سيطرت عودة ملف المصالحة الفلسطينية الى الواجهة في ضوء تحركات ولقاءات عززت التفاؤل بامكان تحقيق تقدم في هذا الملف واهتمت الصحف العربية والمصرية الصادرة اليوم الجمعة بمتابعة التحركات المختلفة سواء من جانب فتح او حماس خاصة بعد عقد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»نبيل شعث لقاء وصف ب «الدافئ والمهم والايجابي» مع رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية وقيادات من «حماس» في غزة لمنناقشة موضوع المصالحة الكاتب محمد بركات بجريدة الاخبار المصرية كتب متمنيا أن تصدق حماس فيما تقوله هذه المرة وأن نري قريبا ترجمة صحيحة لذلك علي أرض الواقع ويؤكد الكاتب ان المصارحة واجبة في مثل هذه القضية المهمة والمصيرية بالنسبة للشعب الفلسطيني، والمكاشفة ضرورة، بل فريضة يجب ألا تكون غائبة، أو مغيبة، في مثل هذا الأمر الخطير، والذي يمس قضية كل العرب، وهي القضية الفلسطينية وفي هذا الإطار، لابد أن يكون واضحا ومعلوما للجميع في حماس واشاوسها، ان الحقيقة المؤكدة والمعلومة للكل، هي ان الخطر الداهم الذي يهدد أي قضية، والقضية الفلسطينية بالذات، هو السقوط تحت ضغوط خارجية، والسماح لقوي إقليمية للتحكم والسيطرة، وتوجيه مسار القضية للوجهة التي تخدم مصالح هذه القوي وتلك الجهات بغض النظر عن المصالح الحقيقية لأصحاب القضية ذاتها. وفي حالة حماس بالذات، وفي إطار المصارحة الواجبة، لابد ان نقول ان جميع المعوقات والعراقيل التي تم وضعها أمام خيار المصالحة الفلسطينية، والتي تسببت في تعطيل إتمام هذه المصالحة، وعدم توقيع حماس علي وثيقة الاتفاق التي توصلت إليها جميع الفصائل في القاهرة في أواخر سبتمبر وأوائل أكتوبر، من العام الماضي، كان السبب فيها هو خضوع حماس للضغط الإيراني،...، والسماح لإيران باستخدام الورقة الفلسطينية لصالحها في مفاوضاتها مع الغرب بصفة عامة، والولايات المتحدة بصفة خاصة،...، ويعلم مشعل ذلك، كما يعلمه كل الفلسطينيين وكل العرب. وفي إطار المصارحة أيضا لابد ان نقول للأخ مشعل ان الكل يعلم باليقين، ان ارتماء حماس في احضان إيران ومن ورائها حزب الله، وسوريا، هو السبب في خروج حماس عن الصف الفلسطيني، ورفضها التوقيع علي اتفاق المصالحة،...، بل واكثر من ذلك نقول أيضا لكبير الأشاوس ان الكل يعلم أيضا باليقين، ان إيران كانت هي المخطط والدافع وراء الانقلاب الحمساوي الدامي في غزة. ويختم الكاتب بقوله ان المنطق والمعقول هو ان تنصاع حماس لإرادة الشعب الفلسطيني، وتوافق علي ما وافقت عليه كل الفصائل، و متمنيا ان يري حماس ساعية بالفعل للمصالحة، وراغبة بالفعل في وحدة الصف الفلسطيني، وموقعة بالفعل علي وثيقة المصالحة. وكى يحدث، ذلك يجب أن تملك حماس قرارها بيدها، وأن يكون ذلك القرار نابعا فقط من الشارع الفلسطيني، ومنفذا فقط لصوت الشعب الفلسطيني. فهل يحدث ذلك؟! سؤال لن تتأخر الإجابة عنه كثيرا ولا نملك غيرأن نقول: »أفلح إن صدق«. جريدة القدس العربى ترى ان فتح قنوات الحوار والمحادثات المباشرة بين ممثلي ابناء الشعب الواحد يشكل بحد ذاته انجازا يقطع الطريق امام كل من يحاول سد الطريق نحو الوحدة. ومن الواضح حتى الآن ان هناك نوايا صادقة وحارة لدى الجميع لانجاح هذه الجهود وتتويجها بالمصالحة المرجوة. ومن الواضح ان هذه المحادثات تستهدف تذليل نقاط الخلاف المتبقية كي توقع حركة «حماس» على اتفاق المصالحة الذي تم التوصل اليها برعاية وجهود مصر الشقيقة، وهي بالتأكيد نقاط خلاف تتقزم امام القواسم المشتركة ووحدة الانتماء لشعبنا العظيم ووحدة الهدف في التحرر من الاحتلال واقامة دولتنا المستقلة على ترابنا الوطني وعاصمتها القدس الشريف. وتؤكد الجريدة ان الوقت قد حان لطي صفحة الماضي بكل تداعياتها المأساوية وفتح صفحة جديدة للنهوض بمهام العمل والنضال الوطني وهي مهام جسيمة وسط ما تفرضه اسرائيل من تحديات في مقدمتها مخططات تهويد القدس والاستيطان والتهرب من الشرعية الدولية ومن استحقاقات السلام العادل متسترة خلف الانقسام وخلف ذرائع ومبررات واهية. حان الوقت كي يسحب الجميع البساط من تحت اقدام اسرائيل من اجل التفرغ لما هو حقيقي ولما يخدم مصالح شعبنا وحقوقه.