أعلن مصدر عسكرى يمنى أن القوات الحكومية قتلت أكثر من 140 متمرداً، أمس، خلال معارك جديدة فى محافظة صعدة الشمالية، بعد أن شن المتمردون هجوماً قوياً على مواقع الجيش الذى تمكن من إحباطه، ووصف المصدر الهجوم بأنه الأقوى منذ بدء القتال بين الجانبين فى أغسطس الماضى، وذلك رغم إعلان الحكومة وقف العمليات العسكرية ضد المتمردين بمناسبة حلول عيد الفطر وتبادل الطرفين الاتهامات بمواصلة الحرب. وقال المصدر العسكرى إن «أكثر من 140 متمرداً قتلوا خلال هجوم شنه المتمردون الحوثيون على مدينة صعدة، تمكن الجيش من إحباطه»، وأضاف أن هذه المعارك «كانت الأعنف» منذ بدء هجوم الجيش على المتمردين فى 11 أغسطس الماضى، وأشار المصدر إلى أن المتمردين حاولوا الوصول إلى مبنى القصر الجمهورى فى صعدة من خلال ثلاث اتجاهات للسيطرة عليه، لكن الجيش أحبط الهجوم. كما شهدت مناطق «السفال» و«باب الدرب» فى صعدة، اشتباكات مسلحة بين القوات الحكومية والمتمردين، تواصل القصف فى مناطق «العند» و«بنى معاذر» و«المقاش»، وتفيد المعلومات الواردة من مديرية حرف سفيان بأن وحدات من قوات العمالقة تمكنت من الاستيلاء على موقع الشقراء المطل على المدينة من جهة الشمال. بمناسبة عيد الفطر المبارك، دعا الرئيس اليمنى، على عبدالله، صالح الحوثيين إلى «عدم تفويت» فرصة العرض الذى قدمته الحكومة بوقف إطلاق النار مقابل التزام المتمردين بشروطها. وأعرب صالح عن أمله فى ألا يكون مصير هذه المبادرة لوقف إطلاق النار كسابقاتها وألا يقابلها الحوثيون «بالتعنت والمزيد من التصعيد للأعمال الإجرامية». معتبراً أن الحرب تم فرضها «من قبل العناصر المتمردة»، مؤكداً أن الحكومة لجأت «إلى كل الخيارات السلمية» لتجنبها. كما دعا صالح إلى مزيد من التلاحم وتعزيز الوحدة الوطنية ونبذ الفرقة والتشرذم باعتبار ذلك فريضة دينية قبل أن يكون واجباً وطنياً. وأضاف «أن هذه المناسبة الدينية الجليلة تمثل فرصة للوقوف مع النفس وقفة مراجعة وتقييم للعمل والسلوك وإشاعة قيم المحبة والتسامح والإخاء والامتثال لقيم الحق والعدل وتغليب المصلحة الوطنية فوق كل المصالح الشخصية والاعتبارات الحزبية الضيقة والنظر إلى واقع الوطن بعين الحكمة والمنطق». وفى المقابل، أكد عبدالملك الحوثى، القائد الميدانى للحوثيين، أن الحرب الدائرة فى محافظة صعدة وحرف سفيان ومحافظة عمران بشمال اليمن يمكن أن تتطور لتشمل رقعة أوسع إذا استمرت القوات اليمنية فى محاربتهم. وأشار إلى أن هذه الحرب يمكن أن تتوقف «إذا أوقفت السلطات اليمنية استهدافنا». وأضاف أن مطالبة السلطات اليمنية لهم بترك السلاح والنزول من الجبال يعد تهجيراً لهم عن قراهم ومنازلهم.