أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الثلاثاء أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في "الاتحاد من أجل المتوسط" وافقوا على مشاركة جامعة الدول العربية في كافة الاجتماعات الوزارية والقطاعية وكبار المسئولين والخبراء في إطار الاتحاد، بما يعني مشاركة الجامعة العربية بالكامل في مبادرة "الاتحاد من أجل المتوسط،" حيث إن لديها الكثير مما تقدمه في هذا الصدد. وأضاف أبو الغيط خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الفرنسي بيرنار كوشنير في ختام اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد من أجل المتوسط في مرسيليا، أن الوزراء المشاركين اتفقوا على وثيقة سياسية تتناول الوضع في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية وتؤيد مبادرة السلام العربية وتأخذها كأساس للمفاوضات القادمة بين الفلسطينيين وإسرائيل. وأشار وزير الخارجية الفرنسي أن الرئيسين حسني مبارك والفرنسي نيكولا ساركوزي سيجريان مشاورات الشهر القادم بالقاهرة وربما أواخر الشهر الحالي حول سبل دفع مسيرة الاتحاد من أجل المتوسط، على ضوء نتائج اجتماع مرسيليا. من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي بيرنار كوشنير إن اجتماع مرسيليا حقق نجاحا في التوصل إلى اتفاق بشأن مشاركة الجامعة العربية والإعلان السياسي الصادر عن الاجتماع وتضمينه مبادرة السلام العربية للمرة الأولى وخريطة الطريق ومباديء مؤتمر أنابوليس، ودعم المفاوضات السورية الإسرائيلية غير المباشرة. وأضاف أن المؤتمر خرج بتشكيل سكرتارية تتولى تنفيذ مشروعات ملموسة في ستة قطاعات أساسية، مشيرا أن هذا الأمر يتطلب تعيين 6 مناصب كسكرتير عام مساعد للاتحاد، حيث كان هناك اتفاق على تعيين 5 مساعدين (اثنين من دول شمال المتوسط و3 من جنوب المتوسط أحدهما إسرائيلى والآخر فلسطيني)، وطلبت تركيا صباح الثلاثاء أن يكون لها سكرتير عام مساعد، وهذا الأمر ستتم مناقشته في وقت لاحق. وقال كوشنير إنه سيتم دخول إدارة جديدة للاتحاد بالتنسيق مع التشيك التي ستتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي في النصف الأول من عام 2009 بحيث ترأس التشيك مع فرنسا ومصر الاتحاد من أجل المتوسط. وأضاف أن مسألة سكرتير عام الاتحاد ومساعديه سيتم حسمها بين الرئيسين مبارك وساركوزي اللذين يتوليا الرئاسة المشتركة للاتحاد من أجل المتوسط بالتشاور مع نظرائهما الآخرين. وحول مشاركة جامعة الدول العربية في اجتماعات الاتحاد من أجل المتوسط، أوضح أحمد ابو الغيط أن الجامعة ستشارك في كافة اجتماعات الاتحاد وسيكون لها الحق في الحديث دون أن يكون لها حق التصويت لأن الجامعة العربية تشارك بصفة مراقب. وقال كوشنير إن التحفظات التي صدرت عن الجزائر، سيتناولها الرئيسان مبارك وساركوزي بالتشاور مع شركائهما من رؤساء الدول الأعضاء بالاتحاد. من جانبه، أوضح أبو الغيط ان الأمر لايتعلق بتحفظات وإنما بنقاط سيتناولها الرئيسان مبارك وساركوزي. وأشار كوشنير أن هناك ستة أولويات لتنفيذ المشروعات وهى الأمن البحري والطاقة والنقل والزراعة والمياه والبيئة لإزالة التلوث في 84 منطقة بحوض البحر المتوسط ، مضيفا أن المشروعات التي سبق طرحها من جانب الدول ستحال على سكرتارية الاتحاد عندما يتم تشكيلها. وفى هذا الصدد، أكد أبو الغيط أن الدول الأعضاء بالاتحاد ستقدم مقترحاتها بشأن تنفيذ المشروعات في كل قطاع من القطاعات، حيث قدمت بالفعل كل من مصر وفرنسا وإيطاليا واليونان وتركيا مقترحاتها في هذا الشأن. وأضاف أبو الغيط أن تنفيذ هذه المشروعات الضخمة سيأخذ عقودا من الزمن، مشيرا أن المتوسط سيشهد مشروعات مشتركة. وتعليقا على موافقة إسرائيل - للمرة الأولى - على تضمين المبادرة العربية في الإعلان السياسي لاجتماع مرسيليا، قال أبو الغيط إنه يرى في هذا الأمر تقدم في الموقف الإسرائيلي، مشيرا أن ممثل إسرائيل قال خلال الاجتماع "إن المفاوضات التي تجريها إسرائيل ستأخد المبادرة العربية كأساس لها" وهذا موقف متقدم من جانب إسرائيل. وأضاف أبو الغيط أنه يبقى أن نرى على الأرض وأثناء المفاوضات الأداء الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين وسوريا وأخيرا لبنان إذا ما بدأت المفاوضات بينها وبين الإسرائيليين. وأكد كوشنير أن الاتحاد من أجل المتوسط من شأنه تعزيز التقارب بين الاتحاد الأوروبي ودول المتوسط، بفضل المشروعات المشتركة التي سيتم تنفيذها، منوها أيضا بتغير المناخ بين إسرائيل والدول العربية بشكل كبير، حيث قبلت إسرائيل مشاركة جامعة الدول العربية في كل اجتماعات الاتحاد، كما أشارت إسرائيل إلى اهتمامها بمبادرة السلام العربية، بما يعكس أن روح السلام بدأت تسود، مع الأخذ في الاعتبار غياب حكومة إسرائيلية وإدارة أمريكية. (أ ش أ)