منذ إطلاقه عام 1990 أحدث التلسكوب الفضائي هابل ثورة في علم الفلك حيث جمع 800,000 صورة غير مسبوقة للكون بعضها فريدة في جمالها. لقد قاد هابل ثورة في معرفتنا بالفضاء الكوني حيث ساعد في تحديد تاريخ الكون ( 13,7 مليار سنة)، واختراق أسرار النجوم ومعرفة تطورها منذ ميلادها وحتى موتها، واكتشاف الثقوب السوداء وقياس التمدد في حجم الكون. أصبح التاريخ ينقسم إلى "ما قبل" و"مابعد" هابل. كانت بداية التلسكوب هابل مربكة إلى حد ما فقد أخرت كارثة المركبة الفضائية شالنجر عام 1986 إطلاقه لعدة أعوام. وعندما اتخذ موقعه المداري على خط عرض 600 كم أصيب العلماء بذهول عندما اكتشفوا أن هابل الذي كلفهم 2 مليار دولار مصاب بقصر النظر. كان السبب عيب بسيط في المرآة الرئيسية قام بإصلاحه بعد ثلاثة أعوام فريق من رواد الفضاء تم إرسالهم على متن مركبة الفضاء إنديفور، بدأ بعد ذلك هابل يقوم بوظيفته بكفاءة. مع ذلك يقول العالم جوليان دلاكانتون من جامعة واشنطن إن الناس قد تندهش عنما تعلم أن حجم هابل متواضع جدا مقارنة بالتلسكوبات الحديثة. لكن بفضل قدرته الفائقة أتاح هابل العديد من الاكتشافات كما حدث عام 2007 عندما تمكن علماء من جامعة تكساس في الولاياتالمتحدة من اكتشاف المسافة بين الأرض وعشرات النجوم المتغيرة داخل مجرتنا وسمح ذلك بتحديد بدقة المسافة التي تفصلنا عن أي مجرة أخرى يكتشف نجم متغير بها. وقد قررت ناسا إرسال بعثة في مايو القادم لإجراء عملية صيانة لهابل حيث ستسمح بإطالة عمر تشغيله حتى 2013 بعد ذلك سيستبدل بالتلسكوب الجديد جيمس ويب الذي سيتم إطلاقه بواسطة الصاروخ آريان.