يستعد العالم الإسلامي للاحتفال بعيد الفطر بطقوس تختلف حسب الموقع الجغرافي والعادات والتقاليد المتبعة من الشعوب، وعادة ما تبدأ مظاهر العيد قبل أيام من حلوله حيث تبدأ الأسر بشراء احتياجاتها من ملابس وأطعمة وغيرها.. وفي التقرير التالي تعرض «البيان» مشاهد الاستعداد للعديد من عدد من بلدان العالم العربي من مشرقه ومغربه. وفي المملكة العربية السعودية التي لا تعرف أجندتها غير عيدين (الفطر والأضحى) تبدأ الاستعدادات مبكرة عبر إعداد للحلوى الخاصة بالعيد مثل الكليجية والمعمول. ومن عادة السعوديين التجمع صباح أول أيام عيد الفطر عند كبير العائلة أو القبيلة أو العشيرة وعادة ما يرتدي السعودي الثوب الجديد في أول أيام العيد وهو من الأشياء المقدسة وخاصة ارتداء الشماغ الذي عادة ما يكون بألوان زاهية ومختلفة. وبالنسبة لأهل مكة فلهم عادات مختلفة عن بقية مناطق المملكة حيث يؤدون في 29 رمضان صلاة التراويح داخل الحرم المكي على أساس أن اليوم التالي هو أول أيام عيد الفطر، فإذا ما سمعوا صوت مدفع جبل الكعبة يطلق 11 طلقة فهذا لهم بمثابة إعلان أن غدا هو أول أيام العيد. ومن عادة المكيين أن يتناولوا الحلوى بعد صلاة العيد لاسيما المنار وهي حلوى عادة ما تقوم السعوديات بصناعتها الحلوى في المنزل. وتختلف مظاهر العيد عند بعض السعوديين وخاصة أهل الجنوب القريب من اليمن عن أماكن الحضر فمن عادة أهل الجنوب أداء الرقصات الشعبية وخاصة رقصة العرضة التي عادة ما يستخدمون فيها الأسلحة التراثية القديمة والتي كانت تدعو في الماضي إلى إعلان الحرب. وفي قطر القريبة، هناك إجماع تقريبا على أن احتفالات عيد الفطر هذا العام ربما تختلف عن الأعياد السابقة من حيث انخفاض مستوى الاهتمام الرسمي الذي كان سمة بارزة طبعت تلك الأعياد وأكسبتها طابعا احتفاليا مميزا. وتغيب البرامج الترفيهية التي كانت في الأعوام السابقة مصدر جذب لسكان قطر والدول المجاورة لكثرة فعالياتها وتنوعها. وتشكو الصحافة المحلية من ناحيتها من غياب الاحتفالات حيث غابت «أخبار الاستعدادات لإقامة مهرجانات العيد قد اختفت تماما، وهو ما أثار تساؤلات العديد من العائلات حول كيفية قضاء أيام العيد في غياب الفعاليات الكبيرة التي درجت الأجهزة المعنية على التجهيز لها قبل حلول العيد فضلا مع قلة الأماكن الترفيهية المجهزة لاستقبال العائلات من المواطنين والمقيمين». ونتيجة لعدم وجود أماكن ترفيهية وتنظيم فعاليات كبيرة ومع غياب المهرجانات الترفيهية كما في السابق، فقد دفع هذا الكثيرين إلى التوجه إلى دول الخليج المجاورة وخاصة الإمارات إلى جانب مصر وسوريا لقضاء فترة العيد. وانتهزت شركات السفر والسياحة الفرصة لتتنافس في تقديم عروضها المغرية للسفر إلى دول الخليج والمغرب ومصر وسوريا وهي المحطات التي تحظى هذه الأيام بإقبال كبير. ولمن سيبقى في قطر تكاد فعاليات العيد الترفيهية تتركز في العاصمة الدوحة وفي منطقة سوق واقف وهو أعرق أسواق الدوحة وأشهر المواقع التي باتت تجذب المزيد من سكان الدوحة وزائريها. أما الرئة الثالثة في العيد فستمثلها حديقة حيوانات الدوحة التي تجذب عائلات المقيمين. وفي سوريا، شهدت الأسواق، وبخاصة أسواق الملابس والحلوى، إقبالا كبيرا على مدار الأيام الماضية مع اقتراب حلول عيد الفطر. وتشمل تحضيرات السوريين للعيد شراء ملابس جديدة وخاصة للأطفال، إضافة إلى الحرص على نشر أجواء العيد الخاصة في كل منزل، حيث يتم تحضير المعمول الذي تتفنن ربات المنازل في إعداده. ويستعد السوريون بعناية لوجبة غداء اليوم الأول من أيام عيد الفطر الذي يجب أن يكون غنيا باللحوم بمختلف أنواعها وغالبا ما يتناول الأقارب بشكل جماعي هذه الوجبة سويا. وأسهمت منحة من الرئيس السوري بشار الأسد للموظفين في الدولة، تقدر بنسبة 50 في المئة من الراتب، في تشجيع السوريين على التسوق بعد أن ضخت هذه المنحة 8 مليارات ليرة (160 نحو مليون دولار) في جيوب الموظفين. وفي الجزائر، تحظى الاستعدادات لعيد الفطر بأهمية خاصة فبينما يجتهد الآباء لتوفير المال اللازم لشراء ملابس جديدة وهدايا متنوعة لأبنائهم، تتفنن الأمهات في تحضير ما لذ وطاب من الحلوى دون إهمال تنظيف المنازل وتزيينها. ويبدأ الاستعداد لعيد الفطر في الجزائر عشية الاحتفال بليلة القدر وهي المناسبة التي تستغلها الكثير من العائلات والجمعيات الخيرية لإجراء عمليات الختان لأولادها من الذكور. ورغم أن العيد هذا العام تزامن مع بدء العام الدراسي والارتفاع القياسي في أسعار المواد الاستهلاكية إلا أن الكثير من الآباء أرغموا على تخصيص جزء من دخلهم اليسير لتلبية رغبات الأبناء والتي تتلخص في شراء ثياب جديدة ولعب متنوعة بل إن منهم من لجأ إلى الاقتراض. وبحلول الأسبوع الأخير من رمضان يتحول اهتمام ربات البيوت الجزائريات من الطبخ إلى إعداد الحلوى رغم التكاليف المترتبة على ذلك، أما محال الحلوى فتغتنم الفرصة لعرض الحلوى الجزائرية والشرقية خاصة السورية واللبنانية مثل: البقلاوة والعرايش والمخبز ومقروط اللوز والشامية والقطايا والمخذة والكنافة وعش البلبل.