حقق علماء الفلك قفزة غير مسبوقة، حين أعلنوا للمرة الأولى عن اكتشاف كوكب خارج النظام الشمسي يعتقد أن ظروفه الطبيعية مشابهة لظروف كوكب الأرض بشكل يسمح بوجود حياة على سطحه. و هذا الكوكب الذي تفصله عن الأرض مسافة 120 تريليون ميل (20 سنة ضوئية)، يدور حول نجم يعرف باسم "القزم الأحمر" وهو أصغر من شمسنا وأقل حرارة منها، ويعتقد العلماء أن مياهاً سائلة تجري على سطحه. وقد تم رصد الكوكب من قبل فريق مكوّن من 11 عالم فلك أوروبيا من خلال عدسة تلسكوب "المراقبة الجنوبية" الأوروبي في "لاسيلا" بدولة تشيلي، باستخدام جهاز خاص يبث ومضات ضوئية نحو المناطق المظلمة في الكون، وقد أعلنوا عزمهم توضيح تفاصيل اكتشافهم في نشرة خاصة تصدر قريباً. ومن المعروف أن نجم "القزم الأحمر" ينتمي إلى فئة من النجوم المختلفة عن شمسنا، حيث يصغرها حجماً وقوة، وهو يرسل أشعة حمراء بوتيرة تسمح له الاحتفاظ بطاقته لفترة طويلة جداً. والكوكب الجديد الذي أطلق عليه اسم 581 C يبلغ وزنه خمسة أضعاف وزن الأرض ويحتمل أن تكون كتلته صخرية، كحال كوكبنا - وهو ما يرجحه العلماء - أو جليدية مع مياه سائلة على سطحه، وفي هذه الحالة سيفوق قطره قطر الأرض بمقدار مرة ونصف المرة. ولم يتضح بعد مدى سمك الغلاف الجوي للكوكب الواقع ضمن مجموعة "الميزان" النجمية وما إذا كان يدور حول نفسه، غير أن العلماء رجحوا أن تكون حرارته مناسبة للحياة . إلا أن الفلكي المعروف ستيفن هوكينج، دعا إلى التريث في الاستنتاجات حول هذا الكوكب، معلقاً على هذا الاكتشاف بالقول "أتوقع أن يكون هناك كواكب شبيهة بالأرض... لكن وجود الحياة عليها مسألة أخرى تماماً" وتفوق جاذبية C 581 جاذبية الأرض بمعدل 1.6 مرات، وهو على مسافة قريبة من شمسه أكثر ب 14 مرة من كوكبنا فيما يعادل حجم شمسه عشرين ضعفاً حجم القمر. جدير بالذكر ان العثور على كوكب شبيه بالأرض يجب ان تتوافرفيه مجموعة من العوامل، أبرزها حجم الكوكب وبعده عن شمسه وكثافة كتلته وغلافه الجوي.