في غمرة الاحتفالات التي نظمتها حركة "حماس" بخروج 20 أسيرة فلسطينية من السجون الإسرائيلية ضمن ما سمي بصفقة شريط شاليت، تضاربت الأبناء حول قرب استكمال صفقة التبادل بين إسرائيل وبين الفصائل الآسرة للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت حسبما ذكرت جريدة القدس الفلسطينية. وتربط مصادر إسرائيلية التقدم في الصفقة برغبة "حماس" في إتمامها قبيل الانتخابات الفلسطينية المتوقع التوافق على موعدها في جلسات الحوار الوطني نهاية الشهر الجاري. وأكدت هذه المصادر رفيعة المستوى أن الحركة تحاول من خلال هذا الخطوة تحقيق إنجاز نوعي من خلال إطلاق سراح أكبر عدد من الأسرى الذي يقضون محكوميات عالية وفقاً لما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية. وأكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر الدكتور مخيمر أبو سعدة أن حركة "حماس" تعمل جاهدة على الاستثمار الأمثل لصفقة التبادل بهدف تحسين مواقعها الانتخابية في أي انتخابات مقبلة، لافتاً إلى أن الحركة تربط بشكل متوازن بين موعد الانتخابات والانتهاء من إتمام الصفقة. وقال ل: "حماس غير جاهزة للانتخابات بفعل جملة معطيات سياسية وميدانية أفقدتها جزءا من شعبيتها خلال السنوات الماضية، وبالتالي فهي قلقة على ما يمكن أن تحصل عليه في أي انتخابات مقبلة". وأضاف: "ومن أجل ذلك فالحركة يمكن لها عقد الانتخابات في حال توفر شرطين، إتمام صفقة تبادل الأسرى بشاليت اولاً وثانياً إنهاء الحصار وفتح المعابر الذي ارتبط بوجودها". وتوقّع القيادي من "حماس" محمود الزهار إتمام الصفقة خلال أسابيع أو أشهر، لكن مصدرا سياسيا إسرائيليا قال إن الفجوات ما تزال كبيرة في صفقة تبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل. وأوضح أبو سعدة أن الحركة الإسلامية نجحت إلى حد كبير في استثمار إطلاق سراح 20 أسيرة على المستوى الإعلامي المحلي والخارجي، "فكيف سيكون تأثير الإفراج عن 1000 أسير فلسطيني قبيل أي انتخابات يتوافق عليها في القاهرة؟". وشدد على أن ممارسات إسرائيل ميدانياً ساهمت في تقوية حركة "حماس" في الانتخابات السابقة، وأضعفت حركة "فتح" التي لم تحصل من إسرائيل على أي شيء يمكن أن تقدمه على أنه إنجاز أمام الشعب الفلسطيني. وتحرص حركة "حماس" على إنجاز صفقة التبادل في وقت يسبق أي موعد مقرر للانتخابات الفلسطينية يمكن أن تتوافق عليه الفصائل الفلسطينية في القاهرة، وذلك حتى تتمكن من توظيفها سياسياً لخدمة أهدافها ومشروعها السياسي وفقاً لمحلل الشؤون الإسرائيلية عامر خليل. وقال خليل ل: "من حق "حماس" توظيف نتائج الصفقة لصالحها، وهو أمر مشروع ومنطقي، لأن ذلك سيخدم الحركة ويرفع من شعبيتها، وربما سيساهم في حصولها على مقاعد إضافية لن تحصل عليها من دون إنجاز الصفقة". واعتبر أن هناك ترابطا بين مختلف الملفات الفلسطينية، سواء المصالحة والانتخابات أو صفقة تبادل الأسرى أو رفع الحصار وفتح المعابر، لافتاً إلى أن المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى باتت حاسمة وهي مسألة وقت فقط، طالما أن الأطراف متفقة على أكثر من 90 في المئة من بنود الصفقة. من جانبه، نفى الناطق باسم حركة "حماس" إسماعيل رضوان أن يكون هناك أي ارتباط للصفقة بملفات أخرى سواء الانتخابات الفلسطينية أو غيرها، معتبراً أن ملف الأسرى الفلسطينيين يعد أحد الثوابت الوطنية التي لا تخضع لأي اعتبارات حزبية. وقال ل: "هذه القضية متصلة بثوابت شعبنا، ومعيارنا الوحيد فيها المصلحة الوطنية العليا فقط من دون أي اعتبار لمصالح حزبية، ومتى تحققت هذه المصلحة يمكن إنجاز صفقة التبادل". وتابع: "همنا الأساس هو الاستجابة لمطالب آسري شاليت بإطلاق سراح الأسرى المحددة أسماؤهم وهوياتهم، وبالتالي إن لم تتم الاستجابة ستتواصل المفاوضات غير المباشرة إلى حين تلبيتها بصرف النظر عما إذا كان الوقت قبل أي انتخابات أو بعدها".