يشارك في الانتخابات البرلمانية العراقية التي تجري اليوم, وتعد الثالثة منذ الغزو الأمريكي في أبريل2003 قرابة ثلاثمائة حزب وكيان سياسي يمثلهم أكثر من6 آلاف مرشح علي مقاعد البرلمان الجديد. ومن بين التحالفات الاثني عشر المعلنة والتي ضمت العدد الأكبر من الأحزاب والقوي السياسية المؤثرة تبرز علي السطح سبعة تحالفات, وتأتي الانتخابات وسط خلافات شديدة وبعد تغييرات عميقة شهدتها الساحة السياسية العراقية في خريف عام2009, ولعل أهم هذه التطورات هو انفراط عقد أهم تحالفين قائمين علي الانتماء المذهبي. فقد انقسم الائتلاف الشيعي علي نفسه لينبثق منه تحالفان جديدان هما ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي كما ظهرت قوي منافسة للاتئلاف الذي كان هو المهيمن في كردستان. اما التحالفات الرئيسية المشاركة في الانتخابات البرلمانية في العراق تتكون مما يلي: 1 ائتلاف دولة القانون: يضم35 حزبا وكيانا, إضافة إلي عدد كبير من السياسيين والشخصيات المعروفة. وإلي جانب حزب الدعوة توجد بالتحالف قوي ليبرالية تميل للعلمانية. كما انضمت للتحالف زعامات عشائرية سنية, وكذلك شيعية متنفذة. ولكن كل شيء يتمحور حول شخص رئيس الوزراء نوري المالكي, الذي يكافح من أجل ولاية ثانية معتمدا علي رصيده في استعادة جانب كبير من الاستقرار الأمني في البلاد. 2 الائتلاف الوطني العراقي: يمثل هذا التحالف إطارا للتعاون بين قوي شيعية هامة مثل المجلس الأعلي الإسلامي, الذي يمثله عمار الحكيم ونائب الرئيس الحالي عادل عبد المهدي, والتيار الصدري, الذي يحاول رجل الدين مقتدي الصدر الإمساك بخيوطه, وحزب الدعوة جناح إبراهيم الجعفري, وحزب الفضيلة الإسلامي. وينتمي إلي هذا التحالف أيضا رئيس المؤتمر الوطني العراقي ورئيس هيئة المساءلة والعدالة أحمد الجلبي. 3 القائمة العراقية: تضم20 حزبا وتجمعا ويطغي عليها الطابع العلماني. وأهم قياديها هو رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي, الذي نجح في كسب شخصيات سنية معروفة مثل نائب الرئيس طارق الهاشمي ورئيس جبهة الحوار الوطني صالح المطلك. غير أن الأخير استبعد ومعه مئات المرشحين من خوض الانتخابات من جانب هيئة المساءلة والعدالة التي يترأسها الجلبي بدعوي ارتباطهم بحزب البعث المنحل. ويراهن إلي حد بعيد علي أصوات العلمانيين و تنفرد بطرح شعارات قومية عربية. 4 التحالف الكردستاني: يتألف بالدرجة الأولي من الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة الرئيس العراقي جلال طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البرزاني إضافة إلي قوي صغيرة أخري. وأهم هدف للتحالف هو تعزيز الاستقلال الذاتي لمنطقة كردستان العراق وتنافسه قوي كردية أصغر علي الفوز بمقاعد الإقليم. 5 ائتلاف وحدة العراق: ويجمع بين38 حزبا وتنظيما ويخوض الانتخابات للمرة الأولي و يضم شخصيات بارزة مثل جواد البولاني وزير الداخلية الحالي ورئيس الحزب الدستوري العراقي وزعيم صحوة الأنبار أحمد أبو ريشة, وهو أحد شيوخ العشائر السنية التي حارب مقاتلوها عناصر تنظيم القاعدة في غرب العراق و رئيس ديوان الوقف السني أحمد عبد الغفور السامرائي ورئيس البرلمان العراقي السابق محمود المشهداني. 6 جبهة التوافق العراقي: تضم البقية المتبقية من القوي السنية وفي مقدمتها الحزب الإسلامي العراقي إلي جانب شخصيات سنية أخري مثل رئيس البرلمان الحالي إياد السامرائي. 7 قائمة اتحاد الشعب: شكلت هذه القائمة من جانب الحزب الشيوعي العراقي وشخصيات يسارية أخري لخوض الانتخابات بأمل الفوز ولو بحضور بسيط في البرلمان القادم. أما الكتل الصغيرة فمسألة فوزها في الانتخابات مستبعدة وإن فازت فإنها ستحصل علي عدد قليل من المقاعد, وهذا العدد لا يساعدها علي تنفيذ وعودها التي أطلقتها خلال الحملة الانتخابية. ولأن معظم جوانب الحياة العامة بالعراق تحركها شخصيات ذات نفوذ داخل الحكومة وخارجها. وفيما يلي قائمة ببعض اكثر المرشحين شهرة واثارة للجدل: رئيس الوزراء نوري المالكي: كان المالكي الذي ينحدر من بلدة صغيرة في جنوب العراق الذي يغلب علي سكانه الشيعة زعيما لحزب الدعوة الاسلامية وكان يمارس أنشطة مناهضة للرئيس العراقي العربي السني الراحل صدام حسين خارج العراق قبل عام2003. في عام2006 كان المالكي مرشحا مغمورا يمثل حلا وسطا, لكنه برز كقوة يعتد بها منذ بدأ مكافحة الميليشيات الشيعية عام2008, وتعزيز سلطته في منصب رئيس الوزراء. الرئيس جلال الطالباني: الطالباني كردي في منتصف السبعينات من العمر وهو يشغل منصب رئيس العراق منذ عام2005. خضع الطالباني لجراحة في القلب وقد نأي بنفسه بشكل كبير عن نزاعات الانتخابات لكن من المحتمل أن يرحب بولاية ثانية. ووحد حزبه الاتحاد الوطني الكردستاني قواه مع غيره من الاكراد في الانتخابات لكن الحزب تلقي ضربة من حركة اصلاحية جديدة أضعفت من نفوذه. مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق: كان البرزاني مقاتلا كرديا سابقا, وهو منتقد شرس لجهود المالكي لجعل العراق دولة مركزية وكبح جماح طموحات الاكراد لتمديد حدود إقليمهم شبه المستقل الواقع بشمال البلاد. نائب الرئيس طارق الهاشمي: كان الهاشمي ناقدا صريحا للحكومة وقد تبني موقف المدافع عن مصالح السنة الذين أدت خسارتهم للنفوذ بعد عام2003 الي اذكاء الصراع الطائفي. ويخوض الهاشمي الانتخابات علي القائمة العراقية العلمانية التي يقودها اياد علاوي وهو شيعي علماني. رئيس الوزراء السابق اياد علاوي: رأس علاوي الذي يتحدث الانجليزية بطلاقة وحصل علي شهادته في الطب من لندن الحكومة الانتقالية بالعراق منذ عام2004 الي عام2005 في وقت كانت الولاياتالمتحدة تتحكم فيه في شئون العراق. ولاحقت المشاكل قائمة علاوي بسبب قرار هيئة المساءلة والعدالة منع صالح المطلك من خوض السباق الانتخابي لصلاته المزعومة بحزب البعث المحظور. رجل الدين الشيعي مقتدي الصدر: الصدر سليل عائلة دينية شيعية وقد أشعل المشاعر المناهضة للولايات المتحدة بعد الغزو عام2003 لكن نجمه أفل من علي الساحة السياسية منذ اختفي ليجري دراسات دينية في ايران قبل اكثر من عامين. وألقي معظم أفراد ميليشيا جيش المهدي التابعة للصدر والتي كانت مرهوبة الجانب ذات يوم السلاح لكن حركته السياسية تسعي للنهوض في اطار الائتلاف الوطني العراقي. وزير النفط حسين الشهرستاني: الشهرستاني عالم نووي سجنه صدام لعشر سنوات وقد واجه انتقادات لفشله في تعزيز انتاج العراق النفطي بسرعة. لكنه يستطيع الآن أن ينسب لنفسه الفضل في سلسلة من الصفقات النفطية التي يمكن أن تدفع العراق الي مصاف عمالقة النفط في العالم ويخوض الانتخابات ضمن ائتلاف المالكي. أحمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي: كان الجلبي وهو شيعي مقرب من ايران مفضلا لدي ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش قبل غزو عام2003 ويقال انه لعب دورا مؤثرا في مساعدة واشنطن علي اتخاذ قرار الحرب, و تم تهميشه الي حد كبير منذ أخفق في الفوز بمقعد في البرلمان عام2005. لكنه أثار ضجة في الآونة الاخيرة كرئيس لهيئة المساءلة والعدالة التي أعلنت حظرا لخوض500 مرشح للانتخابات, منهم مرشحون بارزون من العرب السنة. [email protected]