أكد البابا بنديكتوس السادس عشر الذي وصل الاثنين إلى تل أبيب أنه جاء لاسرائيل والاراضي الفلسطينية ليصلي من اجل السلام هنا ، وفي كل انحاء العالم ، ودعا لحل الدولتين كسبيل لانهاء الصراع مع الفلسطينيين. وقال البابا "أهيب بجميع المسؤولين طرق كل باب متاح في اطار السعي لتسوية عادلة للصعوبات القائمة حتى يتسنى للشعبين العيش في سلام كل في وطن خاص به داخل حدود امنة ومعترف بها دوليا." ولم يذكر البابا كلمة "دولة" وهي شيء قاوم رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد بنيامين نتنياهو أن يعد به الفلسطينيين رغم ضغوط واشنطن وحلفاء اخرين. غير أن اشارته لوطنين داخل حدود دولية توضح تأكيده على موقف الفاتيكان كما قال انه يجل ستة ملايين يهودي قتلوا في محارق النازي وانه سيتصدى لمعاداة السامية في كل انحاء العالم. وأضاف البابا الذي تعرض لانتقادات بسبب سياساته تجاه اليهود ومنها اعادة ترسيم أسقف انكر مقتل ستة ملايين يهودي على ايدي النازيين "انتهز فرصة تبجيل ذكرى ستة ملايين يهودي ضحايا المحرقة." مؤكدا "معاداة السامية تطل برأسها البغيض في اماكن كثيرة من العالم. هذا غير مقبول تماما. يجب ان تبذل كل الجهود لمكافحة معادة السامية اينما وجدت." ووصل البابا بنديكتوس السادس عشر الى اسرائيل ، حيث استعدت السلطات لاستقبال حافل للحبر الاعظم الذي جاء يوجه رسالة من اجل السلام والحوار خلال رحلته "للحج الى الارض المقدسة". وسيزورالبابا حتى الجمعة المواقع الرئيسية للمسيحية واليهودية والاسلام في الاراضي المقدسة ويلتقي القادة الاسرائيليين والفلسطينيين واهم رجال الدين في الديانات الثلاث. كما يتوجه الى نصب محرقة اليهود في القدس حيث نشرت اسرائيل ستين الف من افراد الشرطة وحرس الحدود لضمان امن البابا. وسيترأس بنديكتوس السادس عشر قداديس في القدس (الثلاثاء)والناصرة (الخميس)وبيت لحم في الاراضي الفلسطينية (الاربعاء). ويريد البابا في زيارته الاولى الى المنطقة منذ توليه مهامه في 2005 ان يقدم دعمه لمسيحيي المنطقة الذي يتراجع عددهم بدون توقف وان يوجه رسالة سلام وحوار بين الديانات. وقد زار البابا بنديكتوس السادس عشر امس المكان الذي يعتقد ان يسوع المسيح تعمد فيه على ايدي قريبه يوحنا المعمدان قبل اكثر من الفي سنة. والمواضيع الخلافية كثيرة بين اسرائيل والفاتيكان، من بينها الجدل حول دعوى تطويب البابا بيوس الثاني عشر.وتتهم الهيئة المشرفة على نصب محرقة اليهود (ياد فاشيم)هذا البابا (1939-1958)بعدم التحرك خلال المجزرة التي ارتكبها النازيون في حق اليهود. حماس تنتقد الزيارة من جانبها، انتقدت حركة حماس الاثنين الزيارة التي يقوم بها البابا بنديكتوس السادس الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية معتبرة انها "ستجمل من صورة الاحتلال" واعربت عن عن استغربها "من تسويق البابا لفكرة حل الدولتين". وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس في بيان صحافي "ان زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر للاحتلال الصهيوني تحديدا بعد ارتكابه مجزرة ومحرقة بحق أطفال ونساء وشيوخ غزة، واستخدامه أسلحة الدمار الشامل والمحرمة دوليا في قتل الأطفال وقصف المساجد والكنائس ودور العبادة ستجمل من صورة الاحتلال وستضعف من فرص ملاحقة قيادته كمجرمي حرب ارتكبوا مجازر ومحارق بحق الشعب الفلسطيني تحت سمع وبصر العالم أجمع". واضاف "نحن نستغرب تسويق البابا لفكرة حل الدولتين، فهذا يعني تأييد قيام دولة يهودية عنصرية متطرفة تشكل خطرا على الشعب الفلسطيني وتحديدا بعد تصريحاتهم العنصرية المتطرفة في القضاء على العرب وتهديد المصالح الفلسطينية والعربية وايمانهم بأن السلام لا يأتي الا الحرب". (ا ف ب)