يراهن صانعو السيارات في السعودية -أكبر مصدر للنفط في العالم- على استمرار النمو في الإنفاق بالرغم من هيمنة المخاوف من الركود على أغلب الاقتصاد العالمي. ففي الوقت الذي يعانى فيه المواطنون السعوديون العاديون خلال عام 2007 من ارتفاع التضخم الى أعلى مستوى في 30 عاما فإن النخبة بالمملكة ظلت تنعم بالازدهار. فقد أكد تجار في معرض للسيارات الفارهة بمدينة جدة أن المبيعات لا تزال مرتفعة، وتوقعوا زيادتها في المملكة البالغ عدد سكانها 25 مليون نسمة والتي انتعش اقتصادها في السنوات الأخيرة بفضل ارتفاع أسعار النفط الى مستويات قياسية. ويرى عبد الله الشماسي أحد منظمي المعرض ان السوق السعودية ستظل قوية حتى اذا تراجع النفط الى 40 دولارا للبرميل. وأوضح أن الأزمة العالمية الحالية لها تأثير على معارض السيارات الفارهة في أوروبا و الولاياتالمتحدة لكنها لم تؤثر بعد على منطقة الخليج ويرجع هذا الى أن مستوى الدخل في الخليج لا يزال مرتفعا." وقال راينر براون مدير المبيعات لدى شركة محمد يوسف ناجي للسيارات التي تستورد السيارات "بي.ام. دبليو" وغيرها أنه نظرا لأن سوق السيارات الفارهة في السعودية هي الأكبر بمنطقة الخليج فهي محور الاهتمام المحتمل بالنسبة لمجموعة بي.ام.دبليو. وأضاف "من المؤكد أن الأزمة العالمية ستؤثر على كل الاسواق في أنحاء العالم لكن... الشرق الاوسط سيكون على الارجح أكثر (الاسواق) استقرارا." ويوافقه الرأي كريستيان فون كوينيجسيج رئيس "كوينيجسيج اوتوموتيف السويدية" -والذي كان في جدة لعرض سيارة سعرها 1.5 مليون يورو (1.87 مليون دولار)- فيقول إن أغلب عملائه في المنطقة لا يتأثرون بمثل هذه التغيرات. وأردف "أعتقد أن السوق ستستقر خلال الشهور القليلة القادمة ونأمل ألا يؤثر الوضع على هذه الشريحة." ويتوقع ممدوح خياط مدير عام شركة تقنية السيارات السريعة (فاست) التي تستورد السيارات "فيراري" و"مازيراتي" الرياضية استمرار نمو مبيعات السيارات الفارهة. وأضاف أن شركته باعت خلال عام 2008 حوالي 118 سيارة مازيراتي بسعر 700 ألف ريال (186700 دولار) للسيارة الواحدة وتتوقع بيع 120 في عام 2009. واوضح القائمون على المعرض ان السيارات التي تحمل العلامة التجارية "مرسيدس" و"بي.ام.دبليو" من بين أكثر السيارات شعبية في الفئة الاعلى ثمنا. ويتزايد عدد الشبان السعوديين الذين يقودون سيارات تحمل علامات تجارية مثل "ليكزاس" و"بورشه"، كما ارتفع عدد مستخدمي الدراجات النارية من النوع "هارلي ديفيدسون" مع تكون أندية لعشاقها في الرياضوجدة. وتراجع سعر النفط دون 70 دولارا للبرميل خلال اكتوبر/تشرين الاول 2008 منخفضا بنسبة 50 % عن مستوياته القياسية التي بلغها في وقت سابق من عام 2008 مما اثار مخاوف بشأن تراجع الايرادات السعودية، لكن الحكومة لا تزال تتوقع تحقيق نمو في العامين 2008 و2009. فقد أكد حمد سعود السياري محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي) الإثنين قوة اقتصاد المملكة وقال إن توقعات النمو الاقتصادي في المملكة لا تزال قوية لهذا العام وعام 2009. وأفاد البنك المركزي أن صادرات المملكة من النفط الخام والبتروكيماويات قد تتضرر بسبب الأزمة العالمية وأشار أن التراجع سيؤدي كذلك إلى تراجع أسرع في معدل التضخم. (الدولار يساوي 3.75 ريال سعودي)