أعلن شركاء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من الشيعة الاثنين تشكيل تحالف جديد لخوض الانتخابات المقبلة دون اشراكه، ولم يعلن عن سبب استبعاد حزب الدعوة الذي ينتمي اليه المالكي ولكن رئيس الوزراء الذي أصبح يريد اثبات نفوذه بشكل متزايد طالب بأن يكون له كلمة مسموعة بدرجة أكبر في الائتلاف ويصر أيضا على توسيعه بحيث يشمل المزيد من السنة والاكراد. ويضم التحالف الجديد بزعامة المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وهو من أكثر الاحزاب الشيعية نفوذا في العراق أتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وجماعات أخرى أصغر وشخصيات ذات نفوذ، وأطلق على الائتلاف الجديد "الائتلاف الوطني العراقي". وصرح عادل عبد المهدي نائب الرئيس العراقي والعضو في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي "كنت أتمنى أن يكونوا الاخوة في حزب الدعوة بيننا اليوم وان شاء الله الجهود ستبقى مبذولة من أجل انخراط الجميع وفي مقدمتهم حزب الدعوة". وصرح مسؤول بحزب الدعوة بعد ذلك بوقت قصير بأن خلافات بشأن "اليات المشاركة"، وحول ضم المزيد من الاقليات أعاق انضمام حزب الدعوة للائتلاف الجديد. والاظهار العلني للاسف على غياب المالكي وحزب الدعوة اعلان نادر للانقسام بين الساسة الشيعة الذين يفضلون مناقشة مثل تلك القضايا من وراء الكواليس. وكان أداء حزب الدعوة وحلفائه جيدا في انتخابات المحافظات التي أجريت في وقت سابق هذا العام خاصة على حساب المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، وربما تؤدي الانقسامات داخل التكتل الشيعي الذي كان متناغما لمزيد من الاضطرابات في بلد يعاني بالفعل من العنف. ويلقي كثيرون باللوم في تفجيرات وقعت خلال الاشهر القليلة الماضية على توترات طائفية، ولكن الانقسامات بين الاغلبية الشيعية في العراق ربما تمثل أيضا بداية لتحالفات ذات طابع طائفي بدرجة أقل نظرا لان التكتلات تبحث جاهدة عن شركاء بين الاكراد والسنة. قال حسن السنيد العضو البارز في حزب الدعوة في مؤتمر صحفي "ليس هناك نقاط خلاف ستراتيجية بيننا انما هو اختلاف حول اليات المشاركة في الائتلاف الوطني وفتح هذا الائتلاف الوطني لشمل طيف اوسع من القوى السياسية". ويتهم المقربون للمالكي المجلس الاعلى الاسلامي العراقي باستئثاره بقدر كبير من السلطة داخل التحالف الجديد، كما يبدي حلفاء المالكي اعتراضهم لطبيعته التي يغلب عليها الشيعة في الوقت الذي يحاول فيه رئيس الوزراء الذي كان ينظر له يوما على أن ميوله طائفية شديدة الى اعادة تصوير نفسه في صورة الشخصية ذات الميول القومية. وتهدف هذه الخطوة الى محاولة استمالة السنة والاكراد الذين تهدد خلافاتهم مع شيعة العراق بالقضاء على المكاسب الامنية الهشة التي حققتها البلاد. وظهر عدد محدود من ممثلي السنة أو الاكراد البارزين خلال مؤتمر صحفي لاعلان الائتلاف الجديد، وركز المتحدثون في المؤتمر الصحفي لاعلان التحالف الجديد على الوحدة الوطنية والقومية ودحض مبدأ الطائفية، كما دعوا لزعيم المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عبد العزيز الحكيم الذي يعاني من مرض شديد بالشفاء.