زيارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" إلى مصر - في 4 يونيو/ حزيران 2009 - وما يحمله للدول الإسلامية والعربية من رؤية أمريكية تحظى باهتمام رسمي وإعلامي وشعبي، خاصة وأنها الجولة الأولى له بالمنطقة. وقد أعرب عدد من الشباب المصري – لموقع أخبار مصر www.egynews.net – عن مطالبته الرئيس الأمريكي بتنفيذ وعوده تجاه الشرق الأوسط بحل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، وردع إسرائيل، وسحب القوات الأمريكية من العراق، وتصحيح صورة المسلمين لدى الغرب وعدم ربطها بالإرهاب. "نبيل حسن فائق" - رجل أعمال مصري – توقع أن تكون زيارة "أوباما" لمصر ومخاطبة العالم الإسلامي منها بهدف تصحيح المفاهيم الخاطئة التي تركها له سلفه الرئيس "جورج بوش". محمود وطارق وقال إن "أوباما" ينظر في المقام الأول إلى مصلحة أمريكا، خاصة بعد الأزمة المالية التي تتعرض لها بلاده، مشيرا إلى ما تتعرض له الشركات والمصانع الكبرى من إفلاس وانهيار مثل الشركة العالمية لصناعة السيارات "جنرال موتورز" وغيرها. بينما اعتبر "حمدي على" - مهندس معماري - الزيارة مهمة جدا، حيث تأتي في وقت تمر فيه المنطقة باضطرابات، خاصة في الأراضي الفلسطينية والعراق ولبنان ومع بوادر أزمة في اليمن. وقال إننا "في حاجة إلى أن يفهم الشعب الأمريكي البعيد بطبعه عن السياسة الخارجية لبلاده حقيقة الصراع العربي الإسرائيلي. وأشار إلى أن العالم كله – وليس المسلمون فقط - يترقب فحوى خطاب "أوباما" من القاهرة، معربا عن أمله بأن ينصت الشعب الأمريكي لما سيقوله رئيسه وأن يعوا الرسالة ويتفاعلون معها. وقال الدكتور "عادل الوصيفي" - جراح بمعهد ناصر ويعمل في المملكة العربية السعودية – إنه "يجب على رئيس أكبر دولة في العالم أن ينصف الشعب الفلسطيني، ويساهم بفاعلية في القضاء على بؤر الصراع الحقيقي في المنطقة". أما "رانيا" - مديرة مدرسة خاصة – ترحب بزيارة "أوباما" إذا كان بالفعل سيسحب قواته من العراق، وإذا كان صادقا في نواياه بإقامة صلح حقيقي مع العالم الإسلامي. ويرى الدكتور "باسل عفيفي" - طبيب بالقصر العيني - أن الزيارة مهمة جدا، وتؤكد على دور مصر في المنطقة، مؤكدا فخره باختيار "أوباما" القاهرة لإلقاء خطابه منها، آملا في أن تحقق الزيارة أهدافها المرجوة لنا وله. د. محمد مرعي مخلوف كما وصف الدكتور "محمد مرعي مخلوف" - أستاذ أمراض الباطنة والجهاز الهضمي بكلية الطب جامعة عين شمس الزيارة بأنها تاريخية للمنطقة، ليس لأنها لرئيس أكبر دولة في العالم ولكن لأنها أول زيارة تهدف إلى توجيه رسالة إلى المنطقة العربية والعالم الإسلامي كافة، تعلن بدء صفحة جديدة من العلاقات القائمة على الاحترام. من جهة أخرى، انتقد "طارق محمد" كل ما تناولته الصحف المصرية والعربية عن زيارة "أوباما" لمصر، ووصفها بأنها غير منطقية. وقال إن علينا أن نوجه رسالة شديدة اللهجة إلى الرئيس الأمريكي، نقول له فيها وبصراحة "السيد أوباما كلامك جميل ورقيق تجاه ما يحدث في أفغانستان والعراق وفلسطين، لكننا نريد منك يا سيادة الرئيس أن تكون كلماتك قوية بقوة العنف الواقع على المواطنين في هذه المناطق. وعليك - وانت تتمتع بحب واحترام الشعب الأمريكي والعرب والمسلمين - أن تستثمر هذا الحب في مواجهة الإرهاب الأمريكي في العالم الإسلامي، وعليك أن تعيد جنودك من العراق وأفغانستان إلى بلدك". وأضاف "أقول له يا سيادة الرئيس عليك أن تردع العنف الإسرائيلي، ونريدك أن تعلن وبصدق من على قبة جامعة القاهرة - التي اخترتها كمنصة لخطاب المصالحة بين بلدك والعالم الإسلامي - موقفك بصراحة تجاه القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني باسترداد أرضه والعيش جنبا إلى جنب مع اسرائيل في سلام". وفسرت "رانيا علي عبده" زيارة "أوباما" بأنها تصحيح للصورة الأمريكية لدى المصريين والعكس. وقالت إنه "سيرى المصريين والمسلمين بعينيه ومن أرض الواقع، وهذا في حد ذاته مهم للمصالحة الأمريكية الإسلامية". وأضافت أنه "يجب علينا كمسلمين أن نحمله رسالة يلقيها في العالم الغربي، ليخبرهم بأن المسلمين الذي رآهم سواء في السعودية أو تركيا أو مصر ليس هم الذي يراهم الغرب من خلال قلة من الذين خرجوا عن سماحة الدين الإسلامي". أما "محمود منير" فلم يتوقع أن يقدم أوباما أي جديد، وأن الأوضاع السياسية الحالية في المنطقة ستظل على حالها، وزيارته مثل "زيارة أي رئيس دولة حضر إلى مصر وعاد إلى وطنه". تامر ورانيا وانتقد موعد الزيارة، حيث يأتي وقت امتحانات في المدارس والجامعات، معربا في الوقت نفسه عن أمله في أن يفي الرئيس الأمريكي بوعوده. بينما قال "تامر توفيق" - أحد العاملين في السياحة بمدينة شرم الشيخ – إن "على أوباما أن يعرف أن المسلمين لن يتصالحوا مع أي نظام إلا بعد أن تتم المصالحة الفعلية بين الإسرائيليين والفلسطينيين وإقامة دولة فلسطينية"، معربا عن أمله في أن تكون زيارته صادقة من قلبه وليس فقط لإصلاح اقتصاد بلاده.