أقر الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز الإثنين بإخفاق المشاورات لتأليف حكومة جديدة، مما يمهد لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة. وقال بيريز في رسالة إلى رئاسة البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) "بعد التشاور مع كل ممثلي الأحزاب، لا أرى إمكانية تشكيل حكومة". وينص التشريع الإسرائيلي على أنه في حال لم يتمكن النواب من التوافق على موعد للانتخابات خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة اعتبارا من الإثنين، فإن البرلمان يتخذ قرارا بحل نفسه على أن تجري الانتخابات بعد تسعين يوما. بهذا تتجه إسرائيل نحو إجراء انتخابات مبكرة من المرجح أن تقضي على أية فرص باقية للتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين العام الحالي بعد أن تخلت وزيرة الخارجية الإسرائيلية وزعيمة حزب كديما الحاكم تسيبي ليفني عن جهود تشكيل حكومة. كانت رئيسة حزب كاديما تسيبي ليفني قد دعت الأحد إلى إجراء انتخابات مبكرة "في أسرع وقت" بعدما أخفقت في تشكيل حكومة ائتلافية. وقالت ليفني بعد لقائها بالرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز "أبلغت الرئيس بأنه في ظل الظروف الراهنة ينبغي أن نسرع في إجراء انتخابات." وأضافت أن الشركاء السياسيين المحتملين قدموا مطالب مستحيلة خلال أسابيع من المساومات سعى خلالها حزب شاس الديني المتطرف إلى زيادة كبيرة في الإنفاق على الرعاية الاجتماعية. وتابعت ليفني في تصريحات بثتها وسائل الإعلام "هناك ثمن لايمكن دفعه، وثمن آخر مستعدون لدفعه، لكنني لست مستعدة لعمل ذلك على حساب البلاد وشعبها لمجرد أن أصبح رئيسة للوزراء." وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن حزب كديما سيطرح الإثنين مشروع قانون لحل البرلمان وتحديد موعد جديد للانتخابات عندما يجتمع أعضاء البرلمان بعد عطلة صيف طويلة لكن الاقتراح لن يخضع بالضرورة لتصويت فوري. ويتوقع معلقون سياسيون أن تجرى الانتخابات في 17 فبراير شباط أي قبل أكثر من عام من الموعد المقرر لها. كان بيريز طلب الشهر الماضي من ليفني أن تشكل حكومة بعد أن استقال رئيس الوزراء إيهود أولمرت إثر فضيحة فساد. ويظل أولمرت رئيسا للوزراء لحين تشكيل حكومة جديدة. وقال بيريز وليفني تقف إلى جواره إنه سيجري وفقا للإجراءات القانونية مشاورات خلال الأيام الثلاثة المقبلة مع زعماء الأحزاب الأخرى مضيفا أن الانتخابات ليست مأساة. وتوقعت معظم استطلاعات الرأي أن يفوز بالانتخابات حزب ليكود اليميني بزعامة رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو الذي يعارض تقديم تنازلات كبيرة فيما يتعلق بالأراضي للفلسطينيين. وقال مفاوض السلام الفلسطيني صائب عريقات إنه يتمنى أن يختار الإسرائيليون مواصلة عملية السلام. وكانت الولاياتالمتحدة تأمل التوصل إلى إطار اتفاق على الأقل بشأن إقامة دولة فلسطينية قبل أن يترك الرئيس الأمريكي جورج بوش البيت الأبيض في يناير كانون الثاني 2009. وقالت ليفني في تصريحات للقناة العاشرة الإسرائيلية إنها لا تستطيع استبعاد إجراء محادثات في المستقبل بشأن تقسيم مدينة القدس التي تعتبرها إسرائيل عاصمتها ويريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المحتملة. (رويترز)