يجتمع اعضاء منتدى الدول المصدرة للغاز الثلاثاء في موسكو لتأسيس منظمة ذات طابع رسمي في الوقت الذي تساور فيه الدول المستهلكة مخاوف من إقامة منظمة على غرار منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك" ما من شأنه التأثير في تحديد الاسعار. وتؤسس المنظمة كبديل لمنتدى غير رسمي باسم منتدى الدول المصدرة للغاز يضم 16 دولة من بينها الجزائروإيران وقطر وفنزويلا واندونيسيا ونيجيريا. وصرح وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل ورئيس منظمة "أوبك" أن اجتماع موسكو سيخلص إلى التوقيع على اتفاقية إنشاء منظمة الدول المصدرة للغاز، كما سيناقش أهدافها وتنظيمها و الميزانية المخصصة لها، مشيرا الى ان من بين أهداف المنظمة الجديدة التنسيق ما بين الدول المصدرة للغاز ودراسة مشاريع لتطوير إنتاج الغاز إلى جانب إقامة مشروعات مشتركة. وأضاف أن اجتماع موسكو سيبحث تعيين رئيس المنظمة والأمين العام لها ومجلس المحافظين ورئيس المجلس مشيرا أن أربع دول هي الجزائروروسياوإيران وقطر تقدمت بطلب استضافة مقر المنظمة. من جهته قال وزير الطاقة الروسي سيرجي شماتكو الاثنين لصحيفة "روسيسكايا جازيتا" ان تطور الاسعار العالمية للنفط التي تعد مرجعا لاسعار الغاز ستكون بين العديد من المواضيع التي يتناولها الاجتماع معربا عن رفضه لفكرة انشاء "اوبك للغاز". واوضح ان الهدف من هذا المنتدى يتمثل في ضمان التوازن الذي لا بد منه بين مزودي الغاز وتنسيق السياسات بين الدول المنتجة والمستهلكة للمحروقات. واضاف "نحن نفكر في طريقة ارساء قواعد اللعبة، لكن لا تتوقعوا ان تكون سارية المفعول بداية من الاول من يناير/ كانون الثاني2009." وكان رئيس الوزراء الروسي فلادمير بوتين رفض في نوفمبر/تشرين الثاني 2008 فكرة اقامة "منظمة" للغاز ووصف مخاوف الدول المستهلكة بانها "لا اساس لها". وقال بوتين "لا احد بيننا سيتخلى عن جزء من سيادته في اتخاذ القرارات"، الا انه اضاف ان البلدان المنتجة للغاز "يجب ان تنسق تحركاتها وتبادل المعلومات والقيام بكل ما يلزم لضمان تزويد الاسواق العالمية بلا انقطاع بالمحروقات". ويرى المحلل الروسي فياتشوسلاف بونكوف انه "ما من سبب يدعو البلدان المستهلكة الى الخوف من احتمال اقامة اوبك للغاز لانه مبدئيا هناك فارق بين سوق النفط وسوق الغاز ما يجعل فكرة انشاء اتحاد للغاز غير ذي معنى". مشيرا إلى أن الغاز ينقل عبر انابيب وفي حال قرر منتج وقف البيع لا يمكن تعويضه في الحال بمنتج آخر، لذا فإن التشكيل الحر للاسعار في مجال الغاز غير قائم انه سوق ثنائي الاطراف. وأعلنت روسياوإيران وقطر التي تملك مجتمعة أكبر احتياطي عالمي من الغاز - 60 % من الاحتياطي العالمي- في نهاية اكتوبر/تشرين الاول 2008 إقامة "ترويكا" بهدف تنشيط مجموعة مصدري الغاز دون تحويلها إلى منظمة على غرار أوبك. غير أن وزير النفط الايراني كاظم وزيري همانه أكد حينها أن الدول الثلاث اتفقت على إقامة منظمة جديدة للبلدان المصدرة للغاز. وتختلف الاوضاع بين هذه الدول الثلاث، فروسيا هي اكبر مزود عالمي للغاز الطبيعي، في حين تطمح قطر لتبوء المرتبة الاولى في تصدير الغاز المسال، اما إيران فانها دولة مستوردة للمحروقات بسبب نقص الاستثمارات والارتفاع الكبير للاستهلاك الداخلي. ومنتدى الدول المصدرة للغاز هو منظمة غير رسمية تضم تقريبا ابرز الدول التي تملك احتياطيات من الغاز غير انه لا يمكن مقارنتها باوبك التي تعد منظمة فعلية تملك قانونا اساسيا وتفرض فيها القرارات على جميع الاعضاء. ويشارك في المنتدى وزراء الطاقة في 12 دولة مصدرة للغاز من بينهم روسيا وايران وقطر والجزائر وفنزويلا، فضلا عن النرويج - التي تعد ثالث مصدر للغاز في العالم بعد روسيا- وكندا اللتان تحضران الاجتماع بصفة مراقب. (وكالات)