أعادت دار نشر مصرية الاعتبار لرواية "الاسرى يقيمون المتاريس" للكاتب المصري فؤاد حجازي بعد أكثر من ثلاثين عاما على صدورها و"غيابها" عن مصريين يبحثون عنها رغم ترجمتها الى لغات منها الروسية والانجليزية. وأصدر حجازي نحو 30 كتابا بين الرواية والقصة القصيرة وقصص الاطفال والكتب النقدية. وكرمه مؤتمر أدباء مصر ونال جائزة الدولة في أدب الاطفال كما حصل على جائزة اتحاد كتاب مصر للابداع المتميز عام 2005 وما زال يؤدي دوره في نشر الابداع وبخاصة الاعمال الاولى لكتاب غير معروفين. والتحق حجازي بكلية الحقوق لكنه فصل منها عام 1959 بسبب نشاطه السياسي حيث شهد ذلك العام اعتقال كثير من الماركسيين واعتقل حجازي متنقلا بين عدة سجون قبل أن يشارك في حرب يونيو/حزيران 1967 التي انتهت باحتلال اسرائيل لهضبة الجولان السورية والضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية الفلسطينية وشبه جزيرة سيناء المصرية. لكنه لم يعد إلى مصر مباشرة بعد انتهاء الحرب المعروفة بحرب الايام الستة اذ تم أسره وظل ثمانية أشهر في سجن عتليت في اسرائيل حيث كتب روايته. وتعد الرواية وثيقة أدبية وتاريخية عن المعاملة التي لقيها الاسرى المصريون في اسرائيل والتي تبدأ بالاهانة وربما تنتهي بالقتل. والرواية نموذج لابداع الحياة نفسها في ظل ظروف قاسية حيث يتفنن السجناء في اغاظة السجان ودفعه الى الحيرة من تصرفات بسيطة منها رسم "النجمة الاسرائيلية السداسية" على قمصان بيض ثم احراقها رغم ما يؤدي اليه ذلك من اطلاق نار ووقوع جرحي. كما لم تتوقف محاولات الهرب من المعتقل السيء "أهون عندنا أن نتعرض للرصاص الذي يطلقه الحرس الاسرائيليون عند التسلل من أن نتعرض للبرد القارس والامطار." وكانت الرواية قد صدرت عام 1976 في طبعة متواضعة المستوى ضمن سلسلة " أدب الجماهير" وهي دار نشر صغيرة يملكها حجازي ويديرها من مدينة المنصورة شمالي القاهرة حيث يعيش. (رويترز)