حيلة جديدة لجأ اليها العديد من التجار الذين تعرضوا لخسائر جديدة في الفترة الماضية ولم ينجح الاوكازيون أو أية عروض خاصة في تعويض خسائرهم اغلقوا محلاتهم وفتحوا شنطة سياراتهم ليعرضوا فيها بضائعهم وسط الميادين وبجوار الهيئات الحكومية ليصبح لهم محل متنقل بعيدا عن أعين الضرائب أو تكاليف الايجار أو فواتير الكهرباء والنظافة ولسان حالهم يقول "مكسب بائع متجول أفضل من خسارة صاحب محل" كما نشرت جريدة " الجمهورية " المصرية في ميدان الاسعاف ركن ابراهيم عمر سيارته وفتح حقيبتها وأخذ يعرض تشكيلة كبيرة من الملابس الرجالي والحريمي ويصيح علي بضاعته لجذب الزبائن اليه قال أنه كان يملك محلا ثم هرب من خسارته بهذه السيارة فمكسبه من المحل كان يكفي بالكاد الاشتراطات التي تدفع في التأمينات والحي والايجار وكان أمامه خياران إما أن يرفع سعر البضاعة لتغطية خسائره وهنا لن يشتري أحد منه وسيتكبد خسائر أكبر أو ان يعرض بضاعته في السيارة ويلف بها شوارع القاهرة ليكون له المكسب بالكامل ولا يتكلف سوي ثمن البنزين. واضاف ابراهيم عمر أن فكرة السيارة جعلته يتجنب مطاردات البلدية ولا يوجد في قانون المرور ما يجرم البيع من السيارة الملاكي كما أنه يركن السيارة في الأماكن المخصصة حتي لا يهرب من الضرائب للمخالفات المرورية. ووقف عزت أنور أمام احدي السيارات بشارع الجلاء يشتري بنطلونا ويقول إن ثمن أي بنطلون في محلات وسط البلد مع الاوكازيون لا يقل عن مائة جنيه ونفس البنطلون يشتريه من العربية بثمانين أو خمسة وثمانين جنيها كما أن اغلب الملابس صينية الصنع فلماذا يشتريها بسعر عال؟ ويري أحمد محمود - محامي - ان الشراء من الباعة الجائلين يعتبر "فناً" فهناك اشياء لديهم لا تجدها في المحلات الكبري ويحصل عليها بأقل الاسعار كما أن مشروع البيع من السيارة سوف ينجح لان البعض قد يخجل من الوقوف أمام بائع الرصيف لشراء قميص أو بنطلون أما البيع من السيارة الملاكي سوف يجذب الناس اليها كظاهرة جديدة. وأهم مميزات الشراء من السيارة أنها تجمع بين وجاهة المحل وامكانية الفصال مثل الباعة الجائلين كما تقول عزة سعد - طالبة - فعلي الرغم من الكساد الذي يعاني منه اصحاب المحلات لكنهم يغالون في اسعارهم ثم يشكون من توقف حركة البيع والركود. للفرجة فقط في شارع طلعت حرب وقف أصحاب المحلات يضربون كفاً بكف فالمحلات مفتوحة "للفرجة فقط" وحركة الشراء محدودة للغاية رغم الاوكازيون الشتوي. مصطفي عبدالحي - صاحب محل ملابس - يهاجم البضاعة المعروضة لدي الباعة الجائلين قائلا: بضائعهم تغري الزبائن بسعرها الرخيص ولكنها ليست من نفس الخامات التي تباع في المحلات ولا ماركة اصلية مثل التي لدينا واضاف ان الأحياء لا تقوم بدورها في مواجهة هؤلاء الباعة الذين يهربون بسياراتهم مع أول انذار لحملة الاشغالات. ويقول السيد العدوي - صاحب محل - انه قد يلجأ لنفس الأسلوب ويشتري سيارة ويدور بها في شوارع العاصمة فالحال واقف ولا يوجد بيع ولا شراء وندفع مصاريف لعشرين جهة والخسائر تحيط بنا من كل جانب. الدكتورة سهير معتوق استاذ الاقتصاد بتجارة حلوان تري أن ما يحدث هو احد اثار الازمة الاقتصادية العالمية فالكثير من اصحاب المحلات يتجهون للتهرب من الضرائب والايجارات وغيرها من الالتزامات التي تحد من مكاسبهم ليفتح البائع محله داخل سيارته الخاصة كمشروع يعود عليه بالمنفعة من كل ناحية سواء كخدمة له ولاسرته أو كمشروع مربح أو حتي اذا فشل مشروع بيع الملابس أو المأكولات فيمكنه تحويلها الي سيارة أجرة فهي فكرة غير قابلة للخسارة!!