العمل في مجال الطيران المدني أمل وطموح كثير من الشباب الراغب في الانطلاق والترحال ورؤية الجديد في كافة أنحاء العالم وإنجاز خطوات مهنية ملموسة، لكن ما هي المتاعب التي يواجهها العاملون بهذا المجال الذي يبدو شيقا ومثيراً؟ يقول كابتن طيار محسن رأفت 34 عام الذي التقته مندوبة موقع أخبار مصر www.egynews.net بعد أن هبطت طائرته في مطار القاهرة ويبدو علية الإرهاق والتعب: رغم حبي الشديد لهذه المهنة التي يراها الكثيرون شيقة ومثيرة إلا أننى أراها مهنة شاقة للغاية ومليئة بالمتاعب والمغامرات والخطر أحيانا ولكننا كلفنا بذلك ووهبنا حياتنا لخدمة الآخرين. وعن الصفات الواجب توافرها في تلك المهنة يقول كابتن محسن ، مهنة الطيران تحتاج إلى شخصية قيادية لديها مقدرة على التحمل والمثابرة فنحن نطير في أي وقت من اليوم ولمدد طويلة جدا ، وأحيانا نطير أكثر من مرة في نفس اليوم ، وخاصة في ذلك الوقت من العام حيث تنظم رحلات إضافية الأمر الذي يؤثر على حياتنا العائلية ، فزوجتي في حالة شكوى دائمة بسب عدم تواجدي المستمر وأنا أعذرها تماما. ويضيف قائلا كما أننا نتعرض لظروف صعبة كثيرة ، أحيانا ترجع إلى الظروف الجوية غير الملائمة وخاصة المطبات الهوائية التي تجبرنا أحيانا إلى تغير المسار والهبوط الاضطراري ، وأخرى ترجع إلى بعض المشاكل التي يثيرها ركاب الطائرة ويجب علينا التصرف فيها بحكمة ولياقة. ويحضرني الآن موقف طريف لايذهب من ذكراتي لأحد الركاب فقد أصر على أن يفتح شباك الطائرة ، وحوالنا إقناعة بعدم جواز ذلك لأنه يعرضنا للخطر جميعا ، ولكنه أصر على موقفة، وقال إنه يقوم بفتحه فى السيارة الأجرة ببلدته ويريد فعل ذلك هنا أيضا ظل هكذا طول الرحلة. عن الموقف الإنسانية الصعبة التي تعرض لها قال إنه تعرض لموقف في غاية الصعوبة وأثر فيه كثيرا وهو عائد من رحلته الأخيرة ،حيث اضطر أن يرفض عودة مجموعة من الركاب المصريين المصابين بحروق بالغة الخطورة معه على الطائرة ، وذلك لعدم إكمالهم للإجراءات الطبية والأمنية اللازمة لسفرهم ، وخوفا من تعرضهم لضغوط توثر على حالتهم الأمر الذي يعرضه لمسئولية كبيرة بصفته المسئول الأول في الطائرة. وبسؤلة عما إذا كان يتمنى أن يعمل بمهنة أخرى غير ذلك فماذا كان يحلم أن يكون؟ قال: أنا أعشق الطيران منذ الصغر، وأحلم أن أطوف بطائرتي جميع أنحاء العالم ، لذلك فأنا أحب مهنتي كثيرا حيث أضفت إلي شخصيتي صفات كثيرة ، مثل الإقدام، واتخاذ القرار السليم والتعامل مع المواقف الصعبة والشدائد بهدوء وحكمة، ومعرفة قيمة الوقت فأنا أومن بالمثل الإنجيلزي الذي يقول الوقت هو الحياة. وأكدت مروة أنور 32 عام المضيفة بشركة مصر للطيران أنها تحب عملها كثيرا ، لأسباب عديدة منها أنها تعشق السفر والموضة، وتحب كثيرا أن تقضي معظم وقتها في الجو، وقد حقتت حلمها هذا بالعمل مضيفة طيران ورغم معارضة والدتها المذيعة الراحلة التي كانت تتمنى أن تعمل ابنتها فى نفس المجال الإعلامى معها. وعن الشروط التى أهلتها للعمل بمجال الطيران تقول مروة يجب على المضيفة أن تجيد أكثر من لغة ، وأن لايقل طولها عن 167 سم ، ويكون وزنها مناسبا للطول ، بالإضافة إلى اللباقة وحسن معاملة الآخرين. وتضيف قائلة مهمتنا صعبة للغاية فنحن نتعامل مع شخصيات مختلفة الثقافات والمستويات لذلك يجب علينا التعامل معهم بذكاء ولباقة، وأن نحتوي مشاعرهم خاصة في الظروف الصعبة التي من الممكن أن تحدث في الرحلة. وعن المواقف الطريفة التي حدثت لها أثناء الطيران تذكر مروة راكبة حاولت إخفاء كلبها فى الحقيبة بدلا من وضعة داخل الصندوق الخاص به أسفل الطائرة مع الأمتعة والشنط ، وعندما اكتشفنا ذلك قررت أن تلغي الرحلة لعدم السماح لها بأخذه.