أنفاق غزة فرضت نفسها على صحافة اليوم جريدة"الأهرام"نشرت تحليلا حول التهديد الذي تمثله تلك الأنفاق للأمن القومي المصري وتوضح أسباب الاجراءات التي تقوم بها مصر حاليا على الحدود مع غزة وأنه لا علاقة لها بمسألة تحطيم السور أو الدخول إلي أراضينا, بل هناك بعدان أساسيان: 1- غزة أصبحت مكان جذب واجتذاب لتهريب الأسلحة والذخيرة والمتفجرات. 2- ماهو أخطر علي الأمن القومي المصري, أن غزة واستخدامها لتخزين السلاح وتكدسه بها, قد يدفع لاستخدام تلك الأسلحة في عمليات خارج غزة, وبالتالي سيناء والأزهر مثلا ليس بعيدين عن ذلك وتؤكد أن مصر لن تتخلي عن مسئولياتها نحو تأمين كافة الاحتياجات الأساسية لأهالي غزة وتتساءل لماذا لا تباح الحدود السورية واللبنانية والجزائرية والتونسية والمغربية والأردنية وباقي الدول؟, ولماذا دائما الحديث عن مصر ولا أحد من هؤلاء المتشدقين بالعروبة يلقي بالمسئولية الأهم والرئيسية علي الذين يريدون السلطة دون النظر لما يتعرض له أهلهم في غزة؟.. وقد يأتي اليوم الذي تظهر فيه كل هذه الأمور. وتقول: كل دولة تتخذ ما تراه واجبا لتأمين نفسها ومواطنيها من أية مخاطر, وتنحي في هذه الحالة وغيرها العواطف, فأمن الوطن أهم من محاولات البعض الذين يهاجمون بلدهم لمجرد بحثه عن إجراءات يحمينا بها من المخاطر التي تأتي الينا من غزة والتي اصبحت الآن بمثابة القنبلة الموقوتة بفعل تصرفات وأفعال الذين يديرونها من حركة حماس, فهؤلاء لديهم مصالح خاصة لا علاقة لها بالوضع الإنساني لمواطني غزة ولا يمكن لمصر دفع ثمن وتحمل خطايا حماس, فهؤلاء لا يريدون حلا ولا مصالحة ولا قيام دولتهم, هم مرتاحون لوضعهم غير الشرعي ويبحثون عن تصدير مشاكلهم الي مصر, فتارة نجدهم يطلقون الرصاص علي جنودنا وأخري يوجهون كوادرهم باقتحام حدودنا وثالثة مهاجمة كل ما هو مصري يقوم بواجبه داخل أراضينا, وأصبحت رصاصات حماس توجه للمكان الخاطئ, وكأن المقاومة الآن تستهدف افراد الامن المصريين وليس قوات الاحتلال الاسرائيلية, وهنا السؤال: أين الجهاد والمقاومة منذ وقف إطلاق النار في القطاع منتصف يناير الماضي؟! وتتحدث عن المعارضين فقط لمجرد المعارضة بدون وعي لما يهدد أمن بلدهم كأن هؤلاء لا يعرفون او لا يريدون معرفة وجود حدود أخري من الجانب الأردني عن طريق جسر الملك حسين ولا نسمع من هؤلاء كلمة واحدة عن ذلك ويتناسي هؤلاء أنهم مصريون وعليهم الوقوف مع بلدهم ضد أي تهديد يتعرض له, وما يتم عبر الأنفاق هو أكبر ما يهددنا في هذه المرحلة, فمن غير المعقول ولا المقبول أن نترك الحدود المصرية سداحا مداحا سواء كان التهريب شرعيا أو في السر, فالدولة وأجهزتها تعرف وستوقف هذه الأمور. وتكشف الجريدة عن معاناة سكان سيناء خاصة المتواجدين علي الحدود من ارتفاع اسعار السلع نتيجة للإقبال الكبير علي تهريبها بثلاثة أمثال سعرها الحقيقي ودائما تختفي معظم السلع من المحال التجارية, حتي البنزين المدعوم والسولار يتم تهريبهما عبر الأنفاق المنتشرة علي الحدود ويحقق المهربون والقائمون علي هذه الأنفاق السرية مكاسب خيالية تقدر في الشهر بمئات الألوف من الدولارات, ويكفي ان الافراد الذين يتولون حراسة الانفاق وتأمينها يتقاضون رواتب تتراوح بين200 و300 دولار في العملية الواحدة وهذا رقم خيالي يدفع الي تحصيل الفرد الواحد في اليوم نحو ألف دولار ودفعت تلك الارقام الخيالية معظم شباب غزة للعمل في أعمال التهريب عبر الأنفاق, فيحقق هؤلاء مكاسب ويدفع مواطنو سيناء وافراد الأمن الثمن, فهم الذين يعانون جراء الأسعار المرتفعة بسبب التهريب أو الاستشهاد وهم يكافحون الجرائم المختلفة ابراهيم نافع في عموده اليومي تناول الاتهامات التي توجهها "حماس" لمصر بالمشاركة في حصار غزة في الوقت الذي ترفض هي فيه توقيع وثيقة المصالحة الوطنية التي اعدتها مصر مدعية تبديل مصر بعض بنود الوثيقة ويرى أن الحملة التي تشنها عناصر من حماس علي مصر تأتي للتغطية علي ما تقوم به الحركة حاليا من تنفيذ لأجندة إيرانية عبر عنها بوضوح رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل في زيارته الأخيرة لإيران بالقول إن كل الحركات الإسلامية سوف تقف إلي جانب إيران في حال تعرضها للهجوم من إسرائيل. وهو ما أكده الرئيس الفلسطيني عندما كشف عن أن إيران تقف في وجه المصالحة الوطنية الفلسطينية, وتستخدم حركة حماس لعرقلة هذه المصالحة, وأنها تمد حماس بالأموال لكي ترفض المضي قدما في عملية المصالحة. وأشار الرئيس الفلسطيني إلي أن إيران دفعت لحركة حماس مائتين وخمسين مليون دولار لقاء عدم توقيع وثيقة المصالحة التي أعدتها مصر, وهو الأمر الذي نقلته الحركة بالفعل عبر الادعاء بأن مصر قد بدلت بعض بنود الوثيقة, وهو أمر تعلم حركة حماس أنه غير صحيح, ولا يعدو أن يكون مجرد مبرر شكلي للتراجع عن توقيع الوثيقة, ويبدو أن حركة حماس قد عادت إلي لعبة قديمة سبق واختبرتها ولم تحقق من ورائها شيئا يذكر, وتتمثل في شن حملة إعلامية علي مصر لاعتبارات تتعلق برؤية مصر لضبط حدودها.