يعد مركز "القبة السماوية العلمي" أحد الأركان الأساسية في مكتبة الإسكندرية، ومن بين مهامه الربط ما بين إنجازات الماضي والحاضر وتطلعات المستقبل للحاق بركاب التقدم العلمي والمعرفة من خلال مجموعة من البرامج التقنية في المجالات العلمية المختلفة لتدريب الأطفال الذين يمثلون أمل المستقبل. يتجاوز عدد زوراه 120 ألفا ويشرف عليه أحد كبار علماء الفضاء هو الدكتور فاروق الباز، الذي قال عنه أحد رواد الفضاء الأمريكيين عندما عاد من رحلته إلي الأرض "لقد كان معنا" من كثرة التفاصيل التي أمدهم بها عن رحلتهم قبيل إقلاعها وتشرف على إدارة مركز "القبة السماوية" المهندسة هدى الميقاتى التي ترى أن إصلاح التعليم يتطلب تكاتف جهود الدولة مع مؤسسات المجتمع المدني لتطوير المدارس بعد تحديد احتياجاتها، والعمل علي تطوير المستوي العلمي والفكري للطلاب في مختلف مراحل التعليمية خصوصا المرحلة الابتدائية. ويحتضن مركز "القبة السماوية" مئات من الأطفال ممن التحقوا في البرامج الدورية، والتي تتضمن ورش عمل ومسابقات تستهدف تنمية حس الابتكار والإبداع لدى النشء وتكوين أجيالا من الصغار يمكنهم المشاركة تطوير العالم معرفيا. وأوضحت الميقاتي أن المكتبة حرصت على الانتقال إلي المدارس لتوسيع دائرة المستفيدين من أنشطتها من صغار السن، من خلال تدريب المتخصصين وإنشاء نوادي للعلوم وتوفير أطر جديدة للتعاون بين المنظمات الدولية، ووزارة التربية والتعليم، مشيرة إلى أن المكتبة تقدم تلك الأنشطة "بالمجان أو برسوم رمزية" لضمان جدية المشاركين فيها من مختلف فئات المجتمع. وتضم "القبة السماوية" ثلاثة مراكز تجسد تاريخ العلم وأهم ما وصل إلى العلماء في الماضي، وهذا ما يشاهده الزائر خلال جولته بمتحف "تاريخ العلوم" الذي يحوي مجموعة نسخ مطابقة للأصل لقطع أثرية أصلية معروضة في المتاحف المصرية والعالمية تحكى الإسهامات العلمية البارزة في مصر خلال الحقب التاريخية المختلفة منها الفرعونية والهيلينية، والعصر الذهبي للعالم العربي الإسلامي . أما قاعة الاستكشاف، فهي تمثل الحاضر العلمي بكل تجاربه وبها مجموعة من الأدوات والآلات تسمح للنشء بالوصول إلى الابتكارات العلمية من خلال أسلوب يعتمد على التجربة والتفاعل لتفسير الحقائق العلمية وإثبات وجودها في كل ما نرى ونسمع أو نلمس في حياتنا اليومية. وينظم المركز احتفالية العلوم وهى عبارة عن مهرجان علمي سنوي يقام في شهر أبريل من كل عام بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، والمدارس والجامعات والمراكز الثقافية والمؤسسات التجارية والصناعية لتعميق وعي الجمهور بالعلم والتكنولوجيا، والهدف الرئيسي منه تعزيز نشر العلوم والمعرفة، إشراك المجتمع في الأحداث العلمية باعتبارها جزءا من ثقافتنا، ومن ثم تعزيز القدرات البشرية من خلال التعلّم الدائم.