اعلنت وكالة الفضاء الامريكية (ناسا) الجمعة العثور على كميات "ضخمة" من المياه قرب القطب الجنوبي من القمر ما يعزز مشروع اقامة قاعدة على هذا الكوكب بعد نصف قرن تقريبا على مهام ابولو. وقال انطوني كولابريتي المسؤول العلمي عن مهمة "ال-كروس" (لونار كرييتر اوبزرفيشن اند سانسينغ ساتلايت) التي اتاحت هذا الاكتشاف في مؤتمر صحفي "لقد عثرنا على المياه، ليس القليل منها، بل كميات ضخمة". وشدد مايكل وارغو المسؤول العلمي عن القمر في الناسا على الافاق الجديدة التي يتيحها هذا الاكتشاف. وقال أن هذا الاكتشاف "يزيد فهمنا" للقمر وللنظام الشمسي. وقد القت الناسا قنبلة تزن 2,3 طن في حفرة اطلق عليها اسم "كابويس" ومن ثم ارسلت المسبار "ال كروس" الذي حللت اجهزته بنجاح المواد المعدنية الموجودة في الحطام والشظايا التي خلفها الانفجار الذي خلف حفرة تتراوح بين 20 و30 مترا. واوضح انطوني كولابريتي "عثرنا في الحفرة على ما يعادل عشر دلاء من المياه على الاقل سعة كل منها 7,5 ليترات" موضحا انها مجرد نتائج اولية. وكانت تحاليل العينات التي اخذها رواد ابولو ال12 خلال ست مهمات، التي استمرت بين 1969 و 1972، من ارض القمر والصخور القمرية لم تشر الى وجود مياه. وخلص العلماء حينها الى ان القمر خال من المياه. لكن هذا الموقف تبدل عندما رصد مسبار للناسا في مطلع العقد الحالي انبعاثات كبيرة للهيدروجين في قطبي القمر في مؤشر الى وجود جليد. ودفع هذا الاكتشاف بالناسا الى اختيار القطب الجنوبي لمهمة ال-كروس مستندة الى فرضية ان الفوهات الباردة جدا المنتشرة فيه قد تختزن كميات كبيرة من الجليد. وقد تم اثبات هذه الفرضية راهنا. وكان اعلن في سبتمبر/ايلول عن ثلاث عمليات رصد سمحت بتسجيل وجود حبيبات من المياه في كل ارجاء القمر استنادا الى معطيات جمعها العام 2008 جهاز للناسا كان في القمر الاصطناعي الهندي "شاندريان-1". ومن المتوقع أن يزيد هذا الاكتشاف من فرص الابقاء على الهدف الوارد في برنامج كونستيليشن والمتمثل بعودة الاميركيين الى القمر بحدود العام 2020. بيد ان مصير هذا البرنامج غير اكيد لاسباب تتعلق بالميزانية. وقد رفعت لجنة خبراء شكلها الرئيس الاميركي باراك اوباما، اخيرا تقريرا يفصل الخيارات المختلفة المتاحة امام مهمات الاستكشاف المأهولة.