تدخل انتفاضة الأقصى " الانتفاضة الثانية" التى اندلعت شرارتها عقب اقتحام أرئيل شارون زعيم الليكود آنذاك لساحات المسجد الأقصى الثامن والعشرين من سبتمبر2000 فى عصر حكومة باراك عامها الثامن ، مُخلفة قرابة الخمسة آلاف شهيد فلسطينى وعشرة آلاف أسير و 70 ألف جريح من بينهم 1500 مُعاق إلى الأبد، فحسب تقارير فلسطينية رسمية فإن جيش الإحتلال الإسرائيلى والمستوطنين قتلوا خلال الأعوام السبعة الماضية 4900 فلسطينى، بينهم 970 طفل فلسطينى و 80% من الضحايا مدنيين . ومن العلامات الفارقة لتلك السنوات نجاح إسرائيل فى بناء الجدار الفاصل فى الأراضى الفلسطينية لعزل أبناء الشعب الفلسطينى عن إسرائيل، ووضعهم فى معازل مُنفصلة عن بعضها البعض، وإبتلع الجدار مساحة 46% من أراضى الضفة الغربية، وتم إنجاز 420 كم من الأسلاك الشائكة والجدار الأسمنتى من إجمالى 760 كم، إضافة إلى 573 حاجزاً عسكرياً ثابتاً لتقطيع الأوصال الفلسطينية، إضافة 610 حواجز متنقلة فى أراضى الضفة الغربية، وحسب المعطيات المتوفرة فلسطينيا فقد وسعت إسرائيل نشاطها الإستيطانى فى الأراضى الفلسطينية وتضاعف بنسبة 50% ، بينما زاد عدد المستوطنين بنفس النسبة فى الوقت الذى أدت أعمال البناء فى الجدار الفاصل لعزل مليون و800 ألف فلسطينى عن مصادر عيشهم ورزقهم . وفى الذكرى السابعة لانتفاضة الأقصى أكدت جامعة الدول العربية أن الوحدة الفلسطينية وحُرمة الدم الفلسطينى ووحدة الأراضى الفلسطينية هى الطريق الوحيد لضمان حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه الوطنية المشروعة، وإقامة دولته الوطنية الفلسطينية المستقلة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلى لأرضه، كما أن هذه الوحدة تشكل حجر الزاوية فى التحرك العربى من أجل دعم الشعب الفلسطينى . ووجهت الجامعة العربية - فى بيان صادر عن قطاع فلسطين بالجامعة بهذه المناسبة - تحية إعزاز وتقدير للشعب الفلسطينى المُناضل ولأرواح الشهداء الأبرار بمناسبة حلول هذه الذكرى .. مؤكداً أنها ترى فى انتفاضة الشعب الفلسطينى رصيد نضالى هام، وطالبت المجتمع الدولى بوقفة حازمة لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية ولسياسة القمع والقتل والتشريد والتهويد التى تمارسها الحكومة الإسرائيلية، ووقف الاستيطان ووقف بناء حائط الفصل العنصرى، وإنهاء الحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطينى، وحذرت الجامعة العربية من أن استمرار هذه المُمارسات سيؤدى حتماً إلى مزيد من التدهور فى الأوضاع الإنسانية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وإلى تنامى مشاعر الإحباط والغضب وإلى تصاعد دائرة العنف والفوضى، وعدم الاستقرار التى قد تتجاوز حدود المنطقة لتهدد السلام والأمن الدوليين وكى لا يفاجأ العالم بانتفاضة شعبية أخرى . وقد أعادت الجامعة إلى الأذهان الحملة العسكرية التى شنتها إسرائيل فى ذلك الوقت وتصعيد عنوانها العسكرى ضد الشعب الفلسطينى، وارتكاب المجازر الوحشية فى مخيم جنين وقطاع غزة ومدينة الجليل، والتى راح ضحيتها أكثر من أربعة آلاف من أبناء الشعب الفلسطينى مُعظمهم من النساء والأطفال، وإلى لفت الانتباه لكل ما يجرى فى ظل صمت دولى مريب وسياسة الكيل بمكيالين التى مارسه ويمارسها المجتمع الدولى فى تعامله مع القضية الفلسطينية، ومع الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطينى وعلى رأسها حقه فى تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة . وعلى صعيد العملية السلمية أكدت الجامعة العربية أهمية قيام المجتمع الدولى وبشكل خاص اللجنة الرباعية الدولية وكافة الأطراف الدولية الأخرى المعنية بتحقيق التسوية السلمية الشاملة فى الشرق الأوسط التى تستند إلى الشرعية الدولية ومرجعياتها ومبادئها الثابتة وخاصة مبدأ الأرض مقابل السلام، ودعت اللجنة الرباعية إلى تحمل مسئولياتها والضغط على إسرائيل لوقف حملاتها العسكرية المستمرة ضد الشعب الفلسطينى حتى لا تبقى العلمية السلمية رهينة المُمارسات الإسرائيلية . وبشأن المؤتمر الدولى للسلام المُزمع فى نوفمبر القادم طالبت الجامعة العربية بضرورة أن يتم الإعداد الجيد للاجتماع الدولى القادم الذى دعا إليه الرئيس الأمريكى جورج بوش، وأن تتحمل الولاياتالمتحدة مسئوليتها كراع نزيه لعملية السلام، وأن يكون لهذا الاجتماع أجندة واضحة لا يكتنفها الغموض وأن يُشارك فيه كافة الأطراف المعنية بعملية السلام دون استثناء أو استبعاد لأى طرف، وشددت على ضرورة أن يتعامل الاجتماع الدولى بجدية وصدق مع كافة القضايا الخاصة بالتسوية النهائية على كافة المسارات ضمن إطار زمنى محدد وضمانات دولية من أجل تطبيق ما يتم الاتفاق عليه، وأن يستند هذا الاجتماع إلى مُبادرة السلام العربية المبنية أساساً على الشرعية الدولية . بناء كنيس يهودى: من اللافت للنظر أن يتزامن مع الذكرى السابعة لانتفاضة الأقصى اعتراف سلطات الاحتلال الاسرائيلى بافتتاح كنيس يهودى يقع فى حدود الجدار الجنوبى للمسجد الاقصى، وتحديداً تحت باب السلسلة احد أبواب المسجد الاقصى المبارك ويبعد 97 مترا فقط عن قبة الصخرة المشرفة فى المسجد الاقصى . فمن جانبه حذر الشيخ محمد حسين المفتى العام للقدس والديار الفلسطينية من تداعيات إعادة افتتاح كنيس يهودى فى الجدار الغربى للمسجد الأقصى المبارك من قبل مجموعة من المتطرفين اليهود، ودعا المفتى جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامى ولجنة القدس وجميع الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية التدخل لوقف إعادة فتح هذا الكنيس، وانتقد سلطات الاحتلال التى تمنع المُصلين المسلمين من الوصول إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه وإعماره، فى الوقت الذى تسمح فيه للمتطرفين اليهود بإجراء الحفريات وافتتاح الكنيس والقيام بأعمال العربدة ضد المقدسات الإسلامية . ومن جهتها أشارت مؤسسة الأقصى لإعمار المُقدسات الإسلامية ومقرها " أم الفحم " بإسرائيل إلى أن اعتراف مسئولى إسرائيلى منذ أيام عن افتتاح كنيس يهودى جديد أسفل المسجد الأقصى يُعد دليل " على الكذب والتضليل الإسرائيلى المتواصل بأنه لا تجرى حفريات إسرائيلية أو إقامة كنس يهودية تحت حرم المسجد الأقصى المبارك ". وأضافت مؤسسة الأقصى أن للمُجاهرة بوجود وافتتاح هذا الكنيس اليهودى دلالات كثيرة، منها أن المؤسسة الإسرائيلية باتت تجاهر أكثر فى عدائها واستهدافها للمسجد الأقصى المبارك، مُحذرة من خطر داهم قد يتعرض له المسجد الأقصى فى أى وقت . ودعت المؤسسة العالم العربى والإسلامى على المستوى الرسمى والشعبى إلى المُسارعة العاجلة فى اتخاذ الخطوات اللازمة لإنقاذ المسجد الأقصى والقدس الشريف، كما دعت أهالى القدس وأهل الداخل الفلسطينى إلى تكثيف شد الرحال إلى المسجد . ومن جانبه أكد مدير الخرائط فى المسجد الأقصى، أن سلطات الاحتلال منعته من التوجه إلى المكان الذى افتتح فيه الكنيس الجديد من أجل الاطلاع على آخر المستجدات والحفريات الجارية فيه، وأكد أن الحفريات وإقامة الكنيس مستمرة ولم تتوقف منذ عام 1967 وتهدف إلى إثبات مزاعم توراتية لا وجود لها على أرض الواقع، موضحاً أن سلطات الاحتلال تزعم كلما وجدت بناءً قديماً أنه جزء من الهيكل المزعوم، وإذا ثبت العكس يتم تحويله إلى كنيس، وأن سلطات الاحتلال والشركات الإسرائيلية تواصل حفرياتها فى منطقة باب المغاربة، وتستمر فى إزالة الآثار العثمانية والأيوبية والأموية الموجودة هناك، بهدف تحويلها إلى رمز توراتى صهيونى وتحويل المنطقة إلى مدينة سياحية . وأكد الباحث الفلسطينى أن الحفريات تزداد مع استمرار الفتور العربى والإسلامى تجاه ما يحدث فى الأقصى بدءا من الاحتلال عام 1967، مروراً بإحراقه ثم اقتحامه وارتكاب المجازر فيه، وانتهاء بالأنفاق والحفريات التى تجرى أسفله، بل وغياب أبرز القادة التاريخية للشعب الفلسطينى خلال المرحلة الماضية، فيما شهد الملف الاجتماعى والاقتصادى والمعيشى تراجعاً كبيراً وازداد فى نفس الوقت عدد المستوطنين بنسبة 26% واشتدت إجراءات الاحتلال فى عزل الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم وبناء جدار الضم والتوسع . ومن جانبها نددت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " إيسيسكو " بافتتاح المتطرفين اليهود كنيساً يهودياً فى الجدار الغربى للمسجد الأقصى، واعتبرت أن هذا العمل العدوانى الذى أقدم عليه المتطرفون اليهود هو اعتداء على العالم الإسلامى برمته، فضلاً عن أنه انتهاك لحُرمة أولى القبلتين وثالث الحرمين ومُخالفة للقانون الدولى، بل واستنكرت بشدة أن تتصاعد السياسة العدوانية التى تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلى إلى هذه الدرجة من استفزاز مشاعر المسلمين فى شهر رمضان المبارك، ودعت الإيسيسكو العالم الإسلامى حكومات ومنظمات ومؤسسات وهيئات أهلية إلى الاحتجاج ضد هذا العدوان على المسجد الأقصى والعمل على وقفه، وأوضحت الإيسيسكو فى بيانها أن أهداف المتطرفين اليهود تسعى إلى هدم المسجد الأقصى، وقالت إن افتتاح كنيس يهودى فى الجدار الغربى للمسجد الأقصى ليس إلا مقدمة لما هو أخطر وأكدت ضرورة وقوف العالم الإسلامى بقوة أمام أى محاولة يقوم بها متطرفون يهود لتحقيق أحلامهم بهدم المسجد الأقصى . ومن جانبها استنكرت وزارة الأوقاف والشئون الدينية بالحكومة الفلسطينية المُقالة بقيادة حماس فى قطاع غزة افتتاح كنيس يهودى تحت المسجد الأقصى، مُعتبرة ذلك بمثابة اعتداء على الأمة الإسلامية بأسرها، وقالت الوزارة فى بيان وزع على الصحفيين " إن الاعتداء على المسجد الأقصى اعتداء على الأمة الإسلامية بأسرها واعتداء على كل القيم الإنسانية والدينية، ويدل على الأكاذيب والتضليلات الهيودية المتواصلة بأنه لا تجرى حفريات إسرائيلية أو إقامة كنس تحت حرم المسجد الأقصى "، ودعت الوزارة العالم العربى والإسلامى على المستوى الحكومى والشعبى إلى القيام بواجبه تجاه القدس والمسجد الأقصى والمُسارعة العاجلة فى اتخاذ الخطوات اللازمة لإنقاذ المسجد الأقصى والقدس الشريف من براثن المخططات الصهيونية . 28/9/2007