بما أن إدارة أوباما تحاول التوسط لابجاد حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني ، فإن هناك حقيقة قاتمة متوارية وهى : ان القوة أنتجت نتائج أكثر وضوحا من الكلام في هذا النزاع. نتائج العنف قد تتضح - على المدى القصير- وربما تؤدى إلى نتائج عكسية ؛ فمن المرجح تزايد ادانة اسرائيل وحماس بعد ان صوت مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان ، يوم الجمعة لتأييد تقرير مفصل عن الأدلة على جرائم الحرب في غزة. ولكن فى الواقع ، أن الحرب يمكن أن تعمل تلعب دورا حاسما في صراعات المنطقة الملتهبة. بعض الفلسطينيين يتحدثون مرة أخرى عن الكفاح المسلح. و مسؤولون اسرائيليون ، يقولون ان عملياتهم العسكرية قد حققت نجاحا باهرا ، وتمثل سلسلة من تكيكات الاستعداد لأنهم ما زالوا يفكرون فى مسعى عسكري آخر - ضد إيران. المكافأة (الفائدة) من استخدام القوة في الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين امرها واضح. فبعد الانتفاضة الفلسطينية الأولى في أواخر الثمانينيات ، اسرائيل اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ، وبدأت في النظر في حل الدولتين ، بعد الانتفاضة الثانية - والتى كانت غاية فى الدموية - والتي انطلقت من غزة في عام 2005. وفي الوقت نفسه ، بالنسبة لكثير من الاسرائيليين ، فان العقد الماضي يبدو وكأنه نموذج لتقدم أولوية العمل العسكري على اولوية الدبلوماسية. فمن خلال عمليات الكوماندوز التي لا تكل ونقاط التفتيش العديدة ، أنهى الجيش الإسرائيلي التفجيرات الانتحارية وغيرها من الأعمال الإرهابية من الضفة الغربية ، ومنذ حرب عام 2006 مع حزب الله اللبناني ، التى وصفت على نطاق واسع بأنها فشل في ذلك الوقت ، لم تطلق الجماعة صاروخا واحدا علي اسرائيل ، وعملية اسرائيل العسكرية ضد قطاع غزة في ديسمبر الماضي قد قلصت إلى حد كبير سنوات من مداومة اطلاق صواريخ حماس ، وهو مظهر من مظاهر عودة الحياة الطبيعية الى جنوب اسرائيل. قبل عامين ، كانت المقاتلات الاسرائيلية قد دمرت ما تقول اسرائيل والولايات المتحدة انه مفاعل نووي سوري فى بداية التاسيس ، و فى سوريا العام الماضي ، قام عملاء إسرائيليون باغتيال عماد مغنية ، أعلى مسئول عسكرى ميدانى لحزب الله و الذى كان يعد صلة حيوية مع داعميه فى ايران ، وهو ما مثل ضربة قاسية لحزب الله وإيران على حد سواء. الجهود الدبلوماسية ، سواء بدا من محادثات اوسلوا للسلام في التسعينيات ، الى المفاوضات التي توسطت فيها تركيا مع سوريا في العام الماضي ،.. لم تحقق سوى القليل على عكس المتوقع منها بخلاف كل عملية عسكرية اسرائيلية في السنوات الأخيرة - بما في ذلك غزو غزة فى ديسمبر الذى نُدد به يوم الجمعة من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ، بالتصويت بخمسة و عشرين صوت مقابل ستة اصوات ، ورفع إلي مجلس الأمن في أعقاب تقرير أعدته لجنة يرأسها ريتشارد جولدستون - قد جاءت في ظل انتقادات دولية. اليوم الكل ينظر هنا للعمليات العسكري على أنها تم الحكم عليها قبل الأوان ظلما ، فقد بقيت اسرائيل آمنة بواسطة الردع. بالطبع النجاحات العسكرية قد تكون ذات قيمة محدودة – فقد تكسب معركة ولكن قد تخسر حرب - . فالفلسطينيين قد دفعوا بإسرائيل للخروج من غزة ، لكن انتهوا بالعيش وسط شبكة واسعة من الحواجز والمواقع العسكرية للاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وتحت الحصار القاسي في غزة. وبالنسبة لإسرائيل ، في حين ان البلاد اكثر أمنا اليوم ، أكثر هدوءا وأكثر ازدهارا من أي وقت مضى ، فإنها تواجه أزمة دبلوماسية حادة. . مثل عاصفة تقرير الاممالمتحدة حول الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة ، فهو لا يظهرفقط اسرائيل ذات التكنيكات الهجومية ولكن ايضا يؤثر فى صميم شرعيتها كما تتزايد دعوات المقاطعة والمقاضاة الجنائية . والمهم ان علاقتها مع تركيا ، وهي دولة إسلامية معتدلة ، اصبحت تحت التهديد