قررت سلطات الملاحة البحرية المحلية فى الصين فرض حظر على السفن التى تحمل شحنات بالغة الخطورة من المرور فى منطقة مشروع المضائق الثلاثة ولمدة عشرة أيام إبتداء من 28 سبتمبر الجارى فى إجراء يهدف لمنع المخاطر التى تحيق بالسلامة طوال فترة الاحتفالات بالعيد الوطنى الستين لتأسيس جمهورية الصين الجديدة. وذكرت إدارة الملاحة البحرية فى نهر اليانجتسى -أطول الأنهار الصينية 6300 كم- أن كل السفن التى تمر عبر سد المضائق الثلاثة وسد قهتشوبا سيكون عليها الخضوع لفحوص سلامة صارمة من اليوم وحتى العاشر من أكتوبر المقبل فى جهد لتجنب حوادث السلامة العامة بما فى ذلك التلوث والعنف والحوادث الارهابية . وأضافت أن السفن التى تحمل بضائع خطرة من الدرجة الأولى سوف يحظر عليها المرور بتاتا فيما سيتعين على كل السفن تقديم بطاقات هوية العاملين وعدد الركاب ومعلومات مفصلة حول الشحنات وشهادات الرحلة . تجدر الاشارة الى أن دوريات الشرطة وإجراءات المراقبة باستخدام التجهيزات فائقة التقدم تم تكثيفها فى منطقة المضائق الثلاثة . يذكر أن مشروع المضائق الثلاثة هو أكبر مشروع على مستوى العالم لتوليد الطاقة الكهرومائية ويقع على مساحة ألف كيلومتر مربع بين المجريين الأوسط والأسفل لنهر اليانجتسى ويربط بين ثلاثة مضائق هى "تشوتانج، وشيا، وشيلينج" ويقع مركزه الرئيسى فى مدينة بيتشانج بمقاطعة هوبى وسط الصين ويضم ثلاثة أجزاء رئيسية هى "مبنى السد العالى، ومحطة المولدات الكهربائية،ومنشآت الملاحة المائية". وقد استغرق تحويل ذلك المشروع العملاق من مجرد فكرة فى رأس صاحبها الزعيم الصينى الراحل الدكتور صون يات صن - قائد الثورة الديمقراطية الشعبية عام 1911 ومؤسس أول دولة صينية عام 1912 - الى واقع ملموس. قرابة مائة عام حيث طرحها الدكتور صون عام 1918 وأجازها المجلس الوطني لنواب الشعب الصينى "البرلمان"بعد مناقشات طويله عام 1992. وشرعت الحكومة الصينية رسميا فى تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع عام 1993 باستثمارات إجمالية تقدر بنحو 5ر22 مليار دولار أمريكي وتتمثل مهامه الأساسية فى مكافحة الفيضانات بفضل مبنى السد العالى الذى تصل طاقته التخزينية للمياه الى 9ر39 مليار متر مكعب من المياه وتوليد الطاقة الكهرومائية حيث سيوفر للبلاد عبر مولداته الست والعشرين نحو 7ر84 مليار كيلو واط/ساعهةمن الكهرباء سنويا وهو ما يمثل حلا جذريا بعيد المدى لمشكلة النقص الحاد فى موارد الطاقة الكهربائية التى تعانى منها مناطق شرق الصين حيث القاعدة الصناعية الرئيسية للبلاد . يذكر أن مناطق أخرى كثيرة فى أرجاء الصين قد شددت الاجراءات ضد مخاطر السلامة لتأمين جو من الاستقرار فى اليوم الوطنى الستين لجمهورية الصين الشعبية الذى يوافق الأول من أكتوبر .