يبدو ان ملامح الحكومة الاسرائيلية بانتظار التغيير بعد ان يختار حزب العمل الاسرائيلى رئيسا جديدا له ..حيث تُعقد اليوم الثلاثاء في إسرائيل الجولة الثانية والحاسمة على رئاسة حزب العمل وهو من أكبر أعضاء الائتلاف الحاكم في إسرائيل، وسط منافسة بين رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك ورئيس المخابرات عامي ايالون. ومع انحصار المنصب بين باراك و ايالون ، يستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت زعيم كاديما حزب الوسط، لإجراء تغييرات واسعة على حكومته في أعقاب الجولة الثانية من الانتخابات. مقربون من أولمرت قالوا أنه يعتزم إبقاء حقيبة الدفاع مع حزب العمل في حالة فوز إيهود باراك، إلا أنه سيسعى إلى استبدالها بحقيبة المالية في حالة فوز عامي أيالون وتعيين شاؤول موفاز وزيرا للدفاع . كان ايهود باراك وعامي أيالون قد طالبا أولمرت بتقديم استقالته بعد نشر تقرير لجنة فينوجراد والذي اتهمه بسوء إدارة الحرب على لبنان ضد حزب الله الصيف الماضي. واعلن أيالون أكثر من مرة إنه لن يشارك في حكومة برئاسة أولمرت وهدد بأنه في حال فوزه سيسحب حزبه من الائتلاف الحكومي إذا بقي أولمرت في منصبه . في حين قال باراك الذي يتطلع إلى وزارة الدفاع إنه قد يتولى هذا المنصب "مؤقتا" في حكومة يبقى أولمرت رئيسها. وفى حال سحب نواب حزب العمل التسعة عشر دعمهم فسيجد أولمرت نفسه بدون أغلبية في البرلمان (120 مقعدا) وسيضطر إلى الاستقالة أو تعديل حكومته أو إعلان انتخابات مبكرة في حين يفترض أن تنتهي الولاية الحالية في 2010. ويستعد مكتب أولمرت لمفاوضات ائتلافية فور انتهاء الجولة الثانية من الانتخابات الداخلية لرئاسة حزب العمل وسيبذل المقربون من أولمرت جهودا للإسراع في الانتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة وعرضها على الكنيست خلال أسبوعين بهدف إشاعة أجواء من الاستقرار. ومن المتوقع أن تشهد التشكيلة الحكومية تغييرا كبيرا في حالة فوز باراك حيث تشير تقارير إخبارية أنه يعتزم استبدال معظم وزراء حزب العمل ويعين مقربين منه بدلا منهم. كانت الجولة الاولى من الانتخابات التي جرت يوم 28 مايوالماضي، قد انتهت بحصول باراك على 36 في المائة من الاصوات بينما حصل ايالون على 31 في المئة. عودة باراك .. باراك كان قد تولى رئاسة الوزراء خلال عامي 1999 و 2000، ومن اهم ما ميز حقبة باراك في رئاسة الوزراء قرار الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000 وفشل المفاوضات مع الجانب الفلسطيني واندلاع الانتفاضة الثانية. ولباراك العديد من الاعداء سواء داخل حزب العمل ام خارجه حيث يتهمونه بالغرور والعناد ورفض الاستماع لنصائح الاخرين خلال توليه رئاسة الحكومة، لكن باراك يقول انه اخذ العبر وانه رجل آخر الان. وخلال الحملة الانتخابية ركز باراك جل جهوده ووقته على الاتصال بأعضاء الحزب بدلا من قيادة حملات اعلامية من اجل زعامة الحزب. وجه جديد .. اما منافسه في الانتخابات أيالون، فهو حديث عهد على الساحة السياسية الاسرائيلية وعضو في الكنيست الاسرائيلي منذ عام فقط، الا ان له خبرة في مجال يهم كل الاسرائيليين وهو الامن. نتيجة هذه الانتخابات ستحدد مصير حكومة أولمرت واذا قرر حزب العمل الانسحاب من الحكومة الحالية فإن تلك ستكون من الحالات النادرة في اسرائيل التي يتخلى فيها طرف سياسي اسرائيلي طواعية عن السلطة. آخراستطلاعات الرأي في إسرائيل أشارت إلى ان رئيس الحكومة الأسبق ايهود باراك يواجه منافسة قوية من القائد السابق في البحرية الإسرائيلية عامي ايالون خلال جولة الاعادة . واظهر استطلاع للرأي أجرته احدى الصحف الاسرائيلية أن الصفقة السياسية بين عامي أيالون- وعمير بيرتس لم تمنح ايالون التفوق القاطع الذي كان يتوقعه للفوز برئاسة حزب العمل، حيث بين الاستطلاع أن هناك تفوقاً صغيراً جداً لأيالون على باراك. استطلاعات أخرى اوضحت أن حظوظ أيالون، إذا ما انتخب زعيما للعمل، أكبر في تحقيق عدد أكبر من المقاعد لمصلحة حزبه، واشارت إلى ان باراك الذي جاء في المركز الاول في الجولة الاولى من الانتخابات يسير كتفا الى كتف تقريبا مع ايالون او خلفه بفارق بسيط. ويرى المراقبون ان الوضع المثالي بالنسبة لأولمرت هو فوز إيهود باراك وتوليه وزارة الدفاع بدلا من الوزير الحالي، عمير بيرتس، وإعادة حاييم رامون إلى الحكومة ومنحه حقيبة المالية أو تعيينه وزيرا لشؤون المفاوضات مع الفلسطينيين. ويعتبر النائب عامي أيالون (61 سنة) القائد السابق في البحرية الإسرائيلية حديث عهد بالسياسة. وانتخب نائبا للمرة الأولى السنة الماضية. وكان أيالون الذي يعتبر من "الحمائم" قد أعلن مع الأستاذ الجامعي الفلسطيني ساري نسيبة احد قادة منظمة التحرير الفلسطينية مبادرة سلام أطلق عليها اسم "صوت الشعب" تهدف إلى جمع أكبر عدد ممكن من التواقيع في المعسكرين لحث القادة على القيام بالتنازلات الضرورية لإبرام اتفاق سلام. وبالنسبة لايهود باراك (65 سنة) جاءت هذه الانتخابات لتضع حدا لعزلته التي دامت ست سنوات. ويقول إنه الوحيد القادر على تولي منصب وزير الدفاع عن جدارة "في حال اندلاع حرب" ومنع عودة بنيامين نتانياهو، زعيم اليمين، إلى السلطة. وكان الإسرائيليون انتخبوه بنتيجة كاسحة في مايو 1999 لكن اسمه بقي مقترنا بفشل مفاوضات كامب دايفد في يوليو 2000 مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات والرئيس الأمريكي بيل كلينتون والتي كانت بمثابة نهاية "عملية السلام". نبذة عن حزب العمل .. حزب العمل الإسرائيلي هو أحد الأحزاب الرئيسية في إسرائيل وأكثرها وصولا للسلطة في تاريخ إسرائيل، تم تأسيسه عام 1930 من مجموعة من الإتحادات ذات الطابع الإشتراكي بإسم ماباي، فسيطر منذ المراحل الأولى على الهستدروت والحركة الصهيونية العالمية، كما كانت منظمتي الهاغاناه والبالماخ قد نشأتا تحت مظلته. وهو بشكل عام حزب علماني. وكان ديفيد بنجوريون أحد مؤسسيه، وهو الذي أصبح فيما بعد أول رئيس لإسرائيل، إنقسم الحزب في تاريخه عدة مرات ليصبح إسمه "حزب العمل" عام 1988، كما كان الحزب هو الحزب الحاكم في إسرائيل بين الأعوام 1948 و 1977 وبين الأعوام 1992 و 1996 وبين الأعوام 1999 و 2001 ، كما كان جزءا من حكومة إئتلافية مع الليكود بين العامين 1984 و1990. ومن أبرز قادته كان ايهود باراك والذي بدأت على عهده انتفاضة الاقصى الفلسطينية. 12/5/2007