كشف فريق أثرى يرأسه الدكتور زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية عن لغز وفاة الملك توت عنخ آمون الذي توفي قبل3000 سنة وذلك للمرة الاولى منذ أن اكتشفت مقبرته عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر قبل 85 سنة. جاء ذلك فى حوار لبرنامج صباح الخير يا مصر بالتليفزيون المصرى الثلاثاء أكد فيه مصطفى وزيرى مدير أثار منطقة البر الغربى بالأقصر أن الفريق المصرى برئاسة الدكتور زاهى حواس أجرى أشعة مقطعية على مومياء الملك وأظهرت انه تعرض لحادث صيد ولم يقتل حيث انقلبت عجلته الحربية مما نتج عنه إصابة فى قدمه اليسرى. وتابع أن البحوث والدراسات التى أجراها العالم البريطانى هوارد كارتر على مومياء الملك الفرعونى جعلتها غير متماسكة الأمر الذى أستلزم جهداً كبيراً فى تجميعها مشيراً الى ان توت حظي بشهرة كبيرة بعد وفاته بسبب العثور على مقبرته وهي في حالة سليمة. وقال وزيرى انه تم العثور على المقبرة وبها الكثير من الكنوز على رأسها قناع الملك وموميائه وبها الكثير من المجوهرات والتى دفعت كارتر وفريقه لتقطيعها الى قطع صغيرة لتخليصها من هذه المجوهرات حيث فصلوا الاطراف والراس واستخدموا الاسلاك والأدوات لتخليص القناع الذهبي والذي كان مصهورا على وجه الملك الفرعونى خلال عملية التحنيط. وأضاف انه تم تركيب الجسد واعادته الى تابوته في عام 1926 حيث تم اخراجه ثلاث مرات فقط لاجراء مسوحات باشعة اكس في السنوات اللاحقة مشيراً الى ان الكنوز التى وجدت بمقبرته جذبت ملايين من السياح الى وادى الملوك لرؤيتها. وقال وزيرى انه قد تعددت نظريات الاثريين حول سبب موت توت عنخ آمون وهو في سن صغير حيث توفى وعمره 19 عاما حيث قال البعض انه قتل لانه حاول اعادة عبادة تعدد الآلهة كونه جاء عقب اخناتون وديانته التوحيدية. كشف لغز التحنيط من ناحية اخرى أكد أنور أبو المجد نقيب المرشدين السياحيين بالأقصر أن الحضارة المصرية القديمة ارتبطت بالعالم الأخر وبفكرة البعث مرة أخرى وهذا السبب الرئيسى وراء فكرة التحنيط. وأوضح أن الإكتشافات الحديثة استطاعت كشف النقاب عن مراحل التحنيط التى ظلت لغزاً محيراً امام علماء أثار العالم مشيداً ببراعة المصريون القدماء فى مجال الطب. وأضاف أن التحنيط ثلاثة أنواع للأثرياء والمتوسطين والفقراء مشيراً الى ان لكل فئة مواد تحنيط خاصة بها حيث يغسل جوف الجثة بنوع من خمر النخيل , وتغطى بسائل صمغي لحمايتها من الطفيليات لكن أهم مراحل التحنيط هو التخلص من المياه الموجودة في جسم الجثة عن طريق إستخدام ملح النطرون الجاف لإمتصاص المياه من الجسم. وقال أن الجثة بعدما تجف تملأ فراغاتها بقطع من الكتان أو نشارة الخشب وتسد فتحة البطن بغطاء من الذهب وتطلى أظافر اليدين و القدمين بالحناء كما يظفر شعر المرأة وإذا كان الميت قد فقد خلال حياته إحدى عينيه توضع بدلها حجرة كريمة في تجويف العين ، مع الحفاظ على ملامح وجهه ، ثم تطلى الجثة بالطيب ، وتغطى بسائل مادة صمغية تكون بعدها جاهزة للف في رباطات ملونة من الكتان لا يقل طولها عن 140 م، وبعد سبعين يوماً وهي الفترة التي تستغرقها عملية التحنيط بكاملها ،و تبدأ مراسيم الدفن في مقابر تحت الأرض. وأضاف أن متحف التحنيط بالأقصر حافل بالكثير من المومياوات سواء للفراعنة أو لحيوانات مختلفة مشيراً الى ان المصرى القديم كان يعتقد انه يوجد اله ولكنه غير منظور وهذا ما دفعه لتحنيط هذه الحيوانات.