تم تنصيب "محمد الخامس" سلطانا للمغرب في الثامن عشر من نوفمبر 1927 إثر وفاة والده السلطان " محمد بن يوسف" وجاء هذا التنصيب من قوة الإحتلال الفرنسية رغم أنه كان ثالث أبناء السلطان إعتقادا من الفرنسيين بأنه سيكون أكثر ولاءا لهم لصغر سنه. لكنه كان وطنيا حيث رفض قانون 1930 الذي أصدرته فرنسا وكان يقضي بتقسيم المغرب إلى منطقتين تشريعيتين للبربر وللعرب بغرض بث الفرقة بين الجماعتين العرقيتين فزاد هذا من قوة تماسك أبناء المغرب أمام الإحتلال. مع نشوب الحرب العالمية الثانية ، دعم "محمد الخامس " موقف الحلفاء و إلتقى عام 1943 مع الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت ، الذي شجعه على المطالبة بالاستقلال عن فرنسا. وإعتبارا من عام 1951 رفض "محمد الخامس" التصديق على أية قرارات للحاكم العام الفرنسي مما دفع الفرنسيين لتأليب قبائل البربر على حكمه . وبدعوى حمايته من ثورة البربر حاصرت الدبابات الفرنسية قصره وأجبرته على إصدار إعلانا يدين أعمال حركة المقاومة الوطنية المغربية . ورغم هذا استمرت حركة الكفاح المسلح، فقام الفرنسيون بنفي "محمد الخامس" في أغسطس 1953 إلى جزيرة كورسيكا ثم إلى مدغشقر . زاد هذا الأمر من شعبية محمد الخامس وازدادت أعمال المقاومة شراسة . و اضطرت فرنسا في النهاية للسماح لمحمد الخامس بالعودة إلى بلاده في نوفمبر 1955. وفورا بدأ محمد الخامس مفاوضات مع فرنسا تعطي لبلاده الاستقلال. بدأ محمد الخامس بعد ذلك تدعيم سلطته في البلاد وتغير لقبه من السلطان إلى الملك محمد الخامس في عام 1957. ظل الملك محمد الخامس يحكم بلاده بالحب والعدل حتى توفاه الله عام 1961 وخلفه على عرش المملكة المغربية إبنه المغفور له الملك الحسن الثاني.