إذا مات الزوج لحقت به الزوجة بعد 24‏ ساعة‏!‏

السبت 13‏ ديسمبر‏:‏ طاف بنا الأتوبيس الصغير الذي استأجرناه في جولة بأرجاء كالديرا ميناء كوستاريكا وقد قال لنا مرشد الرحلة الكوستاريكي دييجو الذي تولي شرح مانشاهده ان كل بلدة في كوستاريكا لاتخلو من أربعة معالم أساسية
علي رأسها الكنيسة فالشعب الكوستاريكي شعب متدين ومحافظ ويقدس الأسرة والارتباط بها منذ مولد الشخص الي وفاته وفي جميع الأحوال تظل البنت في بيت أسرتها لاتغادره الا الي بيت زوجها برضاها اذ من النادر أن تهرب فتاة مع شاب أحبته وذلك نتيجة التقاليد التي تدعمها الأسرة والدين حيث 70%‏ من السكان كاثوليك و‏14%‏ بروتستانت‏.‏ والي جانب ذلك يحمل الكورسيكيون احتراما كبيرا للقديسين وهم كثيرون ويطلقون اسماءهم علي المدن‏..‏ والعاصمة سان جوزيه تحمل اسم قديس بهذا الاسم‏,‏ وتقريبا كل المدن الأخري تحمل اسماء قديسين عاشوا في كوستاريكا‏.‏
وقال لنا المرشد دييجو ان المدرسة الابتدائية هي ثاني الأساسيات التي تجدها في كل بلدة أو قرية بعد الكنيسة وهو ماجعل نسبة التعليم في كوستاريكا تصل الي 96%‏ من السكان وبعد الكنيسة والمدرسة تأتي البارات التي تقابل المقاهي عندنا وتعد في كوستاريكا المكان الأساسي للسهر والترفيه للجنسين‏,‏ ثم بعد الكنيسة والمدرسة والبار تأتي ملاعب الكرة العديدة التي جعلت كرة القدم في كل أمريكا الوسطي عقيدة‏,‏ وليست هواية‏!‏
وعاصمة كوستاريكا سان جوزيه مدينة جذابة برغم صغرها فسكانها أقل من 350‏ ألفا وفيها مقر الحكومة والبرلمان ومتحف الذهب الذي يعرض نماذج غير عادية من المشغولات الذهبية القديمة التي تعكس حضارة أمريكا اللاتينية‏.‏
ومن أشهر معالم كوستاريكا السياحية الطيور العديدة التي تملأ أرجاءها والتي تصل الي‏800‏ نوع‏(‏ يقدر عدد أنواع الطيور في العالم بعشرة آلاف نوع منها‏3200‏ في جنوب أمريكا و‏2900‏ في آسيا و‏2300‏ نوع في أفريقيا و‏2000‏ في أمريكا الشمالية و‏1700‏ في استراليا وألف نوع في أوروبا و‏65‏ نوعا في القطب الجنوبي‏)‏
وأعود الي طيور كوستاريكا ومنها الببغاوات التي تضم‏16‏ نوعا تستوطن كوستاريكا ولها حديقة جميلة زرناها تجمع الي جانب الببغاوات المحلية عددا كبيرا من الأنواع المستوردة من مختلف دول العالم وهي أنواع تبلغ أكثر من‏300‏ نوع تضم كوستاريكا‏30‏ نوعا منها علي الأقل‏.‏ والببغاء طائر مشهور بمنقاره المقوس وألوانه العديدة ولذلك يعتزون كثيرا في حديقة كوستاريكا بزوج نادر من الببغاء الأبيض اللون شاهق البياض لكن أغرب هذه الببغاوات نوع مميز بمنقاره المفلطح لايعيش الا في زوجين معا بحيث اذا مات أحد الزوجين تبعه الآخر قبل‏24‏ ساعة ومات منتهي الاخلاص والحب برغم أن عمر الببغاء طويل وفي إفريقيا حيث الأنواع المشهورة بمحاكات الكلام يصل عمر الببغاء الي‏80‏ سنة‏.‏ وقد أضيف الي الحديقة المفتوحة للببغاوات في كوستاريكا قفصان يضمان أربعة قرود تعد من أصغر قرود العالم التي تشبه في حجمها الفأر وتعتبر من الفصائل النادرة‏.‏ وهذه القرود تم ضبطها عند محاولة تهريبها عبر كوستاريكا فقررت الحكومة الاحتفاء بالغنيمة واقامة اقفاص خاصة لسكنها بجانب الببغاوات ولتجذب اهتمام كل زوار الببغاوات التي تطير حرة ويسير الزوار بينها ويستمتعون بطيرانها فوقهم‏.‏
كذلك من المعالم التي زرناها حديقة زهور الأوركيد التي تتميز بها كوستاريكا من حيث الألوان والأحجام لكن الأهم تفوقهم في فن التعبئة الذي تمكنت به من تصديرها الي مختلف دول العالم بحيث تبدو يانعة كأنها مقطوفة لتوها‏!‏
ومساحة كوستاريكا‏ 51‏ ألف كيلومتر مربع وعدد سكانها 4,5‏ مليون نسمة يعتمدون في غذائهم علي الأرز الذي يأكلونه في جميع الوجبات خاصة في الصباح والعملة في كوستاريكا هي الكولون الذي كانت قيمته تنخفض بمعدل كولون كل أسبوع الا أنه منذ عام‏ 2006‏ تم تثبيت سعره وأصبح 520‏ كولون للدولار‏.‏
ويعتمد اقتصاد كوستاريكا علي السياحة‏(‏ نحو‏2,5‏ مليون دولار من‏6‏ مليارات‏)‏ وعلي زراعة الموز والأناناس ونوع مميز من البن الذي يستخدم في القهوة الاكسبرسو الا أن معظم أفراد الشعب يعانون الفقر والتضخم والبطالة وحسب الأرقام الرسمية فان متوسط الدخل‏5100‏ دولار في السنة‏.‏
والنسبة الأكبر من السياح تأتي من أمريكا‏,‏ وهناك أكثر من عشرة آلاف أمريكي اختاروا كوستاريكا بعد تقاعدهم مكانا لاقامتهم‏.‏ وقد قام اكثرهم بتأجير بيوتهم في بلادهم والعيش في كوستاريكا بنحو نصف مواردهم‏.‏ ومما قاله لنا دييجو تأكيدا لجمال الحياة في كوستاريكا ارتفاع متوسط الأعمار الي أكثر من‏77‏ سنة‏.‏ لكن مايضايق كوستاريكا هو اعداد المهاجرين الذين يفدون من نيكاراجوا المجاورة ويقدر عددهم بنحو نصف مليون وهو عدد كبير بالنسبة لتعداد مواطني كوستاريكا المسالمين ويريدون أن يعيشوا في سلام بعد أن أصبحوا بلا جيش‏ وكوستاريكا ليست وحدها دولة بلا جيش فمثلها‏21‏ دولة لاجيوش لها أشهرها‏:‏ مدينة الفاتيكان وأندورا، ودومينيكا، وجرينادا، وهاييتي، وموريشيوس‏.‏
salahmont@ahram.org.eg
* نقلا عن جريدة الاهرام المصرية