شدد الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبو مازن) على تمسك السلطة الفلسطينية بالانتخابات لحل الخلافات الفلسطينية ، داعيا الأشقاء العرب المراقبين الدوليين مع بعض الرموز السياسية الكبيرة مثل الزعيم الجنوب افريقى نيلسون مانديلا والرئيس الامريكى الاسبق جيمى كارتر ليشرفوا ويشاركوا فى الانتخابات. وكشف ابو مازن فى حديث لمجلة اكتوبر المصرية عن أن حركة حماس طلبت تأجيل الانتخابات لعامين ، وعرضت تجديد الرئاسة لعامين أيضا مقابل التأجيل، وأنه رفض هذا، وأكد ضرورة إتمام المصالحة، إما بالاتفاق أو الانتخاب . وعبر الرئيس الفلسطينى عن اعتقاده بأن خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس اقتنع بأن المواقف المعتدلة هى السبيل الوحيد للوصول إلى حلول، مؤكدا أن حماس لا ترفض السلام، وواصفا خطاب مشعل الأخير بأنه كان معتدلا وبرجماتيا. وأشار الرئيس الفلسطينى إلى أن قطاع غزة مازال تحت حكم السلطة الفلسطينية قبل وبعد الانقلاب، فالرواتب مستمرة والصرف لايزال مستمرا على الصحة والتعليم والكهرباء وغيرها من الأمور الحياتية، وقال إن نحو 58% من ميزانيتنا موجهة لغزة ولن تتوقف. وحول العلاقات العربية العربية وتأثيرها على الملف الفلسطينى ، قال أبو مازن إن من مصلحة الفلسطينيين أن تكون العلاقات جيدة بين مصر وسوريا والسعودية، وكشف عن أن القيادة السورية أبلغته بأنها تسعى لإنجاح ملف الحوار الذى بحوزة مصر . ابو مازن يرجع عدم الوصول لاتفاق للمراوغات الإسرائيلية وأشار إلى أن الاختلاف مع الجانب الإسرائيلى حول تبادلية الأراضى وليس على مبدأ الحدود، وقال "لم نصل لاتفاق بسبب المراوغات الإسرائيلية على الرغم من أننا لو توصلنا لحل فى هذه المشكلة لتم حل 3 قضايا مباشرة من أصل 6 هى الحدود والمستوطنات والقدس". أضاف أبو مازن أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو رفض عمليا حل الدولتين ووصف حديثه عن هذا الحل بأنه خال من المضمون، مشيرا إلى أنه أعلن عن مواقف تنسجم فقط مع ائتلافه الذى لو تخلى عنها سيجد مقاومة عنيدة . وشدد أبو مازن على تمسك السلطة الفلسطينية بموقف الإدارة الأمريكية الداعى لحل الدولتين، وضرورة التزام إسرائيل بخطة خارطة الطريق بما فيها الاعتراف بالدولة الفلسطينية ووقف جميع النشاطات الاستيطانية وفتح مكاتب القدس والعودة لحدود 28 سبتمبر 2000 ، مؤكدا أن الجانب الفلسطينى التزم بما عليه فى الخطة (وهو حفظ الأمن والاعتراف بدولة إسرائيل). ونفى أبو مازن أى تنازل فى الموقف الفلسطينى فيما يخص قضية القدس ، وقال إن المفاوضين الفلسطينيين فتحوا كل الملفات دون استثناء، وكان الشىء الوحيد المتفق عليه هو ملف الأمن، مؤكدا أنه من الصعب القبول بالعودة لنقطة الصفر أو بدء المفاوضات من جديد بعد أن قطعنا شوطا كبيرا فيها. وحول قضية يهودية الدولة المثارة حاليا، اتهم الرئيس الفلسطينى إسرائيل بأن هدفها من طرح هذا المفهوم هو التخلص من غير اليهود وإلغاء حق العودة ، وكشف عن أن هذه الفكرة طرحت قبل سنوات ، وأن السلطة الفلسطينية ترفضها بشدة . وحول حدود الدولة الفلسطينية، قال الرئيس الفلسطينى محمود عباس "أبو مازن" إن حدود الدولة الفلسطينية هى حدود عام 67 المعترف بها دوليا، وكشف عن إقرار جلسة ثلاثية (فلسطينية - أمريكية - إسرائيلية) برئاسة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس لهذه الحدود التى تتضمن الضفة الغربية بما فيها القدس والبحر الميت ونهر الأردن و"المنطقة الحرام" الفاصلة تاريخيا بين فلسطين وبين إسرائيل.