كشفت أحدث احصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر عن وجود 9 ملايين عانس في مصر ومليون ونصف المليون عانس في السعودية. ولا تقتصر هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة على هاتين الدولتين فقط بل إنها منتشرة في مختلف أرجاء الوطن العربي. وقد تعددت الاقتراحات الرامية لمعالجة المشكلة، غير أن أبرزها وأكثرها اثارة للجدل كان محاولة مجموعة من الافراد تشكيل "جمعية التيسير المصرية" التي تدعو إلى الترويج لتعدد الزوجات في مصر. وتشير الاحصائيات الى أن هناك خمسة آلاف رجل، من بينهم أساتذة جامعات، يجمعون بين أربع زوجات ومليون مصري يجمعون بين زوجتين فقط. وقوبل طلب إشهار الجمعية بالرفض بعد ضغوط شديدة من جمعيات نسائية رفضت هذه الفكرة تماما ورأت فيها أهدارا لحقوق المرأة واثارة مشاكل اجتماعية خطيرة في المجتمع ، ولكن مع التزايد المستمر في أعداد العوانس من الشباب والفتيات تعاود هذه الدعوة الظهور بين الحين والآخر بصفتها حلا من ضمن الحلول وليس حلا أوحدا. والتساؤل المطروح هو هل ينجح التعدد في حل مشكلة العنوسة؟ وما رأي الأزواج والزوجات والمتخصصين في هذا الاقتراح؟. ويقول الدكتور أيمن مهدي رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية جامعة الأزهر "لم يشرع الله عز وجل تشريعا إلا لحكمة وضرورة ، ففي بعض الأحيان يكتشف الزوج عدم قدرة الزوجة على الإنجاب مثلاً أو عدم قدرتها على إعطائه حقوقه ففي هذه الحالة يكون أمام بديلين إما أن يِطلقها وإما أن يتزوج باخرى ". وأضاف قائلا ان الله أحل التعددَ لصالح المرأة في الأساس قبل أن يكون في صالح الرجل وما شوه شكلَ التعدد هو أن البعض عددوا الزوجات بغير داعٍ ولا مبرر ، موضحا أنه في حالة اشتراط الزوجة الأولى على زوجها في عقد الزواج ألا يتزوجَ عليها فليس له حق الزواج عليها فالمؤمنون عند شروطهم "وخير ما وفيتم به من العهود ما استحللتم به الفروج" ، ولكن في الأصل ليس إذنها شرطًا للزواج عليها والضرر في هذه الحالة نسبي ويتفاوت من امرأة لأخرى. وطالب المجتمع بالقيام بدوره لاحتواء مشكلة العنوسة ليس بالتعدد ولكن بتيسير نفقات الزواج التي كانت سببا في إعراض الكثير من الرجال عن الزواج حتى وصل عددهم إلى حوالي 5 ملايين رجل أعزب. وقال انه من المهم انشاء جمعية لتسهيل الزواج ولو استطعنا حل مشكلة هؤلاء سنحل جزء كبيرا من المشكلة الأساسية. وأكدت الدكتورة هالة منصور أستاذ علم الاجتماع جامعة القاهرة أن مسألة الزوجة الثانية تلقي قبولاً في المجتمع بنسبة 5 إلي 6؟ حسب آخر الدراسات ، مشيرة إلى اعتقادها بأنها يمكن أن تكون حلا حقيقيا لتزايد نسبة العنوسة على اعتبار أنه كلما ارتفع سن الفتاة قلت فرصتها على الإنجاب وقلت فرص الزواج وعلى افتراض أن الزوجة الثانية لا تكون مطلوبة غالبا للإنجاب ولهذا فالفرصة أكبر. وفي الوقت نفسه ، قالت دكتورة هدى الشناوى أستاذ ورئيس قسم الاجتماع بكلية الأداب بجامعة حلوان إن هناك اتجاها في بعض المجتمعات الغربية لإباحة تعدد الزوجات وزيادة الإنجاب بهدف زيادة السكان نظرا للانخفاض الحاد في عدد المواليد مما يؤثر على التعداد السكانى بشكل قد يؤدي إلى تضاؤل نسبة السكان الأصليين مقابل المهاجرين. ومن جهته ، قال علي محمود موظف إن الزوجة التي تهمل نفسها وزوجها وأمور منزلها تدفع زوجها للزواج من أخرى وبشأن قبول الفتاة الارتباط بمتزوج قال محمد الكثير من الفتيات يقبلن بفكرة الارتباط برجل متزوج هروبا من شبح العنوسة شريطة أن يكون الزوج لديه القدرة المادية ويتكفل بمصاريف أسرتين فالحالة المادية تلعب دورا كبيرا .