توفيت الرئيسة السابقة للفلبين ورمز الديمقراطية كورازون أكينو السبت عن عمر 76 عاما بعد صراع طويل مع سرطان القولون استمر لمدة عام. ونقلت كوري -كما يحب أن يناديها الشعب- إلى مركز ماكاتي الطبي بالعاصمة الفلبينية مانيلا منذ أواخر يونيو/حزيران بعد تدهور حالتها الصحية وانتشار السرطان في أجزاء أخرى من جسمها . وأكد نجلها السيناتور بينينو"نوي نوي" اكينو الثالث ان الوفاة نتجت عن توقف القلب والتنفس. وأعلنت الرئيسة جلوريا أرويو عن تعازيها لوفاة أكينو -التي كانت تنتقد إدارة أرويو وأعربت من قبل عن أسفها لتأييدها انتفاضة جماعية أوصلت أرويو إلى منصب الرئاسة في 2001 . وقالت ارويو -فى بيان اصدرته من واشنطن حيث تقوم بزيارة رسمية - "اليوم فقدت الفلبين كنزا قوميا" ، واضافت " لقد ساعدث فى ثورة اعادت الديمقراطية وحكم القانون لبلادنا فى وقت خطير للغاية. وأعلنت الحداد الوطنى رسميا لمدة 10 أيام ، وتم تنكيس الاعلام بالفلبين ، ووضع المواطنون الزهور امام منزلها. من جانبه ، قال البيت الأبيض في بيان إن شجاعة رئيسة الفلبين السابقة كورازون أكينو وقيادتها الأخلاقية كانتا مصدر إلهام للولايات المتحدة. وأشات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الى ان "كوري أكينو كانت تحظى بحب شعبها وإعجاب العالم لشجاعتها الاستثنائية بعد اغتيال زوجها وفيما بعد خلال عملها كرئيسة". قادت أكينو - أول امرأة ترأس الفلبين- ثورة سلمية شعبية عام 1986 أطاحت بالديكتاتور الراحل فيرديناند ماركوس وأرسلت به إلي المنفي لعدة سنوات ، ثم تولت الرئاسة من 1986 الى 1992 ، ووضعت دستورا جديدا تم من خلاله تحديد فترات تولى الرئيس فترة الحكم الى فترة واحدة مدتها 6 سنوات. وسيتذكرها الناس دائما بأنها بطلة ثورة //سلطة الشعب// والمرأة النحيلة بالملابس الصفراء التي أبعدت ماركوس من السلطة في 1986. وقد لفت مصابيح الشوارع والأشجار والأسيجة والمباني في مانيلا وغيرها من كبرى مدن الفلبين بالأشرطة الصفراء تكريما لكوري. وكان اللون الأصفر هو رمز أكينو في معركتها ضد ماركوس وقد لفت السيارات والشاحنات والدراجات بأشرطة بهذا اللون. فقد بلغت الاحداث الصاخبة في تلك الفترة اوج التصعيد عندما أوقف ما يصل الى مليون شخص -يلوحون بالمسابح والزهور- الدبابات من التقدم باتجاه متمردي الجيش المدعومين من أكينو. وعندما فر ماركوس المذهول وزوجته ايميلدا من البلاد أعطت سابقة للمعارضين ابتداء من جنوب افريقيا وحتى امريكا اللاتينية وباكستان ، واشاد كثيرون باكينو بوصفها جان دارك العصر الحديث. وكانت كوري زعيمة مقاومة ، فقد تخلت عن عباءة ربة المنزل فقط بعد اغتيال زوجها السياسي الزعيم المعارض بنينو في مطار مانيلا الدولي في 1983 لدى عودته من المنفى في الولاياتالمتحدة. وقادت اكينو التي اتهمت ماركوس باصدار اوامر بتنفيذ هذه الجريمة مسيرات احتجاج لكنها ترددت عندما جرى الدعوة الى اجراء انتخابات في 1986 ، لكن رئاستها كانت اقل نجاحا من الثورة حيث ادت سلسلة من محاولات الانقلاب من الجيش الى اصابة الادارة بالعجز. ولاقت شجاعة اكينو ترحيبا لكن شبح تدخل الجيش انتاب حكمها بأكمله ، فقد نجت من 7 محاولات انقلابية