دعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مساء السبت المتمردين الحوثيين الى "عدم تفويت" فرصة العرض الذي قدمته الحكومة بمناسبة عيد الفطر والقاضي بوقف اطلاق النار مقابل التزام المتمردين بشروطها. واعرب صالح في كلمة عيد الفطر عن الامل في "ان لا تلقى هذه المبادرة لتحقيق السلام بما قوبلت به المبادرات السابقة من التعنت والغي والمزيد من التصعيد للاعمال الاجرامية من خطف وقتل وخطف للمواطنين الابرياء وجعلهم دروعا بشرية وقطع للطرق والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة". واضاف "نجدد الدعوة لتلك العناصر (الحوثيين) للاستجابة لصوت العقل والجنوج للسلم وعدم تفويت هذه الفرصة الجديدة المتاحة". وكان القتال استمر في شمال اليمن بعد ظهر السبت بين القوات الحكومية والمتمردين الزيديين بالرغم من اعلان الحكومة تعليق العمليات العسكرية مؤقتا بمناسبة عيد الفطر واقتراحها تثبيت وقف لاطلاق النار اعتبارا من الظهر اذا التزم المتمردون شروطها. واعلنت الحكومة اليمنية في بيان رسمي ليل الجمعة السبت انها "سوف توقف العمليات العسكرية في المنطقة الشمالية الغربية من لحظة اعلان هذا البيان". واضافت ان هذا القرار جاء "بناء على توجيهات القيادة السياسية بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك واستجابة لمطالبات الاخوة المواطنين في محافظة صعدة وكافة النداءات الموجهة للحكومة من اجل ايصال المواد التموينية للمواطنين والمساعدات للنازحين". وعرضت الحكومة "تثبيت وقف اطلاق النار ابتداء من منتصف ظهر السبت اذا التزمت عناصر التخريب والتمرد" شروطا كانت حددتها من قبل وكررتها في البيان مستثنية شرطا واحدا من اصل ستة يتعلق بالكشف عن مصير ست رهائن اجانب. والشروط هي "الالتزام بوقف اطلاق النار وفتح الطرقات وازالة الالغام والنزول من المرتفعات وانهاء التمترس في المواقع وجوانب الطرق" و"اطلاق المحتجزين (لدى المتمردين) من المدنيين والعسكريين"، حسبما ورد في البيان. كما تشمل شروط الحكومة للمتمردين "الانسحاب من المديريات وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية" و"اعادة المنهوبات من المعدات المدنية والعسكرية" و"الالتزام بالدستور والنظام والقانون". وتبادل الطرفان الاتهامات حول عدم احترام وقف العمليات العسكرية وافشال وقف اطلاق النار. فقد اكد مصدر مسؤول في مكتب القائد الاعلى للقوات المسلحة ان عناصر التمرد الحوثي "استمرت في اعتداءاتها على القوات المسلحة والأمن في الملاحيظ وسفيان وباقم" بالرغم من اعلانها التجاوب مع مبادرة الحكومة. واتت خطوة الحكومة بعد يومين من مقتل اكثر من ثمانين مدنيا في غارة للقوات اليمنية استهدفت تجمعا للاجئين في حرف سفيان شمال صنعاء بحسب المتمردين وشهود عيان ومنظمات انسانية. ونددت جهات دولية بينها الاممالمتحدة وفرنسا بهذه الحادثة الدموية التي لم تؤكد صنعاء وقوعها وانما شكلت لجنة للتحقيق فيها. ودعا الامين العام لمنظمة الاممالمتحدة بان كي مون الجمعة اطراف النزاع الى "وقف المعارك على الفور والسماح في شكل عاجل بوصول المساعدات الانسانية الى المناطق المستهدفة". وكان النزاع في شمال اليمن انفجر مجددا في 11 اب/اغسطس الماضي في ما بات يعرف ب"الحرب السادسة" بين الحكومة اليمنية والحوثيين ضمن الصراع المستمر منذ 2004. وتتهم السلطات المتمردين الزيديين، وهم فرع من الشيعة، بالسعي لاعادة حكم الامامة الزيدية الذي اطاح به انقلاب في العام 1962 اعلنت في اعقابه الجمهورية، كما تتهمهم بانهم يتلقون دعم جهات في ايران.