حذرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الاحد ان المجتمع الدولي لن يصبر على ايران للابد كي تبدي استعدادها للوفاء بالتزاماتها الدولية. وقالت كلينتون ووزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند في محادثات مشتركة فى لندنايران لن تتاح لها أبدا فرصة أفضل لاقامة علاقات طبيعية مع بقية العالم. تزامنت تلك التحذيرات مع اعلان ايران انها تمتلك تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم ويمكن ان تزود بنفسها مفاعل ابحاث بالوقود النووي اذا لم يجر التوصل لاتفاق مع القوى الكبرى. ومن المرجح ان يضيف الايحاء بأن الجمهورية الاسلامية ربما تشرع في مزيد من عمليات تخصيب اليورانيوم الى قلق الدول الكبرى التي تشتبه في ان طهران تسعى لتصنيع قنابل نووية وهو ما تنفيه إيران. وقال متحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الايرانية شيرزاديان ان ايران تمتلك تكنولوجيا التخصيب بالكامل وبالتالي ستجلس على طاولة التفاوض بقوة فى 19 اكتوبر تشرين الاول في فيينا حول اتفاق مبدئي مع القوى العالمية بشأن تزويد مفاعل في طهران بالوقود النووي من الخارج. ونقلت صحيفة بول عنه قوله انه اذا فشلت المحادثات فسترسل ايران خطابا الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لابلاغها "بان ايران ستعمل بمفردها لتزويد مفاعل طهران بالوقود." ويقول دبلوماسيون غربيون ان ايران وافقت من حيث المبدأ في محادثات جرت في جنيف في الاول من اكتوبر تشرين الاول على ارسال نحو 80 في المئة من مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب الى روسيا وفرنسا لمعالجته واعادته الى طهران لتعويض مخزونات الوقود المتضائلة لمفاعل في العاصمة ينتج نظائر مشعة تستخدم في علاج السرطان. ويجتمع مسؤولون من إيرانوروسيا وفرنسا والولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة في فيينا لوضع شروط مثل كميات اليورانيوم التي سترسل الى الخارج وجدول زمني وضمانات حظر الانتشار النووي التي تحكم استخدام اليورانيوم. وينص الاقتراح الذي سيناقش في فيينا على ان ترسل إيران يورانيوم مخصبا حتى مستوى 3.5 بالمئة الى الخارج وتحصل في المقابل على يورانيوم تصل نسبة تخصيبه الى 20 في المئة كوقود لمفاعل طهران. ويمكن ان يستخدم اليورانيوم المخصب كوقود لمحطات الطاقة او لتوفير المادة اللازمة لصنع القنابل اذا جرى تخصيبه بدرجة اكبر كثيرا تدور حول 90 في المئة. وبالنسبة للقوى العالمية فان فائدة الاتفاق تكمن في تقليل اليورانيوم منخفض التخصيب المخزن لدى ايران والذي ليس له استخدام مدني واضح لان ايران ليس لديها محطات كهرباء تعمل بالطاقة النووية يجري تشغيلها بالفعل -- لكنه وقود يكفي لصنع قنبلة نووية واحدة اذا اختارت طهران تخصيبه بدرجة أكبر. وبالنسبة لايران التي تقول ان برنامجها النووي لتوليد الكهرباء فانه سيحافظ على انتاج النظائر للاستخدامات الطبية. كما وافقت ايران خلال اجتماع جنيف على تمكين خبراء الاممالمتحدة من الوصول الى محطة تخصيب اليورانيوم التي جرى الكشف عنها حديثا والجاري انشاؤها قرب مدينة قم. ورفضت الجمهورية الاسلامية مرارا مطالب بوقف نشاطها النووي الحساس رغم تعرضها لثلاث جولات من عقوبات الاممالمتحدة منذ عام 2006 وفي وقت سابق من الشهر الحالي التقت ست قوى عالمية مع ايران في جنيف سعيا للحصول على تفاصيل عن البرنامج النووي الايراني. ووافقت طهران على السماح لمفتشين نوويين من الاممالمتحدة بتفقد منشأة لم يكشف عنها مسبقا.