في الوقت الذي زادت فيه عقود الزواج بنسبة17.6% فان معدلات الطلاق زادت بنسبة أعلي بلغت19% وهو مؤشر يعكس خطورة الوضع الاجتماعي في مصر في ظل الازمات التي لقصف بالحياة الزوجية وتهدد ملايين الاطفال. كما اوردت جريدة الاهرام المصرية فقد أوضح تقرير الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء ارتفاع عدد حالات الطلاق من65461 حالة عام2006 إلي77878 عام2007 واستأثرت المناطق الحضرية بنسبة54.7% منها وكانت أعلي نسبة طلاق في الفئة العمرية من25 الي30 عاما وفي المناطق الفقيرة. أما حالات الزواج فزادت من522887 عام2006 الي614848 عام2007 منها33.3% في المناطق الحضرية ووفقا لهذه المؤشرات فان مصر احتلت المرتبة الاولي في ارتفاع نسب الطلاق عالميا. اللواء ابوبكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء يري ان معظم الاحصائيات تشير الي ان نسب الانجاب والطلاق ترتفع في المجتمعات الأفقر مما يدل علي ان الفقر والجهل من أخطر التحديات التي يواجهها المجتمع. هذه الارقام والمؤشرات ناقشتها الدكتورة سعدية بهادر أستاذ علم نفس الطفل بمعهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس في الندوة التي نظمتها جمعية اطباء الطفولة أخيرا وأكدت خلالها أن الزواج نظام اجتماعي يتصف بقدر كبير من الاستقرار والمودة والرحمة وينتج عنه تكوين الأسرة التي هي البنية الأساسية للمجتمع ولكن كثيرا ما تظهر المشكلات وتطفو علي سطح الحياة الزوجية وتؤثر علي الأبناء تأثيرا خطيرا مما يجعلهم يشعرون بعدم الطمأنينة والأمان فتتولد لديهم مشاعر الخوف والقلق والتوتر وينعكس هذا علي سلوكياتهم التي تصبح غير سوية ومضطربة ويظهر ذلك في تصرفاتهم في شكل عناد وسرقة ونوبات غضب وعصبية زائدة واضطرابات الأكل والنمو والتبول اللا إرادي والتهتهة والثأثأة والحركات العشوائية اللا إرادية وتري أن أسباب تزايد معدلات الطلاق في مصر ترجع إلي عدم تأهيل الشباب المقبل علي الحياة الزوجية ولسهولة الزواج عند بعض الفئات الميسورة دون أن يتحمل الزوجان أي عناء أو مشقة. وقد يكون السبب هو عدم النضج العاطفي للزوجين نتيجة لزواجهما في سن صغيرة, خاصة في الريف أو نتيجة للتوقعات غير الطبيعية والخيالية ورغبتهما في العيش وكأنهما في فيلم سينمائي. أو لعدم اعتياد الفتيات علي القيام بالأعمال المنزلية قبل الزواج أو نتيجة نقص في المعلومات التي تصل إليهما أما د. سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس فأرجعت انتشار ظاهرة الطلاق, خاصة في السنة الأولي للزواج إلي الاهتمام بالجانب المادي في تجهيز العروسين دون وعي بأن الحياة الزوجية السليمة تقوم علي المشاعر والعواطف, وليست علي الماديات فقط. ويحتاج ذلك إلي أن يتعلم الشباب تحمل المسئولية.. ففي الخارج يوصف الشاب الذي لا يستطيع رعاية نفسه بأنه عاجز بينما لايزال مجتمعنا لا يعلم الشاب كيف يصبح رجلا مسئولا عن بيت, وكذلك لا يهتم المجتمع بتدريب الفتاة لتصبح ربة منزل أو كيف تتعامل مع زوجها.. لذلك لا يدرك الزوجان أن الحياة صعبة وأن بها أزمات عديدة يجب عليهما مواجهتها فالزواج ليس مجرد نزهة نما مجموعة مسئوليات من بينها أكل وشرب ومكواه وحمل وولادة ونظافة ومدارس. التزامات نحو البيت والأسرة, وتطالب د. سامية بضرورة إنشاء مراكز علمية لتدريب حديثي الزواج علي الحياة الزوجية والمشاركة في تحمل المسئولية وتوعيتهم بأهمية الاقتصاد المنزلي وعلم النفس وتربية الأطفال والصحة النفسية والجسمانية. وتساءلت: لماذا لا تدرب الامهات أطفالهن علي الاعتماد علي النفس منذ المرحلة الابتدائية حتي يصبحوا قادرين علي تحمل المسئولية وتضيف أنه في أحيان كثيرة تكون أسباب المشكلات الزوجية تافهة يمكن التغاضي عنها أو تجاوزها عندما يشعر كل من الزوجين بالآخر ويتحمل المسئولية ويتعاملان بود ورحمة ومرونة.