غير اكثر من ربع الاميركيين عقيدتهم الاصلية التي نشأوا عليها منذ الصغر واعتنقوا ديانة اخرى او اصبحوا من غير دين محدد، وذلك وفق استطلاع حول الانتماء الديني للمواطنين الاميركيين اجراه منبر بيو حول الدين والحياة العامة. وقد حمل التقرير عنوان «استطلاع الساحة الدينية في الولاياتالمتحدة» الذي قدم صورة تنم عن عدم الاستقرار والتنوع في ما يتعلق بالوضع الديني في البلاد. واننا اذا اضفنا التحولات التي تمت في اوساط المنتمين الى المذاهب البروتستانتية تصل نسبة من غيروا ديانتهم الى 44 %. وكان الباحثون ولفترة امتدت لجيل تقريبا لاحظوا ان عدداً متزايدا من الاميركيين بدأوا ينتقلون فيما بين العقائد المختلفة وان قوة الانتماء الديني قد بدأت تخف، بيد ان الاستطلاع الذي اجري عبر الهاتف مع اكثر من 35 الف اميركي يقدم نظرة اوضح للوضع الديني، فالتعداد السكاني الذي يجري في البلاد لا يشمل احصاءات تشير الى الانتماء الديني. واوضح الاستطلاع، على سبيل المثال ان كافة الديانات باتت تفقد منتمين لها وتكسب اخرين، غير ان الكنيسة الكاثوليكية الرومانية «شهدت اكبر خسارة نتيجة تلك التغيرات في الانتماءات الدينية» وفي الوقت ذاته اشار الاستطلاع الى ان نسبة 16 في المائة من الاميركيين ذكروا انهم لا ينتمون الى اي من الديانات مما يجعل من غير المنتمين الى الديانات رابع اكبر «مجموعة دينية» في اميركا. ففي الثمانينات من القرن الماضي اشار الاستفتاء الاجتماعي العام الذي اجراه مركز ابحاث الرأي العام الوطني ان نسبة تتراوح فيما بين 5 الى 8 في المائة من السكان تصف نفسها بانها غير منتمية الى دين معين. واستطلاع بيو الجديد كان قد اجري في الفترة ما بين مايو الى اغسطس من عام 2007، وقد ذكرت نسبة تصل الى 7 في المائة من المواطنين انها لم يكن لديها انتماء ديني في الصغر، وقد بلغت هذه النسبة 16 في المائة بالنسبة للراشدين، ومن لا ينتمون الى اية ديانة هم بصفة عامة من الذكور ممن هم تحت سن الخمسين، وجاء في الاستطلاع ان «قرابة خمس الذكور ذكروا انه ليست لديهم انتماءات دينية مقارنة بنسبة حوالي 13 في المائة للاناث». بيد ان ارتفاع نسبة غير المنتمين لاي دين لا يعني ان الاميركيين قل لديهم الاعتقاد الديني، وقال الباحثون ان رد غير المنتمين على السؤال كان في الاغلب بانهم «لا ينتمون الى دين محدد» واشاروا الى انهم سوف يتحرون اكثر عن معتقداتهم وممارساتهم، وان كان عدم الانتماء سوف يستمر معهم عند بلوغ سن الشيخوخة. وتوصل الاستطلاع الى ان الهجرة باتت تؤثر على الوضع الديني في اميركا فمعظم المهاجرين هم من المسيحيين ونصفهم تقريبا من الكاثوليك، والمسلمون ينافسون المرمون فيما يتعلق بكبر حجم الاسرة، والهندوس من افضل المتعلمين ومن بين اكثر الجماعات ثراء.