤساء الجامعات الذين يرون ان القرار يستهدف تهيئة الجامعات المصرية للاعتماد علي طريق خفض الأعداد في حين يري الأساتذة انه يشجع التعليم الخاص ويمثل عبئا ماديا اضافيا علي الأسر المصرية. قال الدكتور محمد يوسف رئيس جامعة بني سويف ان العام القادم أفضل توقيت لالغاء نظام الانتساب وفرصة لاعادة النظر في هيكلة الفرق النظامية كما انه يعتبر وضعا مميزا لطلاب السنة الفراغ وأفضل لهم بالرغم من أن تأثيره غير ملحوظ لأن عددهم ونسبتهم لن تتعدي 20% من اعداد طلاب السنوات العادية. وأشار إلي أن الجامعات الحكومية في سبيلها للتقدم للاعتماد والجودة خلال السنوات المقبلة ولابد من تخفيض اعداد الطلاب بالكليات لتقتصر الطاقة الاستيعابية علي "الطلبة النظاميين" وتساعدهم علي التركيز وتقسيمهم إلي مجموعات صغيرة. قال ان من ضمن أسباب انهيار التعليم العالي في مصر كثرة اعداد طلاب الانتساب الموجه بالكليات.. ولذلك كان يجب أن يفتح المجال للتعليم المفتوح والالكتروني والغاء نظام الانتساب لتطوير التعليم العالي في مصر وتهيئة الجامعات للاعتماد والجودة.. رأي ان الكثيرين سوف ينتقدون هذا القرار لارتفاع مصاريف التعليم المفتوح عن الانتساب ولكن الحقيقة ان هذا النظام يقوم علي نظم تكافلية عن طريق عمل بحث اجتماعي للطلاب وحصر اعداد الذين يستحقون الدعم. أضاف ان النقابات المهنية سوف تتولي طلاب التعليم المفتوح والالكتروني لتدريبهم بجانب الدراسة وذلك بعمل برامج مهنية لتنمية مهارات الطلاب وتأهيلهم. وشاركه الرأي الدكتور محمد سيد ابراهيم رئيس جامعة سوهاج مؤكدا ان الهدف من هذا القرار تقليل اعداد الطلاب بكليات التجارة والآداب حتي يمكن تطبيق معايير الجودة فيها وأوضح انه يسهل تطبيق هذا القرار العام القادم لأن اعداد الطلاب سوف تكون قليلة جدا. كما أشار إلي أن الهدف من هذا القرار تحويل طلاب الانتساب إلي نظام تعليمي جديد موحد للتعليم عن بعد بحيث يشمل كل أنظمة التعليم المفتوح والالكتروني بالاضافة إلي انه يعتمد علي برامج مختلفة تلبي احتياجات السوق من الادارة التخصصية وادارة المستشفيات والأماكن السياحية وتقوم الوزارة بعمل اتفاقيات مع هذه الأماكن. وتري الدكتورة ماجدة عناني وكيل كلية الآداب لشئون التعليم والطلاب بجامعة حلوان ان الغاء نظام الانتساب يصب لصالح العملية التعليمية ككل لأن طالب الانتساب لا يحضر للكلية وليس لديه أعمال سنة وبالتالي فانه لا يهتم بالحضور والانتظام ومن هنا نجد أن نظام الانتساب يمثل عبئا علي الجامعات فقط. قالت ان نظام التعليم المفتوح يعد بديلا إلي حد ما ينقصه فقط اضافة كافة التخصصات التي تشملها أقسام كلية الآداب وهذا ما يتم دراسته حاليا بالفعل للوقوف علي الشكل النهائي الذي ستكون عليه الدراسة في التعليم المفتوح بالنسبة لكلية الآداب حتي يتم تقديم خدمة متميزة وموازية لنظام الانتساب وحتي لايكون الغاؤه نقطة سلبية لدي نسبة كبيرة من الطلاب وحتي لا يحدث خلل في منظومة التعليم العالي. أضاف الدكتور محمد حسين وكيل كلية التجارة لشئون التعليم والطلاب بجامعة حلوان ان نظام الانتساب منفذ من منافذ التعليم هدفه استيعاب الطلاب الذين لم يستطيعوا الالتحاق بالكليات من خلال المجموع. قال ان نظام التعليم المفتوح يؤدي نفس الدور وبالتالي فانه بديل مناسب لنظام الانتساب بل أفضل حيث يمتلك نظم ادارة خاصة مستقلة عن طلاب الانتظام والكلية بشكل عام. أشار إلي أن التعليم المفتوح يشمل كافة تخصصات وشعب كلية التجارة مما يعني تسهيل الأمر علي الطلاب إلي حد كبير في دراسة التخصص الذي يرغبون فيه. اقترح أن يتم اعداد نظام تنسيق خاص بالتعليم المفتوح في حالة زيادة الأعداد المتقدمة ليكون الأمر أكثر تنظيما وتحقيقا لمبدأ تكافؤ الفرص. أضاف ان التعليم المفتوح لا يمثل عبئا ماديا كبيرا علي الطلاب حيث لا تتعدي رسوم المادة الواحدة مائة جنيه فقط مما يعني ارتفاع مصاريف التعليم المفتوح بحوالي 200 جنيه فقط عن نظام الانتساب ومن هنا نجد أن الغاء الانتساب قرار صائب ولمصلحة كافة الطلاب. قال دكتور صلاح إسماعيل رئيس قسم الادارة بكلية التجارة جامعة حلوان ان الغاء نظام الانتساب قرار صائب تماما لأنه يعطي الفرصة لانماط تعليمية حديثة بالظهور والاستخدام مثل نظام التعليم المفتوح الذي يستوعب عددا أكبر من الطلاب كما يتماشي مع ظروف قطاع عريض من راغبي استكمال التعليم العالي بعد الحصول علي شهادات متوسطة. أوضح ان الجامعات الحكومية تقدم التعليم المفتوح كخدمة للطالب وليس وسيلة للتربح والمكسب لأنه مقارنة بالتعليم المفتوح في دول العالم فانه يعد مجانيا..