في جديد مواقع الإنترنت وتكوين المجموعات أطلقت مجموعة من الشباب في مصر «جروب» جديدا على «الفيس بوك» - عبر الشبكة العنكبوتية - يحمل عنوان «تشجيع تعدد الزوجات». الشباب على الموقع شرحوا معنى تعدد الزوجات في علم النفس، والذي يعتمد على أن الميل إلى التعدد فطري عند الرجل، مشيرين إلى أن هناك دراسة أميركية حديثة تقول «إن السائد لدى علماء النفس والاجتماع الغربيين هو أن الرجل يميل تكوينيا إلى تعدد الزوجات، ونظام الزوجة الواحدة يتعارض مع طبيعة تكوينه، وأن سجالا يدور حول ما إذا كانت الغيرة والعشق والجاذبية الجنسية سمات موجودة أساسا داخل المخ البشري أم أنها نتاج للثقافة والتربية». المشاركون في الجروب - نحو 30 شابا وفتاة - أضافوا ان «الدراسة أظهرت لأكثر من 16 ألف شخص من جميع قارات الأرض أن الرجال في أي موقع - عزابا كانوا أو متزوجين - يميلون أكثر من النساء في أن يكون لهم أكثر من شريك جنسي واحد». وأكدت الدراسة مقولة النساء «الرجال لا أمان لهم»، وبالرغم من أن غالبية العلماء لا يجادلون في أن التطور قد لعب دورا في تشكيل السلوك البشري، فإن الفكرة القائلة إن النزعة نحو إقامة علاقات متعددة موجودة في تركيب دماغ الإنسان، ولذلك فإنها طبيعة لا يستطيع مقاومتها حتى يتمكن من تبرير أفعاله، وهذه الفكرة جُوبهت بهجوم شديد من قبل بعض العلماء الذين يؤكدون أولوية الثقافة في تشكيل السلوك الإنساني، وموجبات الخيانة يخلفها المحيط الاجتماعي في الرجل. وتساءل بعض المشاركين هل تعدد الزوجات رخصة شرعية أم لا؟ وأيضا ما الذي يمكن أن يقنع الزوجة الأولى بقبول زوجة ثانية؟ وما الذي يقنع المرأة أن تكون زوجة ثانية؟ الشباب انقسموا ما بين مؤيد ومعارض لهذه الفكرة «الفردية» حيث رأى حسن محمود «طالب» أن تعدد الزوجات قد يكون حلا أو مهربا للرجل من مشاكل المنزل التي قد يراها مع زوجته فقد يجد في زواجه الثاني ما فقده في زيجته الأولى، مشيرا إلى أن التعدد أمر مذكور في القرآن «مثنى وثلاث ورباع» وهذا يعني أن الرجل الذي يتزوج على زوجته لم يجد راحته في هذا الزواج، ما يدفعه للبحث عن أخرى. سيف سالم «محاسب ومتزوج» قال ان «تعدد الزوجات أمر مؤذٍ للزوجة، والأبناء هم من يدفعون الثمن دائما، فالأولى أن يهتم الأب بأبنائه وأسرته بدلا من السعي وراء نزوة تجعله يهدم منزله، ولذلك أنا ضد فكرة تعدد الزوجات وإذا كان الرجل يعاني داخل منزله فعليه البحث عن أسباب هذه المشاكل والسعي لحلها حتى لا ينهدم المنزل حفاظا عليه وعلى أبنائه». وأكد سالم ل «الراي» أنه «لا يفكر في أن يتزوج مرة ثانية وأنه سيظل مع أسرته في جو هادئ مهما بلغت المشاكل حفاظا عليها». من جانب الفتيات رأت نورا يوسف «ربة منزل» أن «زواج الرجل من امرأة أخرى غير زوجته يتسبب في أزمات نفسية شديدة لها، حيث يعد ذلك جرحا غائرا في كرامتها فإذا كان غير سعيد معها، فليحاول ايجاد السعادة خاصة، إذا كان هناك أبناء بينهما بدلا من الزواج مرة أخرى». كما اتفقت نيرمين منصور «طالبة» على أن الرجل الذي يتزوج مرة ثانية على زوجته الأولى رجل أناني لا يفكر إلا في مصلحته الشخصية فقط، ولم يهتم بزوجته التي رافقته لزمن وأنجبت له أبناء يفتخر بهم متخيلا أنه بهذه الزيجة وجد السعادة ولا يعرف أنه فقد الكثير من المشاعر والكثير من الشخصيات التي كانت أولى باهتمامه. من جهته، أوضح أستاذ تنظيم المجتمع في جامعة حلوان الدكتور رشاد عبداللطيف أن «هذا الجروب يعد غريبا من نوعه ويدعو لأمر غير مقبول على الإطلاق»، مشيرا إلى أن «إطلاق مجموعة من الشباب هذا الجروب يعني فهمهم الخاطئ لمعنى الزواج وقيمته الاجتماعية»، مضيفا ان «الزواج قضية اجتماعية مهمة لابد من تعريف الشباب بها، خاصة من هو مقبل على الزواج ليعرف ما هي واجباته وما هي حقوقه لتتكون أسرة سعيدة مناسبة متوازنة اجتماعيا ولأن هذا هو دور كل أم وأب داخل المنزل، فهؤلاء هم شباب المستقبل وآباء وأمهات قادمون لذلك علينا توعيتهم بهذه القضية وأهميتها». أما أستاذ علم الاجتماع العائلي والمشكلات الاجتماعية بكلية الآداب جامعة المنوفية الدكتورة إنشاد عزالدين، فأوضحت أن فكرة التعددية أمر غير وارد على الإطلاق، خاصة مع ظروف الحياة القاسية التي تعاني منها الأسرة المصرية، مؤكدة ان «الرجل لا يميل للتعددية بفطرته، وإنما يميل للتغيير وهو الأمر الذي ينعكس على الأبناء فيما بعد، وما نراه ونسمع عنه عن معاملة الزوجة الثانية لأبناء زوجها وما يعانيه هؤلاء الأبناء من صعوبات وآلام نفسية في حياتهم بعد تأثرهم بزواج أبيهم من أخرى». ودعت الدكتورة إنشاد كل امرأة للعمل على الحفاظ على بيتها وعلى زوجها وتوفير الراحة والهدوء له طوال الوقت وطلبت من الرجال الاهتمام بالأسرة من زوجة وأبناء والقيام بالواجبات الزوجية وعدم البحث عن بديل للزوجة.