قال مصدر دبلوماسي مصري مسئول أن كل ما تواتر ونشر من تقارير والحديث عن مواعيد لانطلاق الحوار الفلسطيني الشامل سواء منتصف شهرأكتوبر 2008 أو الأسبوع الأول من شهرنوفمبر لا أساس لها من الصحة. وشدد المصدر، فى تصريحات نقلتها إذاعة القدس من غزة الجمعة، على أن موعد إطلاق هذا الحوار مرهون بنتائج محادثات وفد حركة حماس في القاهرة. وأشار إلى أنه ستكون هناك مهلة من الوقت حتى تنتهي القاهرة من صياغة الرؤية وورقة العمل التي ستسلم إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وينطلق الحوار الشامل وفقا لها. وأكد أن هذه الورقة سيتم بلورتها بصورتها النهائية على إثر الأفكار التي تمخضت عن اللقاءات التي جرت مع جميع الحركات الفلسطينية واختتمت بالمشاورات مع حماس. ورفض المصدر الوقوف عند القضايا الخلافية وما تواتر عن شروط واعتراضات وتحفظات لحركة حماس على بعض الموضوعات التي أشير أن الورقة والمداولات التي جرت بين القاهرة ، على مدى الأسابيع والأشهر القليلة الماضية، والفصائل الفلسطينية تضمنتها خاصة تشكيل حكومة خبراء (تكنوقراط) من خارج جميع الفصائل والحديث عن القوات العربية التي طرحت فكرة ارسالها إلى قطاع غزة ..الخ وشدد المصدر ، الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه، على أن الأولوية لدى القاهرة هي التوصل إلى توافق فلسطيني حيال القضايا الرئيسية وفي مقدمتها إنهاء الانقسامات والصراعات القائمة ووضع حد للخلافات والمشاحنات وتحريم بل تجريم استهداف الدم الفلسطيني وإعادة الوحدة إلى الموقف الداخلي خلال هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها القضية وما تستلزمه حتى يتسنى الدخول بمفاوضات جادة تفضي إلى استعادة الحقوق وفي مقدمتها إقامة الدولة المستقلة بعاصمتها القدس وإعادة اللاجئين إلى أرضهم وديارهم وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني خاصة من جراء الحصار الجائر المضروب عليه منذ سنوات، إلى جانب بقية الاستحقاقات الفلسطينية من وراء العملية السياسية. ومن جانبه، أكد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشئون فلسطين أهمية استمرار الجهود التى تبذلها مصر لإنهاء حالة الانقسام الفلسطينى الحالية ، كما أكد أن الجامعة تدعم هذه الجهود فى إطار تحركها العربى لدعم القضية الفلسطينية. السفير محمد صبيح وقال - فى تصريح أدلى به صباح الجمعة قبيل مغادرته القاهرة إلى الدوحة لحضور مؤتمر القدس السادس بالعاصمة القطرية - أن الوضع الفلسطينى الداخلى الحالى يؤثر سلبا على التحرك العربى لدعم القضية ، مشيرا إلى أن الجامعة العربية تجرى اتصالات مع كل الدول العربية لإنهاء هذا الوضع الشاذ والخروح من مأزق الانقسام الفلسطينى. ودعا صبيح إلى استمرار الجهود المصرية حتى تستكمل مسيرة الوحدة الفلسطينية قريبا محذرا من خطورة استمرار الانقسام فى ظل ظروف دولية غير مواتية. وأشار إلى أن من بين هذه الظروف استحقاقات انتخابات الرئاسة الامريكية التى ستؤدى الى سكون الدور الامريكى لعدة اشهر والموقف المضطرب للقيادة الاسرائيلية بعد تنحية إيهود اولمرت وتشكيل حكومة جديدة أو انتخابات جديدة والذى سيؤدى أيضا إلى الإضرار بالقضية الفلسطينية. وفيما يتعلق بمؤتمر القدس السادس الذى يعقد غدا بالعاصمة القطرية الدوحة ،أدان السفير محمد صبيح الممارسات الإسرائيلية التى تسعى من خلالها الى طمس هوية القدس العربية ،كما أدان تسابق المرشحين الأمريكيين للرئاسة بالحديث عن القدس باعتبارها عاصمة لإسرائيل على حد قولهما. وأكد أن مثل هذه التصريحات سواء من أمريكا أو من القيادات الاسرائيلية تشكل عدوانا صارخا وصريحا على حقوق الفلسطينيين ومقدساتهم وعلى عروبة القدس وعلى القانون الدولى والاستقرار فى المنطقة. ودعا فى هذا الصدد الدول العربية والمجتمع الدولى لاتخاد كل ما يلزم من أجل مواجهة أنشطة 24 تنظيما يهوديا متطرفا يشارك حاليا فى العدوان على القدس وتهديد سكانها وفى مقدمة هذه التنظيمات منظمة أمناء الهيكل التى يحميها الجيش الاسرائيلى. وأكد أهمية تنسيق الجهود فى المحافل الدولية لإلزام اسرائيل بوقف ممارستها ضد الاقصى ومنها اعتزامها حاليا إقامة كنيس على بعد خمسين مترا فقط من المسجد الاقصى سيؤدى الى حجب الرؤية عنه وعن قبة الصخرة وبما يغير من المعالم العربية المحيطة بالمسجد. وفي السياق نفسه، قال نبيل عمرو سفير فلسطين لدى القاهرة ومندوبها الدائم فى الجامعة العربية إن الرئيس محمود عباس "أبومازن" يدرس فكرة اللقاء الثلاثى الذى تقترحه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بمشاركتها وحركة التحرير الوطنى الفلسطينى (فتح) والمسئولين المصريين . وأضاف نبيل عمرو - فى تصريح لصحيفة "الأيام" الفلسطينية عبر الهاتف من القاهرة ونشرته بعددها الصادر الجمعة :ان القرار سيتخذ بالتنسيق الكامل مع الفصائل الفلسطينية جميعا. وتابع السفير الفلسطينى ، ان وفد حماس اقترح عقد هذا اللقاء، الذى تقول "حماس" إنه من المرجح عقده يوم 25 أكتوبر2008. وردا على سؤال بشأن الخطوة التالية ، قال نبيل عمرو "الاشقاء المصريون سيقدمون ورقة هى خلاصة الحوارات الثنائية مع الفصائل الفلسطينية ، ويحاولون وضعها فى ورقة تخضع للتشاور مع الفصائل ، ثم فى حال التوافق عليها من قبل الفصائل تقدم الى الجامعة العربية التى سترعى الحوار الوطنى الفلسطينى الشامل". (أ ش أ )