احتفل الرئيس الأميركي باراك أوباما مؤخراً بمرور 50 يوماً على تسلمه سدة الحكم في البيت الأبيض كأول رئيسٍ أسود في تاريخ الولاياتالمتحدة، وهو الحدث الذي أثار العالم من محيطه إلى محيطه وهز مشاعر الكثير من مواطنيه. ولكن فريقاً من الأميركيين، وهم الفنانون الكوميديون، لم يرى في فوزه ما يبشر بالخير وذلك للطبيعة التاريخية لانتخابه، أو لأنه على الأغلب لم يرتكب الكثير من زلات اللسان التي تصلح لأن تكون مادةً دسمة على موائد البرامج الفكاهية التي تعنى بقفشات السياسيين كما ذكرت جريدة " البيان " الاماراتية. وبعد أن كان هؤلاء يتسابقون لاصطياد تصريحات الرئيس السابق جورج بوش المثيرة للجدل، فإنهم تراجعوا إلى الخطوط الخلفية منذ بضعة شهور لأخذ استراحة المحارب مدفوعين لربما بنوعٍ من التعاطف الإيديولوجي مع أوباما، ذي الميول اليسارية التحررية وهو التيار الذي ينتمي إليه معظم مقدمي تلك البرامج، والمعادي بشكلٍ كبير لتيار اليمين المحافظ الذي ينتمي إليه بوش. وفي تتبعٍ لزلات لسان أوباما، على ندرتها، نجد أن سيد البيت الأبيض الجديد ورط نفسه أكثر من مرة في تصريحاتٍ مثيرة للجدل هو ورهطه سواء خلال حملته الانتخابية أم بعد أدائه القسم. فقد اضطر الرئيس الأميركي إبان حملته، وقبل عامٍ بالتحديد، إلى الانسحاب من كنيسة الثالوث المتحد التي كان ينتمي إليها وطرد القس في تلك الكنيسة جيراميا رايت من منصب مستشاره الديني وذلك بعد عظةٍ للأخير طالب فيها ب«التوقف عن بث الذعر في قلوب الناخبين بترديد اسم حسين أوباما وكأنه نوع من المرض»، فضلاً عن تصريحات أخرى لعن فيها الولاياتالمتحدة لأنها «تعامل السود على أنهم أقل من البشر». وبعد أن نجا أوباما من كلام مستشاره، أوقع نفسه في ورطاتٍ أثارت دهشة أنصاره الذين لطالما وصوفه ب «المفوه».. ففي أول مؤتمرٍ صحافي عقده بعد فوزه في شهر نوفمبر الماضي، صرح أوباما أن نوع الكلب الذي ستحصل عليه ابنتاه «أثار اهتماماً كبيراً على موقع الحزب الديمقراطي على الانترنت أكثر من أي شيء آخر تقريباً»، وذلك في خضم الأزمة المالية التي تعصف في البلاد، قبل أن يزيد الطين بلةً بقوله: «نفضل أن نحصل عليه من ملاجئ الكلاب، لكن من الواضح أن كثيراً منها هجينة مثلي!». وفي مؤتمرٍ صحافي آخر قبل أن يحلف اليمين الدستورية، اضطر أوباما إلى توجيه اعتذارٍ شديد إلى سيدة الولاياتالمتحدة الأولى سابقاً نانسي ريغان بعد أن استهزأ بها.. فحينما أجاب على سؤالٍ حول ما إذا كان طلب المشورة من رؤساء سابقين، أكد أنه «تحدث إلى الأحياء منهم». وبعد أن بدأ بعض الإعلاميين بالضحك، أضاف: «لم أود القيام بما تقوم به نانسي ريغان مثل استحضار الأرواح»، في إشارة إلى نانسي التي عرف عنها خلال عهد زوجها ولعها بالغيبيات واستشارتها الروتينية لمنجمين. ومؤخراً، انزلق أوباما في أتون زلة لسان أخرى، بعد أن أخطأ في لفظ اسم العاصمة الكندية أوتاوا واستبدلها باسم ولاية أيوا الأميركية خلال مؤتمرٍ صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر في أول زيارةٍ خارجية منذ تسلمه منصبه، قبل أن يستدرك خطأه وسط نظرات استغراب الحاضرين. لايزال أمام أوباما ثلاثة أعوام و10 أشهر تقريباً على أقل تقدير ليكمل مسيرة حكمه، وحتى ذلك الحين، سيتربص مقدمو البرامج الكوميدية والصحافيين حول العالم بكل شاردةٍ وواردة يتفوه بها الرئيس الأميركي لعلهم يظفرون بصيدٍ ثمين من لسانه