أكدت مصادر فلسطينية مطلعة الاربعاء أن ملفي الاعتقال السياسي وتشكيل الحكومة الفلسطينية يسيطران على اجتماعات لجان الحوار الوطني الفلسطيني المنعقد في القاهرة لليوم الثاني على التوالي برعاية ومشاركة مصرية وسط أجواء من التفاؤل الحذر. وقالت المصادر الفلسطينية " إن حركتي فتح وحماس والفصائل الفلسطينية المشاركة في حوار القاهرة اتفقت خلال اللقاءات والاجتماعات على ضرورة إنهاء ملف الاعتقال السياسي في الضفة الغربية وقطاع غزة بأقصى سرعة ممكنة وخلال أيام حتى لا يعرقل هذا الملف الحوار وجهود المصالحة". وحول ملف الحكومة ، أكد زكريا الأغا عضو وفد حركة فتح فى الحوار الفلسطيني وممثل الحركة فى لجنة منظمة التحرير أن فتح تؤيد أى شكل للحكومة يحقق المطالب الملحة للشعب الفلسطيني -والتى تتمثل فى رفع الحصار وفتح المعابر وتعيد إعمار ما دمره الاحتلال- وان تكون مقبولة من المجتمع الدولى ، موضحا أن اختلاف مسميات تلك الحكومة هو أمر لا تهتم به فتح كثيرا والمهم هو أن تحقق الحكومة أهدافها. حماس تطالب بحق اختيار رئيس الحكومة و قالت حركة المقاومة الاسلامية (حماس)الاربعاء انها ستطالب بحق اختيار رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد وكذلك أغلب شاغلي المناصب الوزارية في أي حكومة للوحدة مع حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال المسؤول في حماس مشير المصري ان أي حكومة جديدة لا بد أن تتشكل على ضوء نتائج الانتخابات التشريعية التي أُجريت عام 2006 والتي فازت فيها حماس بالأغلبية والتي يجب أن تتيح لحماس تشكيل الحكومة واختيار رئيس الوزراء على حد قوله. وقال المصري ان مثل هذه الديمقراطية يجب أن تكون الأساس الذي تُقام عليه أي حكومة فلسطينية يمكن تشكيلها. ودعا عباس الى تشكيل حكومة غير حزبية من التكنوقراط تشرف على إعادة الإعمار في قطاع غزة بعد هجوم اسرائيلي استمر 22 يوما في ديسمبر كانون الاول ويناير كانون الثاني الماضيين وتضع الأساس لانتخابات تشريعية ورئاسية جديدة. واستبعدت حماس أيضا قبول حكومة يرأسها رئيس الوزراء المدعوم من الغرب سلام فياض. وعين عباس فياض وحكومته في الضفة الغربية بعد أن سيطرت حماس على قطاع غزة عام 2007 ومن جانبه قال وليد العوض عضو المكتب السياسي في حزب الشعب الفلسطيني وممثل الحزب في لجنة منظمة التحرير الفلسطينية أن الحزب سوف يتبنى فكرة حكومة انتقالية متوافق عليها تقوم على فكرة القواسم المشتركة وتعمل على إعادة وحدة مؤسسات الوطن و التحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية و إعادة إعمار غزة. فيما أكد نافذ عزام القيادي بحركة الجهاد الإسلامي وعضو وفدها فى لجنة المصالحة أن روحا إيجابية تظلل أعضاء وفود الفصائل في القاهرة, مشددا على أن هناك رغبة حقيقية للخروج باتفاق ينهي حقبة الانقسام المقيتة". وكانت لجان الحوار الفلسطينى الخمس (الأمن ، والمصالحة ، والحكومة ، ومنظمة التحرير ، والانتخابات) اضافة الى لجنة الإشراف العليا قد واصلت أعمالها لليوم الثانى على التوالى بالقاهرة برعاية ومشاركة مصرية من أجل التوصل إلى توافق على هذه القضايا خلال بضعة أيام. وقال الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية الدكتور واصل أبو يوسف عضو لجنة التوجية والإشراف العليا للحوار للصحفيين أن أجواء العمل داخل اللجان بشكل عام كانت إيجابية والجميع أكد على ضرورة وضع جدولة لعمل اللجان وهيكلة أعمالها ،وسيتم مناقشة التفاصيل التي لها علاقة بآليات العمل القادمة. ولفت الى أن هناك بعض الخلافات في مناقشات اللجان خاصة لجنتى الحكومة والانتخابات ..موضحا أن التباين كان حول شكل الحكومة وبرنامجها السياسى وماهو الناظم لعمل الانتخابات : هل القانون الأساسي الفلسطينى (الدستور) أم قانون الانتخابات..مشيرا إلى أن الجهود تتركز على إيجاد صيغة توافقية محددة حول الموضوع. من جانبه، قال إبراهيم أبو النجا عضو اللجنة القيادية العليا لحركة فتح فى قطاع غزة ورئيس وفد فتح للجنة المصالحة الوطنية إن لجنة المصالحة الوطنية اتفقت على تشكيل لجنة دائمة للمصالحة تباشر عملها فى الضفة وغزة على حد سواء، وتشكيل لجان فرعية تابعة لها فى كل محافظة لتعويض الأفراد والممتلكات والمؤسسات والقيام بالمصالحة بين العائلات، وإنهاء كل ما ترتب عن أحداث الاقتتال. وقال"اليوم أعددنا مشروع ميثاق شرف، سينظم العلاقة الإعلامية والسياسية، والاجتماعية، والقانونية، والحريات عامة، والمشروع أخذ من القانون الأساسى القضايا الأساسية التى لا خلاف عليها على الإطلاق وفى حالة الالتزام بهذا الميثاق يكون شيئا مهما للغاية". وبخصوص التقدم التى تحقق في لجنة منظمة التحرير، قال أبو النجا "تم الاتفاق على أن يتم العمل بموجب ما تم الاتفاق عليه فى إعلان القاهرة 2005، حيث يدعو الرئيس محمود عباس اللجنة التى شكلت فى تفاهمات القاهرة 2005 لأن تباشر عملها بعد أن يتم الاتفاق على تشكيل الحكومة". وأضاف أن هذه اللجنة لها جدول أعمال معروف وتسعى لتهيئة الأجواء لانتخابات للمجلس الوطني، كما تقوم الحكومة بتهيئة الأجواء لانتخابات المجلس التشريعى، لافتا إلى أن هناك لجانا قطعت شوطا كبيرا كلجنة المصالحة الوطنية، ولجنة منظمة التحرير، وهناك لجان ما زالت لم تنجز الإنجاز الكبير، ما يستدعى تدخل اللجنة العليا السادسة التي تشرف على أعمال اللجان كافة. (أ ش أ / رويترز)