كالنار التي تسري في الهشيم, سرت شائعة اختطاف الأطفال بدافع سرقة أعضائهم البشرية, وبالتالي بيعها لمن يحتاجها, لكن الواقع يؤكد أن حالات الاختفاء لم تكن أبدا لهذا السبب, وأن ما يتردد حول خطف الأطفال لسرقة أعضائهم هو مجرد شائعة روجها البعض, وتناقلتها الفضائيات علي غير الحقيقة. وقد حصلت الأهرام علي الأعداد الحقيقية لاختفاء الأطفال خلال الأيام الماضية, حيث تبين أن إجمالي الأعداد التي اختفت منذ بداية العام وحتي الآن هم65 حالة, عاد منهم48 حالة, بينما مازال هناك17 حالة جار البعث عنها في محافظات: القليوبية, والدقهلية, والشرقية, والمنيا, وبني سويف, حيث تبين أن معظم هؤلاء الأطفال كانوا قد خرجوا, وعادوا بعد ذلك بإرادتهم, أو من خلال فريق من البحث الجنائي الذي توصل إلي مكان اختفائهم, حيث كان معظم هذه الحالات من الأطفال يتعرضون إلي معاملة سيئة من الأسرة فهجروا منازلهم, لكن الجهود المتواصلة لرجال الأمن, والمتابعات المستمرة من السيد حبيب العادلي وزير الداخلية لهذه القضايا أسهم بصورة فعالة في عودة هؤلاء الأطفال, خاصة أن جميعهم في سن الزهور. ففي محافظة الدقهلية خلال الأشهر الأربعة الأولي من هذا العام, ومنذ انتشار هذه الشائعات, تم الإبلاغ عن اختفاء15 طفلا, وقد توصلت أجهزة الأمن إلي11 منهم, بينما مازال هناك4 أطفال يتم البحث عنهم, وفي محافظة المنيا تم الإبلاغ عن اختفاء11 طفلا, عاد منهم7 أطفال, ومازال البحث جاريا عن4 أطفال, أما في محافظة الشرقية, التي انتشرت فيها شائعة اختطاف الأطفال, ففد تم الإبلاغ عن12 حالة غياب, عاد منها11 حالة, ولم يتبق سوي حالة واحدة حيث تبذل أجهزة الأمن جهودها لإعادتها, وكذلك الأمر في محافظة بني سويف التي شملتها أيضا الشائعة بصورة كبيرة, فإن بلاغات الاختفاء بها بلغت3 حالات فقط, عادت منهم حالتان بينما تجري حاليا جهود مكثفة لإعادة الحالة المتبقية, أما في محافظة القليوبية فإن بلاغات الاختفاء بها وصلت إلي24 حالة, عاد منهم17, بينما مازال البحث جاريا عن7 آخرين. وحسبما يؤكد رجال الأمن بأن هذه الحالات تعد أمرا طبيعيا, وليس خارجا عن المألوف فهذه النسب لو تمت مقارنتها بالأشهر الأربعة الأولي أيضا من العام الماضي سنجد أن النسبة تكاد تكون قريبة من النسبة الحالية نفسها. ففي العام الماضي شهدت هذه المحافظات58 حالة غياب, عاد منهم51 حالة, بينما مازال البحث جاريا عن7 حالات, وهي: في محافظة القليوبية13 حالة غياب, عاد منهم10 حالات والبحث جار عن3 حالات, وفي الدقهلية8 بلاغات عادوا جميعا, ومحافظة الشرقية13 بلاغا, عاد منهم12 ولم يتبق سوي حالة واحدة, أما في محافظة بني سويف فحالات الغياب6, عاد منهم5 حالات وتتبقي حالة واحدة, وفي محافظة المنيا19 واقعة اختفاء, عاد منهم16 وجار البحث عن الحالات الثلاث الباقية. وقد أكد مصدر أمني مسئول أن هذه البلاغات تتعامل معها الشرطة بالفحص الجيد, وأنها لا تعدو سوي أن تكون بلاغات غياب عادية ولم تصل إلي حد الظاهرة, ولم يثبت علي الإطلاق وجود أي حالة كانت سببا لبيع الأطفال كما يروج البعض, فالحالة الوحيدة التي كان يظن البعض أنها حالة لبيع الأعضاء كانت لطفل عثر عليه في مدينة السلام, وكانت المفاجأة أن قاتله قام بنزع أجزاء من جسده, وتم العثور عليها بعد أن فشل في اغتصابه, وقتله, بشقته. ويضيف المسئول الأمني رفيع المستوي أن معظم حالات اختفاء الأطفال تزداد في الريف بصورة كبيرة كما هو واضح في هذه المحافظات الخمس نظرا لأن أسر هؤلاء الأطفال يتركونهم لفترات طويلة في الشارع, مما يجعلهم يتركون المنزل ويهربون, أو كما ثبت في العديد من الحوداث تعرض هؤلاء الأطفال للغرق وهم يلهون في النيل والترع, أما في المدينة فتقل نسبة اختفاء الأطفال نظرا لأن أسرهم يكونون أشد حرصا عليهم. ويضيف المسئول الأمني: هناك العديد من العجائب بل والطرائف التي تنشرها بعض الصحف وتنقلها بعض القنوات الفضائية أن هناك حالات اختفاء وسرقة أعضاء لهؤلاء الأطفال, بعدها يتم التوصل إلي أنها ليست كما ادعوا. وقد حصلت الأهرام علي العديد من أسماء الأطفال الذين تم الإبلاغ عن اختفائهم وعادوا خلال الأيام الماضية والأسباب التي دفعتهم للاختفاء. آخر هذه الحالات التي عادت كانت أمس الأول لطفلة وشقيقها الطفل الصغير, كانت إحدي القنوات الفضائية قد أجرت لقاء مع والديهما وقررا اختفاء ابنتهما حسناء محمود عبدالرحمن(15 سنة) وشقيقها عمر(4 سنوات) من مركز الفشن بمحافظة بني سويف, وقرر الوالدان أنهما لا يعلمان عنهما شيئا منذ شهر أغسطس من العام الماضي, ومن خلال فرق البحث الجنائي أشارت التحريات إلي أن الفتاة كانت علي علاقة بشاب تقدم لخطبتها, ورفضت أسرتها لصغر سنها, وأنها كانت تريد الزواج منه إلا أنه خذلها وتزوج بأخري فلجأت إلي شخص آخر واقترضت منه50 جنيها وحضرت بعد ذلك إلي القاهرة, وكانت المفاجأة العثور علي الفتاة بمؤسسة للرعاية الاجتماعية بالعجوزة, وشقيقها الطفل الصغير بمؤسسة للرعاية الاجتماعية بالعجوزة, وشقيقها بمؤسسة ببولاق الدكرور, وأنها غيرت اسمها إلي نور حمدي جمال, وشقيقها عمر حمدي, وتبين أن أحد الضباط كان قد اشتبه فيها هي وشقيقها وشخص آخر له معلومات جنائية بمنطقة الشرابية, وبالاستفسار عن اسمها ذكرت اسما مزورا وأنها من مدينة الإسماعيلية ووالداها متوفيان, وأن عمها قام بطردهما. وهناك طفلان تم الإبلاغ عن اختفائهما بقرية اللشت بالعياط, أحدهما يدعي عبدالسميع محمود, والثاني اسمه محمد مدحت عمرهما(8 سنوات), وظلت أسرتهما تبحث عنهما خلال الشهر الماضي, وكانت المفاجأة العثور عليهما غريقين بترعة المريوطية ولم تصدق أسرتاهما أنهما قد ماتا, وتبين أنهما كانا يعبران الترعة عبر كوبري صغير وانزلقت أقدامهما وسقطا في الترعة. وفي شهر مارس الماضي كانت أجهزة الأمن بالمنيا قد تلقت بلاغا من جابر علي عبدالعظيم باختفاء ابنته فاطمة(17 سنة) عقب توجهها لدرس خاص, وتبين في النهاية أنها لم تختطف لكنها خرجت بمحض إرادتها, وتوجهت إلي مدينة نصر بالقاهرة وعملت كخادمة داخل إحدي الشقق, وذلك لسوء معاملة الأسرة لها, ووجود خلافات دائمة بينها وبين أهلها. وفي محافظة الدقهلية تجمع مجموعة من الأهالي وقاموا بضبط شخص يدعي محمد إبراهيم بقرية المطرية مركز المنزلة بعد أن شاهدوه يقوم باختطاف طفلين شقيقين هما حسن جمال عبدالرحمن(5 سنوات) وشقيقته آلاء جمال, وكانت المفاجأة أنه عندما تم التحقيق معه من خلال النيابة العامة تبين أن الطفلين قد صعدا علي دراجته البخارية في أثناء قيامه بشراء بعض الأشياء فظن الأهالي أنه سوف يختطفهما علي خلاف الحقيقة, وقد أقر الشهود بالحقيقة بأن الطفلين كانا يلهوان علي الدراجة ولم يقم الشاب باختطافهما. أما الطفل الذي عثرت علي جثته أسفل الطريق الدائري بمدينة السلام فقد استطاعت أجهزة الأمن كشف غموض الحادث, وأن أعضاءه لم تسرق كما صور البعض, وتبين أنه يدعي كريم ربيع رمضان, وأن قاتله يدعي بدر محمود, وأنه قام بقتله وانتزع أعضاءه حيث إنه لا يستطيع الهروب به حتي لا يشاهده أحد, وفي أثناء التخلص من الجثة قام بتقطيع يديه وقدميه ولم يقم بتقطيع أجزاء من أعضائه الباطنية, وقد ظن الجميع أن المتهم يقوم بتقطيع أعضائه لبيعها. وفي الشرقية كان هناك بلاغ من سعدية يحيي سعد باختفاء نجلها ربيع محمد ربيع(12 سنة) الذي كان قد توجه لأحد الدروس الخصوصية ولم يعد, وبعد10 أيام عاد وقرر أنه ترك المنزل بسبب مشادة كلامية حدثت بينه وبين والدته ولم يختطف. كما تلقت أجهزة الأمن بالشرقية بلاغا من محمد عبدالوهاب( إمام وخطيب مسجد) عن اختفاء نجله إسلام(12 سنة) الذي كان متوجها لأداء امتحان نصف العام خلال شهر يناير الماضي, وبعد أسبوعين عاد وبرر غيابه بأنه ذهب للعمل بورشة لحام ببلبيس لاحتياجه لتوفير مبالغ مالية. أما أغرب هذه البلاغات علي الإطلاق فكان في محافظة بني سويف, حيث نشرت إحدي الصحف خبرا عن غياب فتاة تدعي صباح عبدالله وتم العثور علي جثتها وسرقة أعضائها, وكانت المفاجأة العثور علي هذه الفتاة حية, وقررت عدم صحة هذه الواقعة التي نشرت عنها تماما. أما خالد عادل( طالب بالابتدائي) فقد أبلغت أسرته باختفائه من محافظة بني سويف, وكانت المفاجأة أنه بعد10 أيام عاد إليهم وقرر أنه كان يلهو بمنطقة الهرم مع أصدقائه. وفي النهاية يتبين أن معظم هذه البلاغات عادية وليس كما يدعي البعض أنها سرقة أعضاء. وعلي الرغم من أن الشائعات تؤدي إلي قلق لدي الأمن فإنه رفض اقتراحا مقدما من عضو بمجلس الشعب بإنشاء جهاز لمكافحة الشائعات لأنه ضد حرية الرأي, وأنه إحدي الوسائل القمعية لكبت الرأي, وأنه ضد الديمقراطية. وكان الاقتراح قد شمل مشروع قانون لإنشاء جهاز لمكافحة الشائعات يتبع رئاسة الجمهورية, ويتضمن اثنتي عشرة مادة. ويشير المصدر الأمني إلي أن إنشاء جهاز منفصل يحدث ازدواجا في الاختصاصات وأنه لا يوجد له مثيل في المجتمعات الديمقراطية التي تتبني الحرية الشخصية وتجعل من حرية التعبير حقا دستوريا. ويضيف المسئول أن رفض الاقتراح يرجع إلي أن قانون العقوبات نص علي تجريم العمد في إطلاق شائعات كاذبة أو مغرضة أو بث دعايات مثيرة, إذا كان من شأن ذلك تكدير الأمن العام, كما أن وزارة الداخلية تقوم بالتصدي للشائعات, واتخاذ الإجراءات القانونية حيال مروجيها باعتبارها إحدي الجرائم التي نص عليها قانون العقوبات, كما أن هناك صعوبة في إنشاء مثل هذا الجهاز لتداخل اختصاصاته مع الاختصاصات الأصلية للسلطة التنفيذية للدولة ممثلة في الأجهزة المختلفة. الإجراءات في حالة الغياب وعند الغياب لابد من التوجه إلي قسم الشرطة التابع لمحل الإقامة لإثبات الواقعة لاتخاذ إجراءات النشر عنه والإدلاء بجميع بيانات الغائب, وأوصافه, والعلامات المميزة له, والأسباب الحقيقية لغيابه, وتاريخ الغياب, والأماكن التي يتردد عليها أو التي كان يقصدها قبل اختفائه, وتقديم صور له, والإخطار عند عودته لاتخاذ إجراءات كف البحث عنه. وتقوم الجهة( المركز أو القسم) فور تلقي البلاغ بالغياب بإخطار شرطة النجدة ببيانات الغائب, وأوصافه, وآخر مشاهدات له, ويتم إبلاغ جميع الأقسام, وإدارة البحث الجنائي, والإدارة العامة لاتصالات الشرطة لتعميم النشر عنه بجميع المحافظات, وكذا مصلحة الأمن العام لإدراجها بالحاسب الآلي بالبيانات والصور وإتاحتها لجميع الجهات, ويتم الاستعلام عنه أسبوعيا إلي أن تتم عودة الغائب.