مستشفي قصر العيني القديم الذي تقرر هدمه وتجديده في بداية الثمانينيات وبدا العمل في مشروع المبني الجديد في عام 4891 وتم تجهيزه بجميع المعدات الطبية الحديثة لخدمة التعليم الطبي والمرضي حتي يكون مركزا متميزا للابحاث الطبية علي مستوي منطقة الشرق الأوسط. قصر العيني الذي ظل صرحا طبيا اصبح مكانا يلقي فيه المرضي اشد اشكال المعاناة مشاكل عديدة وشكاوي متنوعة ومطالب مشروعة للمرضي بالرعاية رصدتها اخبار اليوم خلال جولتها داخل اروقة هذا الصرح العملاق قبل ان تذهب للمسئولين لتعرف الحقيقة. قررنا الدخول الي المستشفي باعتبارنا مواطنين قادمين لزيارة احد المرضي ووضع المصور كاميراته داخل كيس اسود حتي يتمكن من رصد مشاهد الاهمال . فالصورة لا تكذب ومنذ الوهله الاولي لدخولك قصر العيني تجد نفسك وسط باعه جائلين وملمعي احذيه وبائعي سندوتشات ومشروبات غازية لدرجة ان هناك بعض المواطنين يدخلون بهدف التجارة وبيع الملابس وهو ما تؤكده حسناء محمد قائله انا من منطقة المرج وكل يوم احضر الي المستشفي لبيع الملابس والامن لا يعترضني لانني بحلي بقه. كانت هذه الصوره هي اول ملامح الاهمال وبدات رحلة المعاناة داخل المستشفي خاصة وان الامن الموجودين علي البوابات لا يتعاملون مع المواطنين بادني اساليب الادميه وبدات جولتنا . في العيادات الخارجية الزحام شديد جدا ويكاد يفوق الوصف لدرجة جعلت المترددين علي العيادات لا يجدون مكانا للانتظار مما دفعهم للجلوس علي الأرصفة والمرضي يشترون الادوية قبل اجراء العمليات لهم كما يشترون الشرائح والمسامير من الباعه الجائلين المنتشرون في حرم قصر العيني. وفي الاستقبال والطوارئ رأينا العجب فالدخول والخروج سداح مداح لدرجة أننا دخلنا وخرجنا اكثر من مره دون أن يعترضنا احد . وبين الطرقات والعنابر تجد المرضي يخرجون ويدخلون دون أي ضابط أو رابط اضافة إلي ان المرضي الذين تم إجراء عمليات جراحية لهم يحملون علي »سرير حديدي« يحدث اصواتا مزعجة ولا مجال هنا للحديث عن حرمة وخصوصية المريضة. فالاطباء وجهاز التمريض رفعوا شعار اخدم نفسك بنفسك واصبح اهالي المرضي هم فرق التمريض بالمستشفي العريق. حملنا مارصدته اخبار اليوم الي الدكتور احمد سامح فريد عميد كلية الطب ورئيس مجلس ادارة قصر العيني الذي تحدث معنا بوضوح قائلا اننا نعمل في ظررف مستحيله ولكننا نحاول بقدر الامكان القضاء علي ظاهرة الباعة الجائلين الذين يدخلون للمستشفي علي انهم مواطنون قادمون للزيارة مؤكدا ان الاكشاك المنتشره في حرم القصر العيني هي اكشاك كانت خارج حرم قصر وعندما تم توسعة حرم المستشفي ضمت هذه الاكشاك اليه وهي اكشاك منحتها المحافظة وصندوق التضامن الاجتماعي للشباب الخرجين ولكن هذه الاكشاك هي السبب وراء حالة التردي الموجود حيث تستخدم هذة الاكشاف لبيع الادوية والمستلزمات التي يتم سرقتها من المستشفي وبيعها للمواطنين مره اخري . وتعليقا علي قيام اهالي المرضي بدور التمريض في ظل غياب وجود طاقم من التمريض والاجهزة المعاونة اعترف الدكتور سامح بوجود نقص شديد في عدد افراد التمريض وذلك بسبب الاستقالات من اجل الالتحاق بالمستشفيات الخاصة والتي تمنح مرتبات مغرية الامر الذي يجعلنا نلجأ لاستخدام »افراد« كاجهزة معاونة ونعلن في الجرائد عن وظائف خالية كل اسبوعين بمرتب يصل الي 500 حنيه ولكن الشاب الذي يحضر لا يستمر في العمل سوي اسبوعين لانه يعتبر ان المرتب قليل.