افتتحت الثلاثاء المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية رسميا تجربتها لاستكشاف نشأة الكون رغم أن عطلا فنيا في الشهر الماضي أوقفها خلال أيام من بدئها. ووسط إجراءات أمنية مشددة توجه كبار العلماء والوزراء إلى موقع المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية مترامي الأطراف على الحدود الفرنسية السويسرية من أجل حضور حفل افتتاح أكبر تجربة علمية يتم إطلاقها وتتحرى عن الوحدات البنائية للمادة لفهم طبيعة الكون. وقال رئيس الوزراء فرانسوا فيون كبار الفلاسفة وكبار المتصوفين وكبار الشعراء لم يتوقفوا أبدا عن التأمل في هذه الأسرار سر المادة وسر خلق العالم. وأضاف في حفل الافتتاح أن هذين السؤالين المتشابكين لم يتوقف البشر أبدا عن الافتتان بهما. ونظم الحفل لشكر حكومات دول الاتحاد الأوروبي الأعضاء في المنظمة وعددها عشرون دولة بالإضافة لست دول متعاونة تمتد من روسيا إلى الولاياتالمتحدة لتمويلها للماكينة التي تكلفت تسعة مليارات دولار. وسيدرس معجل الجسيمات التصادمي وهو أكبر وأعقد ماكينة تم بناؤها حتى الآن أصغر وحدات بناء المادة وجسيمات الذرة. وبدأ علماء المنظمة الأوروبية التجربة في العاشر من سبتمبر أيلول حيث أطلقوا أشعة من جسيمات البروتون في نفق طوله 27 كيلومترا خارج جنيف على بعد 100 متر تحت الأرض. وبعد تسعة أيام تعين عليهم أن يوقفوها بسبب تسرب غاز الهليوم الناجم عن توصيلات خاطئة بين اثنين من المغناطيسات الهائلة للمعجل. وستستغرق التجربة من 10 إلى 15 عاما ولن يتم استئنافها قبل ربيع 2009. وعندما يعمل ثانية سيقوم المعجل بتكرار الأوضاع التي أعقبت الانفجار الكبير الذي يعتقد غالبية العلماء أنه أصل نشأة الكون من 7ر13 مليار عام. وسترسل الماكينة أشعة من جسيمات الذرة في أنحاء النفق لتصطدم ببعضها البعض في سرعة تقارب سرعة الضوء. وستسفر هذه التصادمات عن طاقة حرارية عالية للغاية وعن جسيمات جديدة لم قبل. وأنشأت المنظمة شبكة كمبيوتر عالية الطاقة تربط سبعة آلاف عالم من 33 دولة للتعامل مع تدفق المعلومات التي تكفي لبناء برج من الأسطوانات المدمجة يزيد ارتفاعه على مثلي ارتفاع جبل إيفرست. (رويترز)