تضاعفت اعداد الفقراء الجدد بالولايات المتحدةالامريكية مع استمرار ضغط الازمة المالية العالمية على أكبر اقتصادات العالم، وارتفع طلبات كوبونات الغذاء في احد بنوك الطعام خلال الاشهر الست الاخيرة من 2008 بنسبة 248%. وهو ما أرجعه بريان سميث رئيس العمليات في احد بنوك الغذاء في واشنطن الى امتداد الفقر والجوع من الطبقات الاجتماعية الاشد فقرا الى الطبقة المتوسطة وبالتالي اصبح لها حق في الحصول على كوبونات الغذاء. واوضحت كلارينس كارتر مدير قسم الخدمات الاجتماعية في واشنطن، انه عادة يتزايد عدد مستخدمي كوبونات الغذاء حين يكون الوضع الاقتصادي سيئا لكني لم اشهد مثيلا لهذا الوضع من قبل. والكوبونات في الواقع بطاقات خصم تستخدم في معظم المراكز التجارية، وللحصول عليها ينبغي ان يكون الدخل الشهري لاسرة من اربعة اشخاص ادنى من 2300 دولارا. وفي سبتمبر/ ايلول 2008 فاق عدد الامريكيين الذين لجأوا الى هذه الكوبونات للمرة الاولى 30 مليون شخص اي نحو 10% من السكان ويزدادون منذ ذلك الحين. وهو ما ارجعته الى ارتفاع معدلات البطالة التي وصلت مستوى قياسيا لم يسجل منذ 15 عاما وبلغت نسبتها 7.6% فضلا عن ارتفاع الاسعار. وهو ما اكدته فيليسيا براون التي تهتم بملفات التسجيل في هذه الوكالة التابعة لوزارة الخدمات الاجتماعية، قائلة "يأتينا عدد اكبر من العاطلين الذين تم طردهم للتو بسبب الوضع الاقتصادي وعدد اكبر من الشباب". وزار فيليسيا براون مواطن امريكي يدعى دونالد في الصباح الباكر حتى لا يخسر يومه الذي يمضيه في البحث عن عمل وزيارة مؤسسات، حيث قد يزور احيانا 30 شركة في يوم واحد. وفي تعليق على ما آلت اليه الاوضاع من سوء يقول دونالد ان كافة المؤسسات تقول انها لا تملك اموالا ولا تملك القدرة على توظيف عمالة جديدة في هذه الفترة، واضاف انه في السابق كان يكفي ان تنزل الى الشارع ويوظفك ماكدونالدز في الحال بكل بساطة، غير ان هذا الوضع انتهى. وبعد دونالد استقبلت فيليسيا طالبة في جامعة هاورد تدعى نيكيتا فورد لمساعدتها في اعداد اول ملف لطلب كوبونات غذاء، حيث لم يعد امامها خيار آخر غير الكوبونات لتحصل على الغذاء الملائم. وأضافت ان ما دفعها لذلك ارتفاع تكاليف الدراسة والسكن والغذاء، وهو ما دفعها الى التفكير في تخفيف وطأة العبء على كاهل ابويها ففي ظل الازمة اصبح من الصعب عليهما مدها بالمال بين الفينة والاخرى. ومن المصطفين للحصول على كوبونات الغذاء، دونالد فورتون البالغ من العمر 45 عاما والذي يرتدي ملابس رفيعة، وما يريده ليس الا ان يأكل حتى الشبع الامر الذي لم يكن يتصوره منذ ان فقد عمله قبل 4 اشهر. (أ ف ب)