يلتقي علماء دين مسلمون مع البابا بنديكت السادس عشر ومسئولين كاثوليك هذا الأسبوع على أمل أن يوافق الفاتيكان على خطة مشتركة لإدارة الأزمات لنزع فتيل التوترات التي تندلع بين المسيحية والأسلام. ويقول علماء الدين المسلمون أنه كان من الممكن تفادي الاحتجاجات العنيفة التي شهدها العالم الإسلامي بعدما نشرت صحف دنمركية رسوما كاريكاتورية للنبي محمد لو تحدث المسيحيون والمسلمون ورفضوا هذه الاضطرابات والاستفزازات التي أدت اليها. ويأتي هذا الاقتراح ضمن عدة أفكار تنادي بتعزيز الحوار بين الأديان تقدمها جماعة "كلمة سواء" في المحادثات التي تعقد بين الرابع والسادس من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، والجماعة عبارة عن تحالف واسع من قادة وعلماء دين مسلمين يسعون للحوار بين أكبر ديانتين في العالم. وقال ابراهيم كالين وهو عالم دين اسلامي من تركيا والمتحدث باسم الجماعة "يجب أن نطور آلية للرد على الازمات حتى يمكن أن نجتمع وندلي ببيان مشترك اذا ما نشبت مجددا أزمة رسوم." وأضاف سهيل ناخودا رئيس تحرير مجلة "اسلاميكا" ومقرها عمان ان الجانبين المسيحي والمسلم يجب أن يعلنا رفضهما للاضطهاد الديني مثل قمع الاقلية المسيحية في العراق. وصدر بيان جماعة "كلمة سواء" في أكتوبر تشرين الاول من عام 2007 ردا على الكلمة التي ألقاها البابا في جامعة ريجنسبورج الالمانية قبل عام. ودعا البيان كنائس مسيحية الى حوار جديد بين الاديان يستند الى المبادئ المشتركة مثل حب الله والجار. واندلعت احتجاجات عنيفة في دول اسلامية بعدما أشار البابا في كلمته الى أنه يعتبر الاسلام دينا عنيفا وغير عقلاني، وقالت الجماعة ان هذا الامر أشار الى وجود جهل متبادل وأن هناك حاجة لدفعة جديدة من التعاون. واقترح مبعوثو "كلمة سواء" في اجتماعات العام الحالي مع قادة غالبيتهم من البروتستانت عقد جلسات حوار منتظمة وتبادل طلاب وكذلك قوائم مواد للقراءة وأفكارا أخرى لمساعدة المسيحيين والمسلمين على معرفة المزيد عن بعضهم البعض. وقال كالين وهو أستاذ في الدراسات الاسلامية بجامعة جورج تاون في واشنطن ان التعاون بين الكنائس والمساجد في هولندا نزع فتيل توترات بعد أن أطلق السياسي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز فيلم (فتنة) المعادي للاسلام في وقت سابق من الشهر الحالي. ويجمع بيان جماعة (كلمة سواء) الذي وقع عليه 271 شخصا حتى الان مسؤولين وعلماء دين مسلمين بارزين من جميع أنحاء العالم. وسيقود وفد الجماعة المكون من 24 عضوا في محادثات الفاتيكان مفتي البوسنة مصطفى سيريتش. وسيترأس الكاردينال جان لوي توران رئيس المجلس البابوي للحوار بين الاديان الوفد الكاثوليكي الذي يضم 24 من مسؤولي الفاتيكان وخبراء كاثوليك في الاسلام. ويصل عدد المسيحيين في العالم إلى ملياري شخص أكثر من نصفهم من الكاثوليك بينما يبلغ عدد مسلمي العالم 1.3 مليار شخص. وسيعقد الوفدان محادثات مغلقة حول اللاهوت يوم الثلاثاء ثم قضايا الاحترام المتبادل يوم الاربعاء بما في ذلك مسألة الحرية الدينية في الدول الاسلامية والتي يحرص الفاتيكان على مناقشتها على وجه الخصوص، ويجتمع الوفدان بالبابا الخميس قبل أن يعقدا جلسة مناقشة علنية عصر ذلك اليوم. (رويترز)