في الوقت الذي واصلت فيه الصحف الألمانية انتقاداتها لحكومة ميركل بسبب ما وصفته ب"موقفها السلبي" من حادث مقتل الدكتورة المصرية مروة الشربينى "ضحية الحجاب" على يد متطرف ألماني، أشارت تقارير إلى أن المجلس المحلي لمدينة دريسيدن يبحث إطلاق اسم مروة على شارع في المدينة. فمن جانبها، قالت صحيفة (هاندلسبلات) : إن مثل هذه الجرائم تقابل بالرفض التام، لكن رد الفعل فى ألمانيا لم يكن للأسف كذلك، فقد جاء أقرب للامبالاة، ومضى وقت طويل قبل أن تتفاعل وسائل الإعلام والرأي العام في ألمانيا مع الحدث، أما السياسيون فلا يزالون يتمسكون بالقول بأن هذه الجريمة هي مجرد حادث فردي أقدم عليه شخص متطرف، وليس عملا منظما. أما صحيفة "فرانكفورتر روند شاو" فقد قالت في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان "مروة شهيدة الحجاب": إنه رغم مرور أكثر من أسبوعين على هذا الحادث الإجرامي، إلا أن هذا المصير المؤلم للدكتورة مروة لايزال يحرك مشاعر عدد كبير من المواطنين في مصر، مشيرة إلى أن المصريين يعتبرون مروة شهيدة الحجاب، وأن هذا العمل الإجرامي دليل واضح على عداء الألمان للإسلام. وأشارت الصحيفة إلى أن المجلس المحلى لمدينة دريسيدن يرغب في إطلاق اسم مروة الشربينى على شارع فى المدينة، وتوجد عدة أفكار لتنفيذ ذلك سواء على شارع أو مبنى مدرسة أو إنشاء مركز ثقافي، وهو ما أكدته كاى شولتز المتحدثة باسم مجلس المدينة. حظر الحجاب وحول ما إذا كان قانون حظر الحجاب في ألمانيا الذي تم إقراره منذ عام 2006 قد نجح أم لا، قال فنفريد كريتشمان ممثل الجناح البرلماني لحزب الخضر في ولاية "بادن فورتمبيرج"، إن الحجاب ليس له علاقة بالسياسة، وأنه عقد جلسة مع أكثر من مائة من السيدات المحجبات، واتضح أن الحجاب رداء ديني ويعبر عن شخصيتهن الدينية، وأنه ليس له علاقة بالسياسة أو التطرف الإسلامي. وأكد كريتشمان في حديث لصحيفة "فرانكفورتر روند شاو" أن حظر ارتداء الحجاب خطأ وانتهاك لحقوق المساواة بين البشر. وأثارت هذه الواقعة حالة من الغضب الشديد سواء في مصر أو داخل وسط المصريين المقيمين في ألمانيا، كما وجه البعض اتهامات لألمانيا بأنها تجاهلت القضية. وقتلت مروة (31 سنة) طعنا بالسكين الأربعاء ا يوليو/تموز 2009 أمام ابنها مصطفى (ثلاثة أعوام) على يد ألماني من أصل روسي في ساحة محكمة ألمانية، وذلك بعد أن أقامت دعوى ضد الشاب الألماني لسبها في أحد ملاعب الأطفال بسبب خلاف على الأرجوحة ووصفها "بالإرهابية" لأنها ترتدي الحجاب. وانتهت الدعوى بتغريم الجاني اليكس دبليو (28 عاما) 750 يورو، وقرر المتهم استئناف الحكم واستغل جلسة الاستئناف لتوجيه طعنات للفقيدة داخل قاعة المحكمة. وأصيب علوي (32عاما) زوج مروة بإصابات خطيرة في الكبد والرئة، أثناء محاولته إنقاذ زوجته والسيطرة على الجاني، حيث أن الجاني طعنه هو الآخر، كما تعرض لطلق ناري من أحد رجال الشرطة في المحكمة عن طريق الخطأ. وكانت السلطات الألمانية قد وجهت تهمة القتل العمد إلى الجاني، وهي أقصى عقوبة في ألمانيا، حيث أن عقوبة الاعدام غير مطبقة في المانيا. ومن المنتظر أن ينظر القضاء الألماني القضية خلال خريف 2009، فيما قرر النائب العام المصري فتح تحقيق موسع في الحادث، وكلف مسئول قضائي لمتابعة التحقيقات التي تجرى في ألمانيا.