في أسوأ يوم من أعمال العنف ضد الجنود الأمريكيين في العراق منذ تحركت القوات المقاتلة من المدن في ربيع هذا العام ، لقى اربعة جنود امريكيين مصرعهم فى اثنين من التفجيرات ، مما يؤكد ان القوات لا تزال تواجه مخاطر حتى في الوقت الذي تستعد فيه للخروج من هذا البلد. الجيش الاميركي لم يقدم سوى تفاصيل قليلة عن الهجمات ، مكتفيا بالقول ان جنديا قتل في انفجار عبوة ناسفة في جنوب بغداد وثلاثة اخرين قتلوا في قصف آخر على جانب الطريق شمالى العراق. في حين أن الوجود الأمريكي هنا قد تضاءل إلى حد كبير ، و العراقيين والامريكيين نادرا ما يخرجون فى دوريات مشتركة تجد ان العراقيين متلهفين للسيطرة على الامن ، بينما لا يزال هناك الآلاف من الجنود الأمريكيين يعملون كمستشارين داخل المدن والبلدات في انحاء العراق. . وهناك عشرات الالاف الاخرين على الطريق في كل ليلة ، حيث ينقل الجنود الامريكيين المعدات والموارد في إطار التحضير لعملية تقليص الوجود الامريكى واسعة النطاق المقرر أن تبدأ بعد انتخابات يناير هنا. وهو ما يدفع بتساؤل هام يتلخص في كيف يمكن للامريكيين على حد سواء أن يوفر الحماية اللازمة لنقل هذا الكم من المعدات المتراكمة من ست سنوات من الحرب مع الحفاظ فى الوقت ذاته على القدرة لدعم القوات العراقية إذا ما اصبح العنف يدور خارج نطاق السيطرة . قوات ألامن العراقية توُاصل تعرضها ايضا للهجوم ففى يوم الثلاثاء ، لقى ما لا يقل عن 10 من ضباط الشرطة في محافظة كركوك مصرعهم ، من بينهم قائد الشرطة ، بينما أصيب ستة اخرون. قوات الشرطة والجيش فى العر اق هما منذ فترة طويلة هدفا للمتمردين ، لكن كان شهر أغسطس هو الشهر الاكثر دموية بالنسبة لهم منذ انسحاب القوات الامريكية من المدن في يونيو ، حيث قتل نحو 32 فردا بينما بلغ عدد القتلى منذ شهر يناير الماضى نحو 164 من ضباط الشرطة العراقية وجنود الجيش . استراتيجية أولئك الذين يرتكبون أعمال العنف في العراق ، ليس من السهل أبدا التنبؤ بها ، وصعب قياسها لا سيما حين التعامل مع الهجمات على ضباط الشرطة في المناطق المحلية. المسلحين ، بطبيعة الحال ، يسعون الى زعزعة استقرار الحكومة.. ولكن هناك أيضا شبكات الجريمة والفساد واللعب بالسلطة السياسية ، والصراعات العرقية والفصائل المحلية ، كل يسعى و يتنافس على السيطرة على المناطق الحيوية. في أماكن قليلة تشكل تلك التوترات السابق مزيج كما يفعلون في محافظة كركوك ، والمعروفة باسم خط الصدع بسبب التوتر القائم بين الحكومة المركزية في بغداد ومنطقة الحكم الذاتي لكردستان العراق في الشمال.. اشد الهجمات دموية ضد الشرطة العراقية كان يوم الثلاثاء و قد وقع حول مدينة كركوك. . و في التفجير الذي وقع في بلدة ارملى Armeli ، التى يسكنها الشيعة التركمان وهم من الأقليات العرقية في العراق ، قتل قائد الشرطة المحلية مع ثلاثة ضباط آخرين عندما تعرض موكبه لانفجار قنبلة زرعت على جانب الطريق. ... وفي هجوم منفصل في نفس المنطقة ، لقى أربعة آخرين من ضباط الشرطة مصرعهم في الهجوم. التوترات المستمرة في محافظة كركوك تزيد التركيز على القادة العسكريين الأمريكيين هنا ، الذين أعلنوا عن مبادرة جديدة في محاولة لتحقيق الاستقرار في المنطقة و التقريب بين الفصائل المتنافسة على السلطة ، تفاصيل الحملة ، وكيفية مشاركة القوات الأمريكية ، امرا لا يزال غير واضح. كانت هناك أيضا هجمات ضد الشرطة العراقية في بغداد اليوم الثلاثاء ، حيث اصيب ما لا يقل عن ستة ضباط في تفجيرين ، انفجار آخر في بغداد استهدفت مسؤول في وزارة الصحة ، مما أسفر عن مقتل أحد موظفيه وجرح 12 شخصا اخرين. لكن المسؤول خرج سالما. حتى عندما يتم استهداف قوات الامن ، فان المدنيين هنا غالبا ما يتحملون العبء الأكبر من العنف ، حيث لقى نحو 4.111 شخصا مصرعهم في انحاء البلاد حتى الآن هذا العام. أعمال العنف الجارية قد أثارت تساؤلات حول قدرة القوات العراقية على الحفاظ على الأمن مع انكماش الدور الأميركي ، وخصوصا بعد الهجمات المميتة في قلب العاصمة الشهر الماضي التى خلفت نحو 100 قتيل . وسعيا للتصدي لتلك الشكوك ، فإن الحكومة العراقية اليوم الثلاثاء اعلنت انه تم القبض على 29 من ضباط الشرطة والجيش بتهمة الإهمال في أداء واجباتهم و قال اللواء قاسم عطا ، المتحدث باسم مركز قيادة الامن في بغداد "كان هناك اهمال واضح من قوات الأمن" مضيفا "بالتأكيد ، ما تم تحقيقه حتى الآن في الاستخبارات والجهود الأمنية هو أقل من التوقعات."